أكد الدكتور حمدي عبد الله النجار رئيس قسم بحوث تربية الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن الإبل حيوان يتمتع بإعجاز في تكوينه الفسيولوجي، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى خصها بالذكر في القرآن الكريم، ما يدل على عظمتها وأهميتها، بالإضافة إلى أنها تعد ركيزة أساسية في الثروة الحيوانية، نظرًا لما توفره من لحوم وألبان ذات قيمة غذائية عالية، إلى جانب دورها التاريخي كوسيلة نقل في البيئات الصحراوية.
التكيف الفسيولوجي لـ”الإبل” مع البيئة الصحراوية
وأوضح الدكتور النجار أن الإبل تمتلك مجموعة من الخصائص الفريدة التي تجعلها قادرة على التكيف مع أصعب الظروف البيئية، معددًا هذه المزايا كالتالي:
– تحمل العطش والجوع لفترات طويلة حيث يمكنها البقاء لمدة تصل إلى شهر دون شرب الماء، وفي حال توفره، تستطيع شرب كميات ضخمة دون أن تتأثر سلبًا، على عكس بقية الحيوانات التي قد تصاب بالصدمة وتموت.
– حماية العينين والأنف من الرمال والعواصف إذ تمتلك جفنًا شفافًا يسمح لها بالرؤية حتى عند إغلاقه لحماية عينيها، كما يمكنها إغلاق أنفها بالكامل لمنع دخول الرمال.
– طريقة تناول الغذاء حيث تتميز بشفة عليا مشقوقة تسهل عليها التقاط النباتات الشوكية والجافة المنتشرة في الصحراء.
– التكيف مع تغيرات درجة الحرارة إذ ترتفع حرارة جسمها نهارًا إلى 42 درجة وتنخفض ليلًا إلى 36 درجة، مما يقلل من فقدان المياه عبر التعرق، وهو تكيف فريد لا يوجد لدى معظم الحيوانات.
– امتلاك وبر سميك يعمل كعاكس لأشعة الشمس نهارًا ويوفر الدفء ليلًا، مما يساعدها على التأقلم مع المناخ الصحراوي القاسي.
– القدرة على استهلاك النباتات المالحة والتعرف على السامة منها حيث يمكنها تناول النباتات التي لا تستطيع معظم الحيوانات أكلها بسبب ملوحتها أو طعمها اللاذع، كما أنها تمتلك قدرة طبيعية على تمييز النباتات السامة وتجنبها.
– تخزين الطاقة في السنام حيث تخزن الدهون في سنامها، مما يمكنها من البقاء لفترات طويلة دون غذاء، إذ تستخدم هذه الدهون كمصدر طاقة عند الحاجة.
![تربية الإبل.. أهميتها الاقتصادية ومزاياها الفسيولوجية الفريدة 2 أرشيفية](https://misrelzraea.com/wp-content/uploads/2022/05/تربية-الإبل.jpg)
الإبل كحل مستدام في ظل التغيرات المناخية
وشدد الدكتور النجار على أن الإبل تعد خيارًا مثاليًا لمواجهة تحديات التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أنها قادرة على الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة في الصحاري، وتحويل النباتات الصحراوية إلى لحوم وألبان غنية بالعناصر الغذائية. وأوضح أن هذه الميزة تجعل الإبل موردًا اقتصاديًا مهمًا، لا سيما في ظل الحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائي في المناطق الجافة والقاحلة.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الإبل لم تحظَ بالاهتمام البحثي الكافي رغم إمكانياتها الهائلة، لافتًا إلى ضرورة تكثيف الأبحاث العلمية لضمان الاستفادة القصوى من هذا الحيوان الفريد، الذي ارتبط بالتراث العربي والإسلامي، وذُكر في العديد من الأحاديث النبوية والأمثال الشعبية، ما يعكس مكانته التاريخية والاجتماعية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
الأعلاف الخضراء وتحسين الإنتاج الحيواني.. نصائح هامة للمربين والمزارعين
الأزولا.. الحقائق الغائبة نحو استخدامها كـ”علائق” بمشروعات الإنتاج الداجني