تربية الإبل واحدة من المشروعات الاقتصادية التي حازت على اهتمام حكومات عدد من الدول، للاستفادة من مزاياها الصحية والغذائية والاقتصادية، والتي تعزز قدرتها على تجاوز الإشكاليات والأزمات والمتغيرات التي طرأت على ملف الإنتاج الحيواني بشكل عام، والأمن الغذائي القومي بشكل أكثر دقة وتحديدًا.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة فاطمة رمضان عبد العزيز – باحث بقسم الإبل بمعهد الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف تربية الإبل بالشرح والتحليل.
تربية الإبل
مشروع إنشاء أكبر مزرعة بالشرق الأوسط
في البداية تحدثت الدكتورة فاطمة رمضان عبد العزيز عن التوجيهات الرئاسية الخاصة بإنشاء مزرعة لتسمين وإنتاج وإكثار الإبل، بهدف تنويع مصادر الإنتاج الحيواني، وتعظيم الثروة الحيوانية، وحماية منظومة الأمن الغذائي القومي المصري.
وأوضحت أن هذا التوجه الذي أولته القيادة السياسية كامل اهتمامها، للتوسع في المشروعات الخاصة بالإبل، يتماشى مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والمناخية التي تمر بها كافة دول العالم، بهدف الاستفادة من مميزات وقدرات تلك المخلوقات المباركة، في تعظيم المردود والإنتاجية المتوقعة من مشروعات الإنتاج الحيواني على اختلافها.
ولفتت إلى أن العمل على مثل هذه المشروعات، فرض التوجه صوب المحافظات الحدودية، التي تتلائم مع مواصفات وخصائص واستراتيجيات تربية الإبل، ما عزز طموحاتنا بتدشين مشروع إنشاء أكبر مزرعة لـ”تربية الإبل” بالشرق الأوسط، برعاية اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد.
تفاصيل التجربة المغربية
أشارت إلى مشروع إكثار الإبل وسبل استثماره ليكون أحد مصادر الدخل القومي المصري في المستقبل القريب، ضاربةً المثل بما يحدث في الصومال، التي تستحوذ وحدها على قرابة الـ2 مليون رأس، من أصل 15 مليونًا تتوزع بقارة إفريقيا.
وأكدت أن بعض الدول تنبهت لفوائد الاستثمار في مشروعات تربية الإبل، ومنها كينيا وموريتانيا والجزائر، موضحةً أن هذه الدول تسعى لتحقيق طفرة عملاقة في هذا المضمار، لتعزيز مصادر دخلها القومي، وتنويع ثروتها الحيوانية، بالإضافة إلى المغرب التي توجهت صوب الاستفادة من منتجات الإبل في تصنيع مستحضرات العناية بالشعر والبشرة.
مزايا صحية وعلاجية
عددت الباحثة بمعهد الإنتاج الحيواني مزايا لحوم الإبل، مقارنة بلحوم الأبقار والجاموس، مؤكدةً أنها تتميز بانخفاض مستوى الكوليسترول فيها، علاوة على ارتفاع نسبة البروتين، بالإضافة لاحتوائها على نسبة كبيرة من الكالسيوم، ما يعزز فوائدها للحيلولة دون الإصابة بـ”هشاشة العظام”.
وكشفت “عبد العزيز” عن واحدة من أحدث الدراسات العلمية، التي نفذتها إحدى الأساتذة الأمريكيات، واعتمدت فيها على “لبن الإبل” لعلاج عدد كبير من مرضى “التوحد”، استنادًا إلى مكوناته التي تدخل إلى الجهاز العصبي مباشرة وتعزز من قدراته وتعالج أي خلل موجود به.
ولفتت الباحثة بمعهد الإنتاج الحيواني إلى حجم الاهتمام العالمي بملف تربية الإبل، مشيرةً إلى النهج الذي تبنته منظمة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة، باعتماد عام 2024 كعام للإبل، إيمانًا بمزاياها الصحية والتغذوية، ومدى الحاجة لتعظيم أوجه الاستفادة منها.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
تربية الإبل.. قواعد واشتراطات “نجاح التلقيح” ومعايير “تقييم النوق”
تربية الإبل.. أخطاء التعامل مع “الرؤوس الوافدة” واستراتيجيات “الانتخاب” ومضاعفة الإنتاجية