تربية السمان أحد مشروعات الإنتاج الداجني الواعدة، التي ثبتت أقدامها وحازت على قطاع عريض من المُربين، وفي مُقدمتهم المرأة الريفية وشباب الخريجين، نظرًا لمزاياه الاقتصادية، وصغر حجم التكلفة المبدئية ورأس المال، الذي يُمكن الاعتماد عليه كبداية للانطلاق.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، ألقى الدكتور صَبّاح فاروق يوسف – رئيس بحوث بقسم بحوث تربية الدواجن، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – الضوء على ملف تربية السمان، وعوائده الاقتصادية، وأبرز الاختلافات التي تميزه عما سواه من مشروعات الإنتاج الداجني المعروفة.
مزايا مشروع تربية السمان
في البداية تحدث الدكتور صباح فاروق يوسف عن مزايا تربية السمان، مُقارنة بباقي أنواع الإنتاج الداجني المعروفة، والتي يمُكن حصرها في النقاط التالية:
1. مساحة العنبر المُخصص للتربية
لا يحتاج مشروع تربية السمان إلى مساحات كبيرة، ويمكن تخصيص مكان مناسب له داخل المنزل، على عكس بعض الفصائل الداجنة الأخرى مثل النعام، والتي تحتاج إلى عنابر خاصة ومساحات مفتوحة للرعي
2. مُعدلات الولادة وإنتاج البيض
يصل مُعدل إنتاج السمان إلى 250 بيضة على مدار العام، فيما يتوقف الحمام – على سبيل المثال – عند حدود الـ7 بطون فقط
3. مُقاومة كافة الأمراض الفيروسية
يملك السمان قدرة عالية على مُقاومة كافة الأمراض الفيروسية، وأشهرها الجمبورو والنيوكاسل والمريك والأنفلونزا، والتي تُصيب كافة فصائل الدواجن، عبر مراحلها العمرية المُختلفة
4. مكاسب اقتصادية
يُحقق مشروع تربية السمان مكاسب اقتصادية مبدئية من خلال تقليل تكلفة بعض المُدخلات التي تتكلفها باقي مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى، وأبرزها تكاليف المُكافحة والتحصين ضد الأمراض الوبائية
أبرز الأمراض التي تُهدد مشروعات تربية السمان
قسم الدكتور صَبّاح فاروق يوسف الأمراض التي قد يُصاب بها السمان، إلى شقين:
– أمراض النقص الغذائي: وتنتج عن عدم اتزان مكونات العلف أو نقص بعض العناصر التي يحتاجها الطائر.
– أمراض بكتيرية: وأشهرها الكلوستريديا والتي تنتقل إلى الطيور نتيجة التربية داخل مكان مُغلق وسيىء التهوية، ما يؤدي لارتفاع مُعدلات الرطوبة، التي تُحفز البكتيريا على النشاط.
تأسيس مشروع تربية السمان
كشف الدكتور صَبّاح فاروق يوسف أن تأسيس مشروع تربية السمان يمكن تقسيمه لعدة ركائز أو عناصر رئيسية كالتالي:
1. المساحة
أكد “يوسف” أن تأسيس هذا المشروع بالنسبة للمرأة الريفية أو ربات البيوت يحتاج مساحة لا تتعدى حدود 1 م مربع، لافتًا إلى أن هذه المساحة تكفي لاستضافة 100 طائر.
2. رعاية طيور السمان
وأشار إلى أن النقطة الأهم في هذا الصنف المشروعات تحتاج لتقديم عناية جيدة، وفي مُقدمتها تقسيم المساحة المُخصصة لتربية الأفرخ، وبخاصة في المراحل العمرية المُبكرة، للحيلولة دون نفوق عدد كبير منها، نتيجة التدافع والتزاحم على الطعام.
3. عزل المكان المُخصص للتربية
لفت “يوسف” إلى ضرورة عزل المكان المُخصص لتربية “كتاكيت السمان”، لضمان حمايتها من القوارض والفئران، التي قد تتغذى عليها لصغر حجمها، حيث لا يتعدى فيها وزن الطائر حدود الـ9 جرامات في المراحل الأولى.
موضوعات قد تهمك:
الري بالغمر.. سُبل الاستفادة بـ”وحدة المياه” وتعظيم حجم الناتج الاقتصادي
التسمين وإنتاج البيض.. أبرز الفوارق عن مشروعات الإنتاج الداجني
كشف الدكتور صَبّاح فاروق يوسف أبرز الفوارق التي تُميز مشروع تربية السمان عن بقية مشروعات الإنتاج الداجني، والتي تتضح بشكل جليّ في الفترة الزمنية اللازمة للتسمين وإنتاج البيض، حيث تحتاج الدواجن لفترة لا تقل عن 150 يوم، للانتقال من مرحلة إنتاج اللحم إلى البيض، فيما لا يستغرق السمان سوى 49 يوم لإنتاج البيض.
وأوضح أن مرحلة التسمين “طيور السمان” تستغرق 5 أسابيع، بفاصل زمني لا يتعدى 14 يومًا، عن مرحلة إنتاج البيض التي تصل إلى 7 أسابيع، وهي فترة قليلة جدًا، بالنظر إلى حجم المكاسب الاقتصادية التي يُمكن تحقيقها خلالها، والتي تضمن العمل على كلا المسارين في ذات الوقت.
وأشار إلى أن تسمين الدواجن يحتاج للانتظار 8 أسابيع، فيما يتم الانتقال إلى مرحلة إنتاج البيض، بعد مرور 14 أسبوع إضافية “98 يوم”، ما يوضح مدى الفارق والتكلفة الاقتصادية التي يتحملها المُربي، كأحد أبرز الميزات التي يتمتع بها السمان، عما سواه من مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى.
بيض السمان.. مزايا غذائية وصحية
فرق الدكتور صَبّاح فاروق يوسف بين بيض الدواجن والسمان، موضحًا أن كفة الأخير هي الأرجح من حيث القيمة الغذائية، والتي تبدأ باحتوائه على “الصفار” بنسبة 33% من حجم البيضه – بزيادة 6% عن الدجاج – علاوة على احتوائه على كافة الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية.
وعزا “يوسف” قلة تداول بيض السمان، إلى عدم معرفة جمهور المُستهلكين به، علاوة على تحفظ البعض على شكله الخارجي “منقرش”، الذي يختلف عما اعتادوه في البيض العادي.
إقرأ أيضًا:
زراعة محصول الكتان “من الألف إلى الياء”
الأهمية الاقتصادية لمشروعات تربية السمان
ألقى الدكتور صَبّاح فاروق يوسف الضوء على مُعدلات التنامي في مشروعات تربية السمان “عالميًا”، والتي قفزت مؤشرات عوائدها إنتاجه العالمي من 193 إلى 225 مليار دولار، وهو فارق رقمي له دلالته، الكاشفة لمدى أهميته الاقتصادية.
تكلفة إنشاء وتأسيس مشروع تربية السمان
أوضح أستاذ قسم بحوث تربية الدواجن أن تكلفة إنشاء وتأسيس مشروع تربية السمان – عدد 100 كتكوت – لا تتخطى حدود الـ2000 جنيه، شاملة مصاريف التغذية، التي تُمثل ثُلثي الكلفة الفعلية، موضحًا أن سعر الكتكوت الواحد 1.5 جنيه فقط.
وعزز “يوسف” مزايا هذا المشروع وعوائده الاقتصادية المُتوقعة، والتي تُدر دخلًا مُناسبًا بالنسبة للمرأة الريفية وشباب الخريجين، علاوة على ارتفاع معدلات الأمان ومقاومة الأمراض، ما يقلل من حجم المخاطر التي يتعرض لها.
ولفت إلى أن مُعدلات ونسب النفوق تنخفض بمجرد تخطي الطائر الـ10 أيام الأولى بنجاح، مُشيرًا إلى أنها تقل عن الدواجن بما لا يقل عن 10%.
مصادر شراء السمان
نصح “يوسف” من يريد الاستثمار في مجال تربية السمان، بالتوجه إلى مركز بحوث الإنتاج الحيواني، لضمان الحصول على سلالات جيدة وقوية، وخالية من المُسببات المرضية، علاوة على إتاحة الفرصة للمُربين بتفريخ وتدوير السلالات الجديدة، كمصدر دخل إضافي لهم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: