تُعد تربية الإبل مشروعًا اقتصاديًا واعدًا يكتسب أهمية متزايدة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية الراهنة، وتعتبر الإبل “سفينة الصحراء” التي لا تقتصر فوائدها على التسمين أو إنتاج الألبان فحسب، بل تمثل ثروة قومية ومصدرًا للعديد من المنتجات ذات القيمة الاقتصادية العالية، مما يجعلها أساسًا للنهضة المستدامة في مجال الثروة الحيوانية وسد العجز الغذائي.
نصائح لعمليات التكاثر والتلقيح في الإبل
لفت الدكتور عبد الحميد إلى أن الإبل حيوان موسمي، حيث ينشط موسم التزاوج في شهور البرودة والجو اللطيف، موضحًا أن التلقيح الصناعي لم يُجدِ ثماره في الإبل والأبحاث عليه قليلة، وهو مكلف، موصيًا المربي البسيط بالتأكد من صحة الطلوقة (الجمل الفحل) ونشاطه، وإجراء فحوصات دورية له وفحص السائل المنوي للتأكد من كفاءته الصحية.
وأشار إلى ضرورة توفير البيئة المناسبة للطلائق، وخاصة اعتدال درجة الحرارة في الفترة من نوفمبر إلى أبريل، لافتًا إلى مدى أهمية الاحتفاظ بسجلات دقيقة لكل حيوان تتضمن تاريخه ورقمه لمعرفة تاريخ الشبق وأي تأخر في التلقيح.
وأوضح أن الأنثى الناضجة للتلقيح تكون من عمر أربع إلى خمس سنوات، ويفضل أن يكون الوثب عليها من عمر خمس إلى ست سنوات، على أن يكون الطلوقة جاهزًا من ثلاث إلى أربع سنوات ويفضل من خمس إلى ست سنوات.
وشدد على أن الإبل لا تُنجب توائم، بل تُنجب حالة واحدة، مؤكدًا أن نجاح المشروع يعتمد على المتابعة الدقيقة والاطلاع المستمر على المعلومات والتواصل مع الجهات المختصة والإشراف البيطري.
العوامل المؤثرة على جودة لحم الإبل
أشار الدكتور عبد الحميد إلى أن جودة لحم الإبل تتأثر بعمر الذبيحة، موضحًا أن اللحم الجيد الذي يُستساغ ويُطهى بسهولة يكون من الإبل التي تتراوح أعمارها بين ثلاث وعشر سنوات، معللًا ذلك بأن الإبل الأكبر سنًا والتي استُنفذت في العمل يكون لحمها خشنًا وجافًا وغير مستساغ، مما قد يُحدث نفورًا لدى المستهلك.
وأكد على أن لحم الإبل ذو قيمة غذائية عالية، سهل الهضم، غني بكافة العناصر الغذائية والبروتين، وذكر أن ابن خلدون في مقدمته قال إن العرب استمدوا الغيرة من لحم الإبل، ناصحًا المستهلك بالسؤال عن مصدر وعمر الإبل عند الشراء لضمان الحصول على الطعم والجودة المطلوبة.
مواصفات الإبل للأضحية
أعرب الدكتور عبد الحميد عن سعادته بمن يضحي بالإبل، مؤكدًا أنه يُعد أفضل شيء، وموضحًا المواصفات الشرعية والصحية للأضحية، مشددًا على ضرورة أن تكون الأضحية بالغة وكاملة البلوغ، فلا تقل عن خمس سنوات، وأن تتمتع بصحة جيدة جدًا ونشاط ولمعان في العين، وخالية من أي مشاكل في الجلد، وأن تحمل اللحوم، فلا يجب التضحية بحيوان جلد على عظم، مؤكدًا أن هذه الصفات النموذجية تدل على أن الأضحية هي الأفضل التي تُقدم للكريم الذي لا يحتاج منا شيئًا.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..