تربية الماشية وقواعد واشتراطات التلقيح الصناعي والطبيعي

تربية الماشية وطرق التلقيح الصناعي المتبعة وأهم المعوقات التي تواجه جموع المربين كانت واحدة من أبرز الملفات التي تطرق إليها الدكتور المعتز بالله محفوظ – باحث أول فسيولوجيا الحيوان بمعهد الإنتاج الحيواني – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

الثروة الحيوانية وأبرز التحديات في ملف تربية الماشية

في البداية تم استعراض التحديات التي تواجه ملف تربية الماشية في مصر، بسبب عدم وجود مراعي طبيعية، مما يدفع جموع المربين للاعتماد بشكل كبير على نظم التربية المغلقة، وهي المسألة التي تخلف صعوبات إضافية، بسبب الزيادة السكانية وارتفاع أسعار الأعلاف والأمراض الوبائية والتناسلية، وهي الملفات التي تناولها الدكتور المعتز بالله محفوظ بالشرح والتحليل، مشيرًا إلى تراجع الصحة العامة وإلى وجود مشكلات صحية مثل الهزال الذي لم يكن شائعًا في السابق.

جهود وزارة الزراعة

سلط “محفوظ” الضوء على الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة لرفع مستوى الوعي من خلال الحملات الإرشادية والبيطرية مثل التلقيح الصناعي، لافتًا إلى نجاح هذه الجهود في تحقيق المستهدف منها، والأمر عينه بالنسبة للجهود المبذولة تجاه تطوير الوحدات البيطرية على مستوى الجمهورية، مع التركيز على أهمية العامل البشري في تقديم الرعاية البيطرية.

أهمية التناسل وأثره على الإنتاجية

وأكد “محفوظ” على أهمية التناسل في قطاع الثروة الحيوانية، موضحًا أن ولادة مواشٍ جديدة تؤثر بشكل مباشر على معدلات إنتاجية الألبان والربحية المتوقعة، مشيرًا إلى أن الظروف المصرية تتطلب تحقيق أقصى استفادة من عملية التناسل، وذلك في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف، مع الالتزام بتنظيم فترة الخلفات وضبط مواعيدها لضمان تحقيق أقصى ربح من القطيع.

استراتيجيات التلقيح وتوقيتاته

وتطرق باحث أول فسيولوجيا الحيوان إلى استراتيجيات التلقيح وتوقيتاته، مشيرًا إلى أن الفترة المثلى بين الولادات يجب أن تكون من 12 إلى 13 شهرًا، وتم توضيح كيفية حساب هذه الفترة، بدءًا من فترة الحمل التي تستمر 9 أشهر، تليها فترة الانتظار الطوعي حتى يعود الرحم إلى وضعه الطبيعي، والتي تستدعي إتمام بعض الإجراءات، والالتزام باتباع أفضل التوصيات الواردة بشأن كيفية التعامل مع هذه الفترة وتقليل مدتها، مشددًا على أهمية الرضاعة الطبيعية وتأثيرها الإيجابي على فترة التلقيح في بعض أنواع المواشي مثل البقر البلدي.

التلقيح الطبيعي مقابل التلقيح الصناعي

وعقد “محفوظ” مقارنة بين التلقيح الطبيعي والتلقيح الصناعي، مشيرًا إلى أن التلقيح الطبيعي قد يكون غير فعّال ويعرض المواشي لخطر الأمراض بسبب احتمالية إصابة الطلوقة بالعدوى، ما يستدعي خضوع هذه العملية لإشراف بيطري دقيق، لضمان عدم نقل الأمراض، موضحًا أن الطلوقة يمكن أن ينقل أمراضاً خطيرة إذا لم يتم مراقبته بشكل مناسب.

وأوضح أنه وبالرغم من التطورات العلمية المذهلة، إلا أن قطاع عريض من المربين لازال يفضل استخدام الطلوقة الطبيعية في حالات معينة، مثل المزارع الصغيرة التي قد لا تكون قادرة على الوصول إلى مراكز التلقيح الصناعي، وهي المسألة التي تستلزم رفع درجة وعي المربين، بأهم المعايير التي يتوجب مراعاتها وفي مقدمتها عدم قدرة الطلوقة على إجراء أكثر من 200 تلقيحة مخصبة سنوياً، وهي المسألة التي تفتح المجال أمام اللجوء إلى التلقيح الصناعي.

القيود التنظيمية لممارسات التلقيح

من الضروري أن يكون هناك تنظيم ومراقبة صارمة لممارسات التلقيح، حيث لا يجب أن يمتلك أي شخص طلقات دون إشراف بيطري مناسب. يقتصر استخدام الطلوقة على فترات زمنية محددة بحيث لا يعمل لأكثر من 14 يوماً ثم يستريح، وهذه الممارسات تساعد في الحفاظ على فعاليته. في المقابل، يوفر التلقيح الصناعي تحسينات واضحة في الإنتاجية والتنوع الوراثي، مما يسهم في تحسين العوائد من الإنتاج. يتم استخدام أساليب علمية دقيقة في التلقيح الصناعي، حيث يتم تحضير السائل المنوي وتخفيفه لضمان فعاليته.

أهمية التلقيح الصناعي

يعتبر التلقيح الصناعي وسيلة قوية لتحسين الوراثة والإنتاجية. بينما قد تكون الطلوقة قادرة على تلقيح عدد محدود من الأبقار، فإن التلقيح الصناعي يسمح باستخدام السائل المنوي المحفوظ بطرق علمية، مما يعزز جودة التلقيح ويزيد من فرص النجاح. في محطات أمهات الجاموس المصري، أظهرت النتائج تحسناً ملحوظاً في الإنتاجية بفضل التلقيح الصناعي، مما يبرز أهمية استخدام هذه التقنية للحصول على أفضل النتائج.

توصيات للمربين

ينبغي للمربين الذين يرغبون في استخدام التلقيح الصناعي التوجه إلى الوحدات البيطرية للحصول على المشورة والتوجيه المناسب، يجب عليهم الاستفسار عن أقرب المراكز المتخصصة في التلقيح الصناعي في منطقتهم والتأكد من توفير جميع المستلزمات والفحوصات اللازمة، تعتبر التوصيات البيطرية والمراقبة المستمرة ضرورية لضمان تحقيق أفضل نتائج ممكنة من التلقيح الصناعي، بما في ذلك فحص الخلفات وتوقيت التلقيح.