تربية الحمام واحدة من المشروعات الواعدة، والمنتشرة بين قطاع عريض من الشباب، سواء بغرض الاستثمار وتحقيق مكاسب مادية مباشرة أو الهواية، ما يفتح باب النقاش حول جدواه الاقتصادية والبيئية، وهو الملف الذي تناوله الدكتور عامر مكرم، مدير مزرعة الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الحمام الفرنسي وسلالاته الجديدة
بدأ الدكتور عامر مكرم حديثه عن أبرز الأنواع السائدة والمتعارف عليها في مشروعات تربية الحمام، مشيرًا إلى الحمام الفرنسي الذي يُعرف بأنه من أفضل الأنواع من حيث إنتاج اللحم، حيث يصل وزن الزغلول الواحد إلى 650 جرامًا. وأوضح أن الحمام الفرنسي يتميز بمعدل تصافٍ مرتفع يصل إلى 80% – 85%، مما يجعله أكثر كفاءة من الحمام البلدي الذي يبلغ معدل تصافيه حوالي 70%.
وأشار إلى أن الحمام البلدي يتفوق من حيث عدد مرات الإنتاج السنوي، حيث يستطيع إنتاج 9 إلى 10 بطون سنويًا، بينما ينتج الحمام الفرنسي حوالي 8 إلى 9 بطون فقط، موضحًا أن الشركات المنتجة للحمام الفرنسي، بدأت في تطوير سلالات جديدة منه، بألوان تشبه الحمام البلدي، مثل “بيس 89” و”بيس إس”، مما يمنحه قبولًا أكبر لدى المستهلكين، الذين يفضلون الحمام البلدي لمظهره المألوف.
أنواع أخرى من الحمام المنتج للحوم
انتقل الدكتور عامر مكرم مدير مزرعة الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم إلى الحديث عن أنواع أخرى يمكن الاعتماد عليها في مشروعات تربية الحمام التي تتميز بأوزان ثقيلة، مثل:
الحمام التينج والرومي
هذه الأنواع تُعد أكبر حجمًا، حيث يصل وزن الزغلول الواحد إلى 750 – 900 جرام، وهي مناسبة للمربين الذين يركزون على بيع الطيور بالأوزان الثقيلة. لكن هذه الأنواع أقل إنتاجًا سنويًا، حيث تنتج 6 إلى 7 بطون فقط مقارنة بالحمام الفرنسي أو البلدي.
الحمام المالطي
يتميز بوزن مرتفع جدًا قد يصل إلى كيلو جرام للزغلول الواحد، لكنه ينتج 3 بطون فقط في السنة، مما يجعله خيارًَا أقل لمشروعات تربية الحمام من حيث الكفاءة والجدوى الاقتصادية في الإنتاج مقارنة بالأنواع الأخرى.
أكد الدكتور عامر مكرم أن الجدوى الاقتصادية في تربية الحمام تعتمد على مزيج من عدد مرات الإنتاج السنوي ومتوسط وزن الزغلول، حيث يكون الحمام الفرنسي والبلدي هما الأفضل في التوازن بين الإنتاجية والوزن، بينما الأنواع الثقيلة مثل التينج والرومي تعطي أوزانًا كبيرة ولكن بعدد أقل من الدورات الإنتاجية.
سلوكيات الحمام الفريدة في الأكل والشرب
تطرق “مكرم” إلى نقطة مثيرة للاهتمام حول طريقة أكل وشرب الحمام، موضحًا أن الحمام يختلف عن الطيور الأخرى في طريقة تناوله للطعام والماء، فالحمام لا يمتلك عضلات البلع المتطورة مثل الدجاج، لذا عند شرب الماء، يضع منقاره بالكامل في الماء ويمتصه مباشرة دون الحاجة إلى رفع رأسه كما تفعل الطيور الأخرى.
وأوضح أن هذا السلوك الفريد هو تكيف طبيعي مع بيئته، حيث إن الحمام يحتاج إلى شرب الماء بسرعة، قبل أن يُعرض نفسه للخطر في بيئات مفتوحة مثل الصحراء، أما الدجاج والطيور الأخرى، فتعتمد على رفع رأسها بعد كل جرعة ماء، مما يجعلها أبطأ في الشرب، ولكنه أكثر أمانًا لها من حيث منع دخول الشوائب إلى المجاري التنفسية.
التغذية السليمة للحمام وأهميتها في تحسين الإنتاج
وتطرق الدكتور عامر مكرم إلى التغذية السليمة للحمام وأثرها الكبير على الإنتاجية، مؤكدًا أن التغذية الجيدة تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق معدلات نمو عالية، كما أنها تؤثر على خصوبة الطيور وعدد مرات إنتاجها سنويًا، مشيرًا إلى أن النظام الغذائي المتبع في مشروعات تربية الحمام، يجب أن تحتوي على نسبة متوازنة من الحبوب، مثل الذرة والقمح والشعير، بالإضافة إلى بعض الإضافات مثل البقوليات والبذور الزيتية التي تساهم في تحسين جودة اللحم وزيادة معدلات الإخصاب.
وشدد على أهمية توفير المياه النظيفة بشكل مستمر، حيث إن الحمام يحتاج إلى شرب الماء بانتظام للحفاظ على نشاطه الحيوي وصحته العامة. وأوصى بضرورة توفير الأملاح المعدنية والفيتامينات لتعزيز مناعة الطيور وتقليل فرص الإصابة بالأمراض.
اختتم مدير مزرعة الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم حديثه بالتأكيد على أهمية اختيار السلالة المناسبة من الحمام بناءً على الأهداف الإنتاجية، مشددًا على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن للحفاظ على صحة الطيور وتحقيق أعلى معدلات إنتاج، مؤكدًا أن تربية الحمام تُعد خيارًا اقتصاديًا ممتازًا، نظرًا لقلة تكاليف تربيته وسهولة إدارته مقارنة بالديك الرومي والطيور الأخرى.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الدجاج البياض.. قواعد التغذية وأبرز الأخطاء الخاصة بعنصر الكالسيوم
الدجاج البياض.. قواعد “تأسيس القطيع” الـ4 وتأثير الإضاءة على الإنتاج
تغذية الدجاج البياض والاكتفاء الذاتى من بيض المائدة.. باحث يوضحها