تربية العجول تخضع لمعايير وقواعد صارمة، لتحقيق الأهداف المرجوة منها، بما يخدم رؤية المستثمر والمربي، ويتماشى مع أهداف الدولة، الساعية لتنمية الثروة الحيوانية واستدامتها، وهي الملفات التي تكرق إليها المهندس عاطف شريف – الخبير في مجال الإنتاج الحيواني – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج «صوت الفلاح»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أبرز الأخطاء التي يتم ارتكابها داخل مزارع تربية العجول
في البداية سلط المهندس عاطف شريف الضوء على أبرز الأخطاء التي يقع فيها بعض المربين، ضاربًا المثل بتداعيات سوء التعامل مع العجول أثناء الرضاعة، خاصة فيما يتعلق بـ”لبن السرسوب، الذي يتسم بقوامه السميك.
وأوضح أن العمال أحيانًا، نتيجة لضيق الوقت، يلجأون إلى قطع أو تمزيق الحلمة بطريقة غير صحيحة لتسريع عملية الرضاعة، مؤكدًا أن هذا السلوك الخاطئ يؤدي إلى دخول اللبن في القصبة الهوائية للعجل، ما يوفر بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا مثل «الماينهيميا» و«الباستوريلا»، التي تتسبب في التهابات رئوية حادة.
الإهمال في التغذية وأثره على تربية العجول
أشار المهندس عاطف شريف إلى أن هذا النوع من الالتهابات يمكن أن يستمر لأسبوعين أو ثلاثة، وفي بعض الحالات يؤدي إلى موت العجل فجأة، وعند فحص الرئة، يُلاحظ أنها تتحول إلى نسيج متليف ومليء بالخراريج التي تفرز الصديد.
وأشار خبير الإنتاج الحيواني إلى التداعيات السابقة الناجمة عن السلوكيات غير الواعية، التي يقوم بها العامل لإنهاء عملية الرضاعة بشكل سريع، ودون إدراك لمآلات مثل هذا التصرف الخاطئ.
وشدد «شريف» على أهمية خضوع مزارع تربية العجول لإشراف بيطري دقيق ومستمر، لأن مثل هذه الأخطاء قد تحدث بسبب قلة وعي العامل أو حتى المشرف نفسه، ما يعزز فرص وقوع إصابات مرضية، وما يستتبعها من خسائر اقتصادية لا يمكن تعويضها.
التكلفة الاقتصادية لإهمال صحة العجول
تحدث «شريف» عن التكلفة الاقتصادية الضخمة الناجنة عن موت العجول، حيث أن خسارة عجل كل يومين يمكن أن تكلف المزرعة 300 ألف جنيه، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط زيادة الأرباح من الألبان، بل الحفاظ على قيمة المزرعة من خلال الحفاظ على صحة الحيوانات.
وأوضح أن هذه الإخطاء تؤكد مدى الحاجة الملحة لتدريب العاملين في مزارع تربية العجول وإنتاج الألبان بشكل مستمر كل سنتين، لتطوير مهاراتهم ومواكبة التحديثات في مجال تربية المواشي.
الاستفادة من الخبرات المحلية في الإنتاج الحيواني
أشار «شريف» إلى أن مصر تمتلك عددًا كبيرًا من العلماء والخبراء في مجالات الإنتاج الحيواني والفيروسات واللقاحات، ومع ذلك، لم يتم الاستفادة منهم بشكل كامل في تدريب العاملين في المزارع، مشددًا على أن هؤلاء العلماء قادرون على تقديم معرفة عميقة تساهم في تحسين إدارة المزارع والحفاظ على صحة المواشي.
ولفت إلى وجود مديرين مؤهلين جدًا في بعض المزارع، يمكن أن يتم الاستفادة منهم في تدريب العاملين على كيفية التعامل مع المخاطر وأهمية الحفاظ على صحة الحيوانات.
استغلال التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الحيوانات
قدم «شريف» طرحًا على قدر كبير من الأهمية موضحٕا مدى الحاجة لاستخدام التكنولوجيا الحديثة في مراقبة صحةالحيوانات، موضحًا أن هناك تطبيقات وأجهزة استشعار يمكن استخدامها لمراقبة الأبقار على مدار الساعة.
ولفت إلى فوائد هذه الأجهزة موضحًا أنها تراقب عدد أنفاس الحيوان، خطواته، ودرجة حرارته، وتنبه المزارع إلى أي تغييرات قد تشير إلى وجود مشكلة صحية.
وأكد أن هذا النوع من التكنولوجيا، رغم أنه ليس مكلفًا، يعتبر استثمارًا ضروريًا، حيث يمكن أن ينقذ حياة بقرة قيمتها أعلى بكثير من تكلفة الجهاز.
التكنولوجيا ودورها في نجاح مشروعات تربية العجول
أوضح «شريف» أن هذه التكنولوجيا توفر تحذيرات مبكرة تساعد في اكتشاف المشكلات الصحية قبل تفاقمها، مثل زيادة الحركة أو انخفاض الشهية، ما يمكن أن يدل على وجود مشكلة في التغذية أو الحموضة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في هذه الأدوات هو استثمار في صحة المواشي وزيادة إنتاجية المزارع، مما يسهم في استدامة النجاح في هذا المجال.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
تربية الماشية وقواعد واشتراطات التلقيح الطبيعي والصناعي
الخمائر.. 3 فوائد مباشرة من اضافتها لعلائق “أمهات” الماشية