تربية الدواجن أحد الأنماط الاستثمارية الواعدة، التي تمثل عصب اقتصاد مشروعات الإنتاج الحيواني، وأحد فروعه الاستراتيجية الهامة، لتوفير حصة مُناسبة وبديلًا أرخص للبروتين الحيواني، ما مثل دافعًا كبيرًا لزيادة الاهتمام بها من قِبل الجهات المعنية، مُمثلة في وزارة الزراعة ومراكزها البحثية المُتخصصة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الستار عرفة – رئيس بحوث معهد بحوث صحة الحيوان، التابع لمركز البحوث الزراعية، ورئيس المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني،– ملف التغيرات المناخية وعلاقتها بنسبة انتشار الأمراض في مشروعات تربية الدواجن، وعلاقتها بـ”أنظمة التربية” و”نظام التغذية” المُتبع بالشرح والتحليل.
تربية الدواجن ودور المعمل المرجعي للرقابة على الأمراض الداجنة
في البداية تحدث عن المعمل المرجعي للرقابة على الإنتاج الداجني، والذي أُنشئ خصيصًا لخدمة صناعة الدواجن بقرار وزاري منذ عام 2003، ليقدم خدماته بالفحص الدوري والمتابعة التشخيصية الحالة المرضية، لكافة القطاعات العاملة في هذا المجال، بدءًا من المشروعات متناهية الصغر والتربية بالمنزل، وصولًا للمشروعات الاستثمارية والمزارع الكبيرة.
وأوضح أن المعمل يقوم بجولات ومتابعة دورية لكافة المزارع الصغيرة والكبيرة على حد سواء، بهدف القيام بكافة الإجراءات الوقائية اللازمة، والسيطرة على أي مُسبب مرضي أو وبائي، والوصول لغذاء صحي ومُنتج آمن، خالي من أي مُلوثات لجمهور المُستهلكين، من مُشروعات الإنتاج الداجني.
أخطر الأمراض التي تُهدد صناعة الدواجن
أبرز التحديات التي تواجه مشروعات تربية الدواجن
أكد الدكتور عبد الستار عرفة أن هناك العديد من التحديات التي تواجه تربية الدواجن ومشروعات الإنتاج الداجني بشكل عام، وفي مقدمتها الأمراض السيادية، كـ”أنفلونزا الطيور” والتي تتجلى خطورتها في إمكانية انتقال بعض أنواعها إلى الإنسان.
وحصر رئيس المعمل المرجعي للرقابة على الأمراض الداجنة لائحة الأمراض التي تُهدد تربية الدواجن في:
1. أنفلونزا الطيور
2. نيوكاسل يُشكل خطورة كبيرة على القطعان الداجنة، لكنه لا يمثل خطورة على الإنسان
3. الأمراض التنفسية “تنتقل عن طريق الهواء، أو الاختلاط المُباشر بين الطيور في مساحات محدودة
4. الأمراض الوبائية البكتيرية “فيروسية وبكتيرية” يمكن السيطرة عليها باستخدام المضادات الحيوية
موضوعات قد تهمك
تقاوي القمح.. شروط التخزين الصحيحة وسلبياتها ومزايا البذور المُعتمدة
أصناف القمح.. الخريطة المُعتمدة للمحافظات وأبرز السلالات المقاومة لـ”الملوحة”
دور المراكز البحثية والمعامل المتخصصة في مشروعات الإنتاج الداجني
أشار “عرفة” إلى وجود تعاون وثيق وفعال بين المعمل المرجعي للرقابة على الأمراض الداجنة، والمعمل المركزي للقاحات البيطرية، لترشيح أفضل السلالات الصالحة لإنتاج الأمصال، لحماية الثروة الحيوانية الداجنة، بناءًا على المسوحات والدراسات الدورية، التي تتم على مدار العام، بالإضافة لمعهد الرقابة على المستحضرات، والتي تعمل جميعها تحت مظلة مركز البحوث الزراعية.
وشدد على خطورة الأمراض الفيروسية، والتي قد تصل نسبة الخسائر الناجمة عنها إلى 100%، نظرًا لعدم وجود علاج ناجع لها، ما يجعل الإجراء الوحيد المُتبع في مثل هذه الحالات، هو التخلص من كامل القطيع، بسبب سرعة معدلات انتشار العدوى، بينما ينحصر العلاج اللاحق في الحد من المشاكل البكتيرية الناجمة عن الإصابات الفيروسية.
إقرأ أيضًا
شتلات الخيار.. قواعد الزراعة الـ”6″ ومزايا فترة “التصويم” داخل الصوب
فطام الثوم.. أخر مُعاملة ري قبل الحصاد ودرجات الملوحة المسموحة للزراعة
أفضل أنظمة تربية الدواجن
ربط الدكتور عبد الستار عرفة بين أسلوب تربية الدواجن المُتبع وبين درجة الإصابة بالأمراض، موضحًا أن أنظمة التربية في المزارع والحقول المفتوحة يكون هو الأكثر عُرضة للإصابة، والأمر عينه بالنسبة للحيوانات المائية “البط والأوز”، التي ترتفع نسبة إصابتها، ونقلها للعدوى بين أنواع الطيور الأخرى.
وكشف أن تربية الدواجن في المزارع المُغلقة هي الأنسب، نظرًا لتوفيرها أكبر درجة من التحكم في البيئة المُحيطة بالطيور، ما يُتيح الفُرصة بشكل أكبر للسيطرة على فُرص واحتمالات الإصابة، ما يصب في صالح زيادة الإنتاجية والأرباح المُتوقعة.
التغيرات المناخية وسُبل الحد من آثارها الجانبية على مشروعات الإنتاج الداجني
انتقل الدكتور عبد الستار عرفة إلى تأثير التغيرات المناخية على مشروعات تربية الدواجن، مؤكدًا أن علاج الآثار السلبية الناجمة عنها يعتمد بالأساس على عدة محاور:
1. نظام التربية المُغلق
2. اختيار السلالات ذات المناعة العالية
3. البحث العلمي وتحسين خواص السلالات وتعديلها لزيادة درجة تكيفها مع التغيرات المناخية
4. تهجين واستنباط سلالات جديدة من الأصناف الأجنبية
الأنظمة الغذائية وعلاقتها بانتشار الأمراض
كشف رئيس المعمل المرجعي للرقابة على الأمراض الداجنة عن وجود علاقة وثيقة بين الأنظمة الغذائية ودرجة انتشار الأمراض، مؤكدًا أن ركائز هذه الصناعة عبارة عن حلقة مُتصلة، يُمثل النمط الغذائي أحد أهم أضلاعها، والذي ينعكس بالتبعية على مناعة الطائر، ودرجة تجاوبه مع اللقاحات والأمصال، ومن ثم نسبة مُقاومته للأمراض.
شاهد أيضًا