تربية النعام واحدة من مشروعات الإنتاج الداجني الواعدة، التي فرضت نفسها بقوة داخل السوق المصري، كأحد أفضل الحلول الاقتصادية التي تُمهد الطريق لشباب الخريجين وصغار المُربين، مع ضمانة تحقيق عوائد مُرضية بنهاية الموسم، مع إمكانية توسيع دائرة النشاط الذي ينضوي تحت مظلته عدة فروع، يمُكن لكل منها أن يُصبح مُستقلًا بذاته، كـ”التسمين، إنتاج البيض، التفريخ، بيع وإنتاج اللحوم”.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبير صلاح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد جودة – باحث فسيولوجي الدواجن بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي – عن مشروع تربية النعام، والاقتصاديات المبنية عليه، وتقنيات وأساليب التغذية الصحيحة.
نبذة تاريخية عن مشروعات تربية النعام
في البداية قدم الدكتور أحمد جودة نبذة تاريخية عن تربية النعام، موضحًا أن الفراعنة هم أول من استأنسوا هذا الطائر العملاق، وأرخوا لهذا الأمر عبر العديد من النقوش والكتابات، التي زينت جدران معابدهم القديمة.
وأوضح أن تربية النعام انتقلت من مرحلة الاستئناس، لتدخل بعدها حيز الاعتماد على لحومها في التغذية اليومية، عبر البلدان من قطر لآخر، لتستقر في نهاية المطاف بجنوب إفريقيا، التي تُعد واحدة من أكثر دول العالم، التي تحوي هذه الفصيلة من الطيور.
ولفت إلى أن دخول وانتشار مزارع تربية النعام في مصر، أدى لتوسيع دائرة الأبحاث العلمية، التي تهتم بدراسة تفاصيل وسلوكيات هذا الكائن، للاستفادة من مزاياه في تعظيم مشروعات الإنتاج الداجني، والاستفادة من عوائده الاقتصادية والغذائية على النحو الأمثل.
تربية النعام.. أبرز الأنواع السائدة داخل الأسواق المصرية
أكد “جودة” أن مشروعات تربية النعام في مصر تعتمد على نوعين رئيسيين يُمكن تمييزهما من خلال اللون السائد على منطقة الرقبة وهما “الأحمر والأزرق”، موضحًا أن التهجين بين كلا النوعين، أفرز صنفًا ثالثًا “أسود اللون”، وهو السائد حاليًا بأغلب مزارعنا.
ولفت إلى أن هذه الطفرة الوراثية الجديدة، أصبحت هي المُتسيدة بمشروعات تربية النعام، بأغلب بلداننا العربية مثل السودان وليبيا وسوريا، بعيدًا عن الصنفين اللذان يُشكلا السلالة الأصلية، وموطنها الأصلي بدولة جنوب إفريقيا.
وأوضح أن أنثى النعام يغلب عليها اللون الرمادي المائل للبني، فيما يُشكل اللون الأسود السواد الأعظم من جسم الذكور، بالإضافة لمسحات متفرقة من الريش الأبيض المُنتشر على جسده.
أسباب ارتفاع أسعار لحوم النعام
عزا الدكتور أحمد جودة ارتفاع أسعار لحوم النعام لقلة المعروض منها في الأسواق المحلية، موضحًا أن التوسع في إنشاء مزارعها لتعظيم الاستفادة منها ضمن مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، التي توليها الدولة اهتمامًا خاصًا، سينعكس بالإيجاب على انخفاض أسعار تداولها.
وأوضح أن الخيار الثاني المطروح لتخفيض الأسعار، يكون بالنزول بإجمالي تكلفة وقيمة مُدخلات مشروعات تربية النعام، والمُمثلة في الأعلاف والعليقة المُستخدمة في برامج تغذيتها وتسمينها.
مزايا مشروع تربية النعام الاقتصادية
عدد أستاذ فسيولوجي الدواجن من مزايا واقتصاديات مشروعات تربية النعام، موضحًا أن كافة مُخرجاتها يُمكن الاستفادة منها بعدة أشكال لتحقيق مكاسب اقتصادية مُجزية، ضاربًا المثل بـ”البيض”، الذي تتعدد استخدماته سواء على صعيد التغذية – البيضة الواحدة تكفي 14 شخصًا – أو قشرها الذي يعتمد عليه بعض الفنانين التشكيليين في إضفاء بعض اللمسات الجمالية، أو توجيه لمرحلة الفقس وإنتاج الصغار، والتي يتراوح سعر الكتكوت الواحد منها، ما بين ألفين إلى 3 آلاف جنيه.
موضوعات قد تهمك:
مشروعات إنتاج الألبان.. “مرحلة الجفاف” وأبرز الأخطاء الشائعة خلالها
ركائز نجاح مشروعات تربية النعام
أفرد الدكتور أحمد جودة المساحة لمواصلة شرحه لمزايا مشروعات تربية النعام، والتي تتمثل في خصائصه الصحية والتركيبية، المُقاومة لأغلب الإصابات المرضية، الشائعة في باقي مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى، ما دعا المُختصين لتسميته بـ”جمل الطيور”، نظرًا لشدة تحمله ومُقاومته للأعراض المُتعارف عليها.
وأوضح أنه يُمكن تربية النعام في أي مكان، نظرًا لكونه طائرًا “رعويًا” من الدرجة الأولى، ما يُسهل طرق حصوله على الطعام، بالإضافة لارتفاع نسب تحويله للحم.
ولفت إلى وجود عدة مزايا أخرى خاصة بانخفاض تكلفة مُدخلات مشروع تربية النعام وحصرها في النقاط التالية:
1. انخفاض نسبة البروتين في العلائق والتي تبدأ من 20 % نزولًا إلى 14% في المراحل العمرية الأكبر
2. سهولة هضمة للعلائق ذات الألياف العالية وهي المُشكلة الأكبر في غالبية مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى
3. منخفض الطاقة من 2700 إلى 1700
إقرأ أيضًا:
التقصي عن الأمراض.. ضوابط إعدام الماشية وشروط الحصول على التعويض
مكافحة الآفات.. “الإدارة المركزية” تقدم 8 توصيات لتنفيذها بشكل صحيح
نصائح خاصة للمُربين الجُدد
أوصى “جودة” صغار المُربين ببدء مرجلة التربية من عمر شهرين، للحيلولة دون ظهور الأعراض المرضية المُبكرة، التي قد لا يكتشفها البعض، حال الاستعانة بالكتاكيت والأفرخ الصغيرة من عمر يوم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
نظام تغذية النعام
قدم “جودة” روشتة التغذية المثالية التي يُمكن الاعتماد عليها في مشروعات تربية النعام، وفقًا للمراحل العمرية المختلفة للطائر، والتي يُمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. الفترة من يوم إلى 90 يوم “علف بادي”
2. الانخفاض بنسب البروتين الموجودة في العليقة تدريجيًا من 23 إلى 20% بعد الثلاث شهور الأولى
3. من 90 إلى 180 يوم “علف نامي”
4. من 180 إلى 360 يوم “علف ناهي”
5. مُعدلات التغذية والتسمين في العام الأول تتراوح ما بين 500 إلى 550 كجم علف “بادي ونامي وناهي”
6. يمكن الاستعاضة عن العليقة الجافة ببدائل أخرى وأبرزها علف الدواجن والأرانب والبط
7. يمكن الاعتماد على العلائق الخضراء – البرسيم والذرة والأعشاب – كنظام غذائي للنعام في مرحلة النمو