تُعد تربية الإبل مشروعًا اقتصاديًا واعدًا يكتسب أهمية متزايدة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية الراهنة، وتعتبر الإبل “سفينة الصحراء” التي لا تقتصر فوائدها على التسمين أو إنتاج الألبان فحسب، بل تمثل ثروة قومية ومصدرًا للعديد من المنتجات ذات القيمة الاقتصادية العالية، مما يجعلها أساسًا للنهضة المستدامة في مجال الثروة الحيوانية وسد العجز الغذائي.
الأهمية الاقتصادية والتاريخية لتربية الإبل
أكد الدكتور عبد الحميد سعيد عبد الحميد، باحث تربية الحيوان بقسم بحوث تربية الإبل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي» على شاشة قناة «مصر المستقبل»، أن الله عز وجل أقسم بالإبل في قرآنه الكريم في قوله “أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت”، مدللًا على الإعجاز العلمي والخلقي لهذا الحيوان العظيم الذي يحول أقل الموارد إلى أعظمها.
وأشار إلى أن الابل تتمتع بارتباط شرطي بالمصريين والبدو وسكان شبه الجزيرة العربية على مر العصور، موضحًا أن هذا الحيوان جاء ليعمر الصحراء التي تمثل ثلاثة أرباع مساحة مصر، ولهذا، فإن العودة بقوة لتربية الإبل ستكون سفينة النجاح في المستقبل، معللًا ذلك بأنها أساس النهضة المستدامة في مجال تربية الحيوان وسد العجز الغذائي.
تنوع منتجات الإبل وقيمتها
أوضح الدكتور عبد الحميد أن الأهمية الاقتصادية للإبل لا تتوقف عند جانب مادي واحد، فلحوم الإبل تتميز بجودة عالية، وألبانها مختلفة عن أي نوع آخر من الألبان، وذلك لقيمتها الغذائية والعلاجية الفريدة، مضيفًا أن بول الإبل، رغم الاختلاف حوله، فقد ثبت علميًا وطبيًا أن له أهمية كبيرة في علاج بعض الأمراض المستعصية مثل أمراض الكبدية.
وشدد على ضرورة أن يكون استخدامه وفقًا لنصيحة الطبيب المختص، وأضاف أن الجلود التي تنتج عن الإبل تُعد من أعلى وأجود أنواع الجلود التي يُعاد تصنيعها وتُصدر بعُملة صعبة وأرقام قياسية، مما يجعلها مصدر دخل مهم، مؤكدًا أن مشاريع تربية الإبل تُعد مشاريع مستدامة ذات “صفر فاقد”، حيث يُستغل كل جزء من الحيوان.
أهمية المراعي الطبيعية في تربية الإبل
شدد الدكتور عبد الحميد على أن تربية الإبل في الصحراء تساهم في تثبيت التربة ومنع انجرافها، مشيرًا إلى أن الألبان التي تنتجها الإبل في المراعي تتميز بانخفاض نسبة الدهون، كما أن لحومها ذات جودة عالية ولها وقت معين في الحصول عليها، موصيًا بالاعتماد على الطبيعة التي ذكرها الله عز وجل، موضحًا أنه في حال إنشاء مزرعة، يُفضل أن تكون في مكان مفتوح، مع إحاطتها بسياج من النباتات الصحراوية المعمرة والغنية بالبروتين التي تتحمل الجفاف.
وأوضح أن هذه النباتات توفر مصدر غذاء مجاني وتعمل كمصدات للرياح ومصدر للظل والحماية، وبالتالي، تُقلل تكلفة الغذاء التي تُعد العنصر الأساسي في رفع تكاليف مشاريع الإنتاج الحيواني، لافتًا إلى أن الإبل تتغذى على المراعي مع إضافة نسبة بسيطة من العلف المركز لا تتعدى 1.25% إلى 1.5% من وزن الحيوان، عكس باقي الحيوانات.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..