تربية البط المنزلي أحد أشكال الأنشطة الاقتصادية التي كانت شائعة بقرى الريف والصعيد حتى وقت قريب، قبل أن تتراجع مُعدلات انتشارها بشكل تدريجي، حتى قاربت على الاختفاء بشكل كامل، ما يُحتم دراسة أسباب هذه الظاهرة، والاستماع لرأي المُتخصصين للوقوف على طُرق حلها، واستثمارها بالشكل الصحيح والأمثل.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عامر مكرم – مدير مزرعة الدواجن، بكلية الزراعة جامعة الفيوم – عن أسباب اختفاء مشروعات تربية البط المنزلي، والعوامل والآليات الحاكمة لنجاح مشروعات الإنتاج الداجني الصغيرة والمُتناهية الصغر.
تربية البط المنزلي.. العوامل البيئية وأثرها على النشاط
في البداية علل الدكتور عامر مكرم تراجع معدلات انتشار بعض مشروعات الإنتاج الداجني “المُتناهية الصغر”، والتي كانت هي السمة الغالبة في مُعظم قرانا، وعلى رأسها تربية البط المنزلي، بتغيير البنية البيئية المميزة للريف المصري، والتي أثرت بالسلب على نجاح وعوائد هذه الأنماط الاقتصادية.
وأوضح مدير مزرعة دواجن كلية زراعة الفيوم أن تربية البط المنزلي تحتاج لتوافر عدة عوامل، أبرزها وجود مساحات مفتوحة تتيح لها حرية الحركة، علاوة على توافر المُسطحات المائية التي تستوعب نشاطها، لافتًا إلى أن البط يتميز بارتفاع نشاطه المائي عما سواه من الطيور الأخرى.
وأشار الدكتور عامر مكرم إلى أن تقلص المساحات المفتوحة، والتي التهمتها الزيادة السكانية والكتل الخرسانية، علاوة على اختفاء المُسطحات والمجاري المائية “التُرع”، حال دون وجود البيئة الطبيعية اللازمة لنجاح مشروعات تربية البط المنزلي، التي كانت أحد نماذج الأنشطة الاقتصادية الأكثر شيوعًا في قرى الريف المصري.
موضوعات ذات صلة:
مشروعات الإنتاج الداجني.. أبرز المشاكل ومزايا التحول لنظام الحظائر المُغلقة
الأضرار الصحية الناجمة عن تربية البط المنزلي
انتقل الدكتور عامر مكرم إلى نقطة بالغة الأهمية والخطورة، والتي تُفسر أسباب اختفاء وتراجع معدلات تربية البط في قرى ريف وصعيد مصر، والتي عزاها إلى عدة عوامل أغلبها خاص بالأضرار الصحية الناجمة عن القيام بهذه الأنشطة حال عدم توافر الشروط البيئية المُلائمة لها.
وشدد مدير مزرعة دواجن كلية زراعة الفيوم على خطورة تربية البط في الأماكن المُغلقة، والتي تُسبب ارتفاع مُعدلات ونسب الأمونيا عن حدودها الصحية المسموحة، ما يُؤدي لانتشار العديد من الأمراض، ويمثل تهديدًا وخطورة كبيرة على الصحة العامة.
إقرأ أيضًا:
أنفلونزا الطيور.. التطورات الجينية والسلالات الوافدة وطرق مواجهتها
خطورة تربية البط المنزلي على المباني والمنشآت
ولفت الدكتور عامر مكرم إلى أن ارتفاع معدلات ونسب الأمونيا عن حدودها الدنيا المسموحة، لا تتوقف أضراره على انتشار الأمراض، وإنما تمتد لتمثل خطورة شديدة وتهديدًا مُباشرًا على سلامة المبني الذي يحتوي هذا النشاط، بسبب ما يترتب عليها من تآكل للحوائط والأعمدة الخرسانية.
لا يفوتك.. قواعد التغذية الصحية والصيام في رمضان.. نصائح وإرشادات