تربية الإبل واحدة من الحلول الواعدة، التي يمكن الاعتماد عليها لتحقيق التوازن المطلوب، وحل المعادلة الخاصة بتوفير مصادر بديلة للبروتين الحيواني، والهبوط بالحد الأدنى لأسعار اللحوم أمام جمهور المستهلكين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد موسى عامر -أستاذ مساعد الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية- ملف تربية الإبل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على استراتيجيات النهوض بهذه المشروعات الاستراتيجية، ودورها الفاعل في حل أزمة ارتفاع أسعار البروتين الحيواني.
تربية الإبل
أزمة ارتفاع أسعار البروتين الحيواني
في البداية تحدث الدكتور أحمد موسى عامر عن أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، مؤكدًا أن حلها يعتمد على استراتيجية ذات شقين، الأول يفيد على المدى القصير، باستيراد حيوانات حية للذبح، وتلبية احتياجات السوق المحلي، فيما يختص الشق الثاني بتقديم حلول تفيد على المدى البعيد، عن طريق تحسين الصفات الوراثية للحيوانات المحلية.
تربية الإبل
مزايا دمج السلالات المحلية والمستوردة
قدم “عامر” الدلائل التي تدعم وجهة نظره، مُشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من الصفات الوراثية الخاصة بالحيوانات المحلية، وملائمتها للظروف البيئية الخاصة بنا، مع دمجها بالسلالات المستوردة من الخارج، التي تتمي بارتفاع مُعدلات التحويل والإنتاج، للحصول على هجن جديدة تجمع بين مميزات كلا السلالتين.
وأكد أن المعيار الحاكم لهذه الاستراتيجية هو كيفية الوصول لأفضل المزايا الإنتاجية بأقل التكاليف، لسد النقص الشديد في البروتين الحيواني، والتغلب على إشكالية الارتفاع غير المبرر في أسعاره، والذي لا يستند لأي قواعد منطقية أو اقتصادية، ولا يمكن تفسيره إلا بزيادة الجشع لدى التجار، لتحقيق مكاسب “غير مشروعة” على حساب المستهلك.
تربية الإبل
تحركات حكومية للتوسع في المحاصيل الزيتية
أشاد الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، بالتوجه الحكومي نحو التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، في أراضي الظهير الصحراوي والمناطق الجديدة، والتي تعتبر “الأكساب” واحدة من أهم مُخرجاتها، ضمن حزمة المواد التي يتم الاعتماد عليها كعلائق وعلف لمشروعات الإنتاج الحيواني.
وأكد أن التوسع في تربية الإبل لا يعني الاستغناء عن ركائز وعناصر الإنتاج الحيواني التقليدية الأخرى، وإنما المقصود منه هو تنمية كل فصيل في البيئة التي تلائمه، بما يصب في صالح سد الفجوة الغذائية، وتوفير بدائل أخرى للتغلب على إشكالية ارتفاع أسعار البروتين الحيواني.
تربية الإبل
الغابات الشجيرية
طالب الدكتور أحمد موسى عامر بتطبيق مقترح زراعة الغابات الشجيرية بمناطق الظهير الصحراوي، والتوسع فيها بكافة محافظات الجمهورية، لتكون بمثابة مصدر التغذية الأساسي للتوسع في تربية الإبل، موضحًا أن احتياجات هذه الحيوانات لا تذكر مُقارنة بما عداها، نظرًا لقلة متطلباتها على صعيد الإنشاءات أو التغذية، بالإضافة لحجم الإنتاجية المُتوقعة منه، والتي تُسهم في حل الأزمة الحالية.
تربية الإبل
3 مكاسب اقتصادية
سلط الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني الضوء على بعض المكتسبات التي يمكن تحقيقها حال توفير الاهتمام المطلوب للتوسع في تربية الإبل، موضحًا أن عوائدها الاقتصادية لا تقتصر على اللحم وإنتاج الألبان، وإنما تتعداها لمقاصد استثمارية أكثر رحابة.
ضرب “عامر” عدة أمثلة لفوائد مشروعات تربية الإبل، مُسلطًا الضوء على ما تفعله الدول المجاورة لنا، وفي مقدمتها تركيا التي تنظم حدثًا سنويًا لـ”مصارعة الإبل”، فيما تنظم الإمارات سباقًا سنويًا للهجن، والأمر عينه في السعودية التي تنظم مهرجان الملك عبد العزيز، فيما اتجهت قطر لتنظيم مهرجان سنوي يحمل اسمها، وسلكت عمان نهجًا مُختلفًا بتنظيم حدث سنوي لألبان الإبل.
وكشف أن إنتاج ألبان الإبل في محافظة ظفار بعمان، تجاوز الحدود التقليدية المُتعارف عليها، ليصل إلى 26 كجم من الحليب يوميًا للناقة الواحدة، وهو مُعدل رقمي مُذهل، ويوضح حجم الاستفادة من هذه المخلوقات على الصعيد الاقتصادي والغذائي، مُتسائلًا عن سبب عدم إبرام تفاهمات وشراكات معهم، لبحث سبل التعاون في هذا المجال بما يخدم مصالحنا واحتياجاتنا.
إقرأ أيضًا..
الإبل .. 4 أسباب تجعلها أحد الوسائل الاقتصادية لتوفير البروتين الحيواني
الإبل.. الميعاد الأمثل للتلقيح ومتوسط إنتاجية اللبن
تحويل حليب الإبل وحيدة السنم إلى جبن طري وزبادي
الإبل.. معدلات تحويل اللحم وعلاقتها بالظروف الرعوية ودلالاتها الاقتصادية