تربية البط أحد المشروعات المُتاحة التي تُناسب كافة شرائح المُربين، بدءًا من الأنماط المنزلية التي توارثتها قرانا الريفية، مرورًا بالأنظمة التجارية الصغيرة والمحدودة، وانتهاءًا بالمزارع الكبيرة المُتطورة، علاوة على مزايا الاقتصادية الأخرى، التي تجعلها خيارًا مثاليًا لشباب الخريجين، لتحقيق بداية تتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم المادية وتدر دخلًا مقبولًا إلى حد بعيد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن رجب – أستاذ تربية الطيور المائية والبط – ملف بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبجديات وخطوات تجهيز التربة وإعداد الأرض لزراعة محصول القمح، وأبرز الطرق التي يُمكن اتباعها بهذا الشأن.
مزايا مشروعات تربية البط
في البداية تحدث الدكتور أيمن رجب عن مزايا مشروعات تربية البط الاقتصادية، والتي تتفوق بها عما سواها من غالبية مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى المُتعارف عليها، مؤكدًا أنه أحد أفضل الخيارات المُتاحة للنظم “المنزلية” أو صغار المُربين.
وأوضح أن تربية البط واحدة من أفضل المشروعات الاقتصادية التي يُمكن الاعتماد عليها لتوفير دخل وهامش ربح مُرضي أو لتدبير احتياجات الأسرة من البروتين الحيواني بأرخص الأسعار، نظرًا لعدم احتياجها للكثير من التجهيزات الضرورية.
نُظم التغذية المُتاحة
لفت “رجب” إلى أن تربية البط عادة ما يعتمد مربوها على نظم التغذية العشوائية المفتوحة، التي لا تتطلب تدبير وجبات غذائية ثابتة من مكونات العليقة، التي تُمثل القوام الأساسي لباقي مشروعات الإنتاج الداجني الأخرى.
موضوعات قد تهمك
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وأفضل المُعاملات اللازمة لنجاح تكرار زراعة الغلة
محصول القمح.. 7 خطوات لتجهيز التربة وفوائد الزراعة “الحراتي” لمكافحة الحشائش
عوادم الأطعمة ومُخرجات المنزل
أشار أستاذ تربية الطيور المائية إلى المزايا الأساسية التي توفرها مشروعات تربية البط، وأبرزها الاستفادة من عوادم المنزل وكافة مُخرجاته “بواقي الأطعمة”، والتي توفر هامش كبير من التكلفة الفعلية الخاصة بتدبير عُنصر التغذية، نظرًا للارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف الجافة، ما يُترجم على أرض الواقع لصالح مُضاعفة حجم الربحية المُتوقعة.
عدس النيل والأزولا ومزايا “التظغيط”
قدم الدكتور أيمن رجب نماذج مُتعددة للأنظمة الغذائية التي تعتمد عليها الطيور المائية والبط في الأعم الأغلب من الاستثمارات المنزلية والمشروعات صغيرة الحجم، والتي توسع مجال الاختيارات المُتاحة أمام المُربين، لافتًا إلى أن النظام المفتوح هو السائد في مثل هذه الحالات.
وأكد أستاذ تربية الطيور المائية على تعدد الخيارات المُتاحة في نظم تغذية البط، حيث تعتمد هذه الطيور على “عدس النيل، الأزولا، بقايا الأطعمة ومُخرجات المنزل، ورد النيل”، بالإضافة لتغذيها على كافة النباتات المُتاحة في الترع والمصارف والقنايات، ما يوفر نسبة كبيرة من حجم التكلفة الفعلية الخاصة بهذا البند.
وأوضح أن نظم تربية البط المنزلية قد تلجأ إلى خيار “التظغيط” لزيادة حجم ومُعدلات تحويل اللحم، فيما تلجأ المزارع الأكثر تطورًا إلى توفير أنواع مُتجانسة من العليقة والبروتين الجاف، والتي تتناسب مع الغرض الأساسي لها “تسمين أو إنتاج بيض”.
إقرأ أيضًا
الصوب الزراعية.. “3” حلول سحرية لـ”الأراضي مُنخفضة الخصوبة”
حشائش الهالوك.. طُرق مُكافحتها في “محصول البرسيم” والمُبيدات الموصى بها
المياه المالحة
واصل “رجب” شرحه لمزايا مشروعات تربية البط، ومنها قدرته الكبيرة على استخدام المياه مرتفعة الملوحة، ما يوسع من نطاق المُستفيدين والمُربين، ويتيح المجال لاستغلال كافة البيئات المُتاحة، لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة،
مزايا غذائية وصحية
انتقل الدكتور أيمن رجب إلى نقطة بالغة الأهمية والخاصة بالفوائد والقيمة الغذائية العالية لـ”البط”، نظرًا لما يحتويه من بروتينات ودهون، بالشكل الذي يعوض الجسم عما فقده من طاقة طوال الأسبوع، علاوة على انخفاض تكلفته المادية مُقارنة بباقي أنواع البروتين الحيواني المُتاحة.
وعزز “رجب” الاتجاه صوب مشروعات تربية البط، بالنظر إلى حجم المزايا الأخرى التي يتمتع بها، والتي تُعزز حظوظه في التفوق على كافة استثمارات الإنتاج الداجني الأخرى، وفي مُقدمتها ارتفاع درجة مُقاومته للأمراض الموجودة في بيئته، ما يقلل من نسبة الفاقد والخسائر الاقتصادية المُتوقعة.
لا يفوتك