المتطلبات الأساسية لنجاح تربية الإبل، واشتراطات البنية التحتية وأساسيات اختيار القطيع، وغيرها من الركائز الأساسية للاستثمار في هذا المجال الواعد، كانت محور حديث الدكتور حمدي عبد الله النجار، أستاذ تريية الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
في البداية تحدث الدكتور حمدي عبد الله النجار عن قواعد نجاح مشروع تربية الإبل، موضحًا أنها تعتمد بشكل أساسي على المساحة المتاحة والمواصفات الفنية للمزرعة، مشيرًا إلى أن التخطيط السليم يُعد خطوة أساسية لضمان الكفاءة والإنتاجية.
اختيار الموقع المناسب للمزرعة
أكد “النجار” أن اختيار موقع المزرعة يجب أن يراعي عدة عوامل، أبرزها:
– القرب من الطرق الرئيسية والمناطق الزراعية الصحراوية لضمان سهولة النقل.
– توافر الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، مما يسهل عمليات التشغيل اليومية.
– تأمين المزرعة بشكل جيد لتجنب أي مخاطر قد تهدد القطيع.
– أن تكون أرضية المزرعة مؤهلة لاستيعاب الإبل وفق المعايير البيئية المناسبة.
وأشار إلى أهمية توجيه المزرعة بطريقة صحيحة لتقليل احتمالية انتشار *الميكروبات والفيروسات* داخل القطيع، موضحًا أن عند شراء حيوانات جديدة، يجب وضعها في حجر صحي لمدة 20 يومًا خارج المزرعة لضمان خلوها من الأمراض قبل إدخالها إلى القطيع الرئيسي.
البنية التحتية للمزرعة
سلط “النجار” الضوء على المرافق الأساسية التي يجب توفرها داخل المزرعة، ومنها:
– مخازن العلف: يجب أن تكون مصممة وفق مواصفات تحمي العلف من الرطوبة، الحرارة، والتلوث.
– تطبيق معايير الأمان الحيوي: يشمل ذلك إجراءات التطهير، التحصينات الدورية، والأدوات البيطرية اللازمة لرعاية القطيع.
– أماكن مخصصة للتحصين والعلاج: تتضمن مناطق لعزل الحيوانات المريضة وإجراء الفحوصات الدورية.
– مصدر مياه دائم ومتدفق لضمان نظافة الحظائر وسهولة تزويد الحيوانات بالمياه.
– معمل بيطري لفحص الحيوانات وإجراء الفحوصات اللازمة عند الحاجة.
اختيار القطيع المناسب وبداية التربية
أكد “النجار” أن العدد الأمثل في بداية مشروع تربية الإبل يعتمد على قدرة المربي وإمكاناته، موضحًا أن القطيع المثالي يجب أن يتكون من:
– 20 إلى 30 أنثى (ناقة)
– 1 إلى 2 ذكر (جمل) لكل 20 ناقة
– ضرورة توفير ذكر احتياطي تحسبًا لأي ظرف طارئ مثل المرض أو النفوق.
كما أوضح أن المربي يمكنه البدء بـ نوق عشار (حوامل) لضمان إنتاج أول مولود داخل المزرعة، مما يوفر الوقت والجهد ويزيد من فرص نجاح المشروع، مشددًا على أهمية مراقبة الولادات وضمان نسبة متوازنة بين *الذكور والإناث* في القطيع.
إدارة القطيع وتطوير الإنتاج
أشار الدكتور النجار إلى أنه عند ولادة الجمال الصغيرة، يجب تقسيم الإنتاج إلى قسمين:
– 50% ذكور يتم بيعها بعد الفطام أو تسمينها حتى تصل إلى 300-400 كجم ثم بيعها.
– 50% إناث يتم الاحتفاظ بها لزيادة عدد القطيع واستبدال الأفراد الأكبر سنًا.
كما لفت إلى أن عملية توسيع المشروع تعتمد على التدرج في زيادة عدد الإناث، بحيث يتم إضافة 10 إناث سنويًا، مما يضمن استدامة القطيع وزيادة الإنتاج بمرور الوقت.
أهمية المساحة والترويض في تربية الإبل
أكد الدكتور النجار أن المساحة المخصصة لكل جمل داخل المزرعة لا تقل عن 20 مترًا مربعًا، لكنها ليست كافية وحدها، إذ يجب توفير مساحة إضافية للترويض، حيث تحتاج الإبل إلى:
– مساحات مفتوحة للتريض والجري للحفاظ على لياقتها البدنية وصحتها العامة.
– حظائر مخصصة للولادة والعناية البيطرية لضمان أفضل ظروف للحيوانات.
– مناطق مخصصة لتخزين الأعلاف والمعدات البيطرية للحفاظ على كفاءة التشغيل.
وأوضح الدكتور حمدي عبد الله النجار أن هذه المتطلبات والاشتراطات الأساسية تحتم ضرورة توفير مزرعة ذات مساحة واسعة، مشيرًا إلى أن المحطات البحثية النموذجية توفر بيئة مثالية لهذا النوع من التربية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
الأعلاف الخضراء وتحسين الإنتاج الحيواني.. نصائح هامة للمربين والمزارعين
الأزولا.. الحقائق الغائبة نحو استخدامها كـ”علائق” بمشروعات الإنتاج الداجني
تربية الإبل وملامح برنامج «قطيع النواة» للحفاظ على نقاء السلالة المصرية
تربية الإبل.. قواعد واشتراطات “نجاح التلقيح” ومعايير “تقييم النوق”