تربية الإبل واحدة من أبرز الحلول التي يُمكن الاعتماد عليها، للخروج من الأزمة الحالية، والتي خلفتها الحرب “الروسية – الأوكرانية”، نتيجة صعوبات استيراد الأعلاف، علاوة على ارتفاع أسعار الدولار، والتي انعكست بالسلب على أسعار اللحوم والبروتين الحيواني.
إشكالية ارتفاع أسعار اللحوم، وانخفاض نصيب الفرد اليومي منها، وتبعاته على الصحة العامة للمواطنين، فرض نفسه على السطح، ما حتم ضرورة تسليط المزيد من الضوء على تربية الإبل وغيرها من مشروعات الإنتاج الحيواني، للاستفادة من مميزاتها واستثمارها بما يلبي احتياجات جمهور المستهلكين والسوق المحلي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد موسى عامر -أستاذ مساعد الإبل بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية- ملف تربية الإبل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على استراتيجيات النهوض بهذه المشروعات الاستراتيجية، ودورها الفاعل في حل أزمة ارتفاع أسعار البروتين الحيواني.
في البداية تحدث الدكتور أحمد موسى عامر عن أبرز التحديات التي تواجه ملف تربية الإبل في مصر، مؤكدًا عدم وجود تعداد رقمي صحيح، يُمكن الاستناد إليه كمرجعية علمية، لوضع نقطة الانطلاق وخطة التطوير بالشكل الصحيح.
ولفت إلى عدم صحة وتضارب كافة الأرقام المتداولة من المؤسسات المعنية بملف الإبل، مُشيدًا بالتجربة السعودية التي قطعت شوطًا كبيرًا فيما يخص إيجاد آلية علمية لحصر تعداد هذه الحيوانات على أراضيها، والتي اعتمدت فيها على الشرائح الرقمية والتتبع عبر الـGPS.
وأشار إلى دعوته التي أطلقها في منظمة “أكساد”، لتدشين قاعدة بيانات دقيقة للإبل في الوطن العربي، لافتًا لتضارب أرقام الـ20 دولة المشاركة في ورشة العمل التي عقدت بذلك الوقت، بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة للإحصاء.
وأوضح أن الإحصاءات الصادرة عن المملكة العربية السعودية أفصحت عن امتلاكها ما يقرب من 2 مليون رأس، لتكون في طليعة الدول المُربية للإبل، متفوقةً على السودان والصومال بالأرقام الفعلية والحقائق الدامغة.
وطالب “عامر” بضرورة الاهتمام بمهرجان الهجن التي تقام سنويًا في شرم الشيخ والعريش، ودعوة كافة الدول للمشاركة فيه، مع الاعتماد عليه كوسيلة لعقد المزيد من التفاهمات، مع الدول التي سبقتنا في مجال تربية الإبل، بالإضافة لإيجاد الآلية الصحيحة لحصر الأعداد والرؤوس بشكل منضبط.
وطرح الأستاذ المساعد بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، عددًا من الأفكار الهامة التي يمكن تطبيقها، للاستفادة من خبرات الدول المجاورة، التي أبلت بلاءًا حسنًا في مجال تربية الإبل، عبر تدشين عدة فعاليات لمسابقات الهجن، مع إطلاق مسابقات ثانوية على الهامش للأفضل على صعيد إنتاجية الألبان، أو معدلات تحويل اللحم، لمعرفة أسباب تفوقها والاستناد إليها في تطبيق قاعدة الانتخاب الوراثي، للارتقاء بصفات الحيوانات المحلية.
وشدد “عامر” على ضرورة فحص الجمال والإبل الواردة إلى مراكز الذبح المُخصصة، واستبعاد الرؤوس التي تحمل جينات “متفوقة”، ووضعها قيد الدراسة والفحص، للوقوف على أسباب تفوقها وعواملها الوراثية، لتطبيق النتائج التي يتم التوصل إليها على الرؤوس المحلية.
إقرأ أيضًا..
تربية الإبل.. 3 مزايا اقتصادية وخطة استثمار الظهير الصحراوي لإنتاج بدائل الأعلاف
الإبل.. الميعاد الأمثل للتلقيح ومتوسط إنتاجية اللبن
تحويل حليب الإبل وحيدة السنم إلى جبن طري وزبادي
لا يفوتك..