تربية الإبل أحد القطاعات الحيوية التي ينبغي الاهتمام بها وزيادة الاستثمار فيها، للتغلب على المشاكل التي يعاني منها قطاع الإنتاج الحيواني بغالبية دول العالم، بوصفه الحل الأمثل لعلاج أزمة الفجوة الغذائية الخاصة بالبروتين الحيواني.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد موسى – الأستاذ المُساعد بقسم بحوث الإبل، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، والمدير السابق لمركز دراسات الإبل بمرسى مطروح – عن تربية الإبل وكيفية الاستفادة منها في سد الفجوة الغذائية الخاصة بالبروتين الحيواني، وسُبل استفادة المُربين وآليات تعظيم عوائدهم الاقتصادية من هذا القطاع.
تربية الإبل.. المفتاح السحري لسد الفجوة الغذائية
في البداية تحدث عن تربية الإبل موضحًا أنها هذا القطاع عانى من قلة الاهتمام به طوال السنوات الماضية، برغم مميزاته وتفوقه على سائر مشروعات الإنتاج الحيواني الأخرى، التي تستحوذ على انتباه الغالبية العُظمى من شرائح المُربين والمُستثمرين، ما يستدعي تسليط الضوء عليه والتشجيع على الاستثمار فيه بشكل أكبر.
وأوضح أن تربية الإبل إذا ما لاقت القدر الكافي من الاهتمام والتوعية بفوائدها الاقتصادية ومميزاتها الغذائية، ستكون هي حجر الزاوية والحل الناجع لسد الفجوة الغذائية، والتغلب على مُعضلة التي يُعاني منها المُستهلك، الذي يقف عاجزًا عن تدبير احتياجاته الأساسية، في ظل القفزات الهائلة لأسعار الأنواع الأخرى من البروتين الحيواني.
موضوعات قد تهمك:
تربية الأغنام والماعز.. طرق زيادة عوائدها الاقتصادية ورفع معدلات الإنتاج
تربية الإبل.. دلائل ربانية وعلمية لتفوق “سفينة الصحراء”
استشهد “موسى” بسورة الغاشية والتي قال فيها المولى عز وجل “أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ”، لبيان مدى عظمة وأهمية هذا الكائن، الذي قدمه الله على ثلاث علمات أخرى، للدلالة على بديع خلقه وقدرته، موضحًا أنه يتمتع بخصائص تركيبية، تضمن صموده وتجاوزه لكافة المشاكل الخاصة بالشُح المائي والتغيرات المُناخية، والتي حذرت مُعظم المُنظمات من كونها سببًا أساسيًا في انقراض واختفاء العديد من الحيوانات، التي تمثل مصدر أساسي لغذاء الإنسان.
وقدم الدكتور أحمد موسى عددًا من الدلائل، التي توضح أسباب تفوق هذا الكائن الساحر، على سائر المخلوقات الأخرى بما فيها الإنسان، موضحًا أن الكائنات الحية تتعرض للهلاك والنفوق، حال فقدها ما بين10 أو 12% من سوائل أجسادها، فيما ترتفع هذه النسبة عند الجمل حتى 30%، بالإضافة لقدرته على الحياة والصمود بعد خسارة 40% من إجمالي وزنه.
دور مركز دراسات الإبل بمرسى مطروح
ولفت “موسى” إلى أن الدور الأساسي المنوط بمركز دراسات الإبل بمحافظة مرسى مطروح، هو تسليط الضوء على أهمية هذا القطاع، علاوة على اضطلاعه بالجانب البحثي والتدريبي، عبر تدريب طلبة المدارس الزراعية، وجموع المُربين بهذا الإقليم، وتقديم كافة أشكال الدعم الفني والتوعوي والإرشادي، بالإضافة لتقديم الحلول لكافة المُشكلات التي تواجه العاملين في هذا النشاط.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
استراتيجية التغذية السليمة للنهوض بالثروة الحيوانية
جهود وزارة الزراعة في ملف تربية الإبل والإنتاج الحيواني
ثمن أستاذ قسم بحوث الإبل جهود وزارة الزراعة في للنهوض بمشروعات وقطاع الإنتاج الحيواني، عبر حزمة الإجراءات التي أطلقتها لتقديم كافة أشكال الدعم الفني والتوعوي والإرشادي، والاتصال بشكل مُباشر مع جموع المُربين، في سبيل الارتقاء بقدراتهم وتذليل أي عقبات قد تُعرقل جهودهم.
وألقى الدكتور أحمد موسى الضوء على جانب من الجهود التي أطلقتها وزارة الزراعة لدعم المُربين، وعلى رأسها برامج المدارس الحقلية، التي تشرف عليها المراكز البحثية التابعة، وينفذها أساتذة ومُتخصصين من جميع الأقسام، بكافة محافظات الجمهورية.
تعداد الرؤوس وخريطة توزيع مشروعات تربية الإبل في مصر والعالم
كشف عن أخر تعداد إحصائي يخص تربية الجمال وعدد الرؤوس على مستوى العالم، والتي تبلغ حوالي 22 مليون رأسًا، موضحًا أن الدول العربية تستحوذ على 75% منها، غالبيتها داخل دول القارة الإفريقية “70%”، وتحتل الصومال موقع الصدارة منها بـ54% من جملة الإنتاج، يليها السودان، موريتانيا، ثم مصر وليبيا، ومن بعدها دول الخليج الآسيوية.
وأوضح أن عدد رؤوس الجمال الموجودة في مصر لا تتجاوز حدود الـ300 ألف رأس، وفقًا للتقديرات “غير رسمية”، يتركز غالبيتها بمناطق الساحل الشمالي، مرسى مطروح، “حلايب وشلاتين”، بلبيس، مُشيرًا إلى أن غالبيتها تدخل إلى البلاد عن طريق حدودنا الجنوبية مع السودان.
إقرأ أيضًا:
مشروع تربية الأرانب.. أهم النصائح لبدء استثمارك بشكل صحيح