تربية الأغنام والماعز تمثل أحد أشكال الأنشطة الواعدة، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعمق الثقافة العربية، والتي تتجلى في أبسط صورها عبر وجودها في أغلب البيوت الريفية المصرية، كأحد أركان المنظومة الحياتية الطبيعية في أغلب قُرانا، وبوصفها جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي الأساسي لحياة المُزارعين.
وخلال حلوله ضيفًا على طه اليوسفي مُقدم برنامج “المُرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عصام الدين إبراهيم، رئيس البحوث المُتفرغ، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، عن مزايا الاستثمار في تربية الأغنام والماعز، وسُبل تعظيم عوائدها الاقتصادية بشكل علمي ومنهجي سليم، دون الاحتكام لقواعد السوق التي تستند للاستعانة ببعض الأعلاف الباهظة الثمن والتكلفة.
الكفاءة الاقتصادية لمشروعات الإنتاج الحيواني وترتيب تربية الأغنام والماعز فيها
في البداية تحدث الدكتور عصام الدين فرج عن التكلفة الاقتصادية لمشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة، بوصفها المعيار العلمي الوحيد لتحديد الكفاءة الاقتصادية لأي نشاط، مُبينًا أبرز الفوراق بينها، ومُوضحًا شكل الترتيب الهرمي الخاص بها، والذي تحتل فيه التربية الداجنية موقع الصدارة، يليها الماشية الحلاب، ثم تسمين العجول، وتسمين الأغنام والماعز، فيما تأتي مشروعات التربية للصنف الأخير في مؤخرة هذا الجدول، بوصفها الأعلى تكلفة والأقل كفاءة اقتصادية، قياسًا بقيمة أسعار مُدخلات هذا الاستثمار، والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بسبب قلة مساحة المراعي الطبيعية المُتاحة.
سُبل تعظيم العوائد الاقتصادية لمشروع تربية الأغنام والماعز
أكد الدكتور عصام الدين فرج أن استراتيجية التسمين تُعد شقًا رئيسيًا في مشروعات تربية الأغنام والماعز، موضحًا أن الالتزام ببعض المعايير الخاصة بإدارة هذه العملية، يؤتي ثماره خلال فترة زمنية وجيزة، ما يُعظم من إنتاجيتها ويرفع معدلات الكفاءة والعوائد الاقتصادية لها.
لا يفوتك.. أساسيات علم تربية وتقليم العنب
نظم التغذية وعلاقتها بمشروع تربية الأغنام والماعز
وأوضح الدكتور عصام الدين فرج إلى وجود علاقة وثيقة بين نظم التغذية المُستخدمة ومدى نجاح مشروعات تربية الأغنام والماعز، مُشيرًا إلى أن الاعتماد على نظم التغذية المفتوح بدلًا من الوجبات المُحددة، يؤدي لنتائج باهرة تم التأكد منها مع عدد كبير من المُربين، شريطة الالتزام بجدول زمني وآليات مُحددة، على رأسها التدرج في تطبيق هذه الاستراتيجية.
ولفت إلى أن اللجوء إلى هذه التقنية يبدأ من عمر شهر ونصف، أو وزن 14 كجم، موضحًا أن هذه التقنية تؤدي لزيادة معدل نمو وإنتاج اللحم للحيوان بمعدل 280 جرام يوميًا، ما يعني الوصول إلى 45 كجم خلال خمسة أو ستة أشهر على أقصى تقدير.
عزيزي المُربي احذر الوقوع في هذا الخطأ الشائع
وشدد على أهمية مراعاة التدرج عند استخدام تقنية فتح التغذية بدلًا من الوجبات المحددة، حتى لا يصاب الحيوان بتخمة، تؤثر على معدل تناوله للطعام فيما بعد وبالتالي تعوق الوصول للنتائج المأمولة، فيما يخص نسب التسمين وزيادة إنتاج اللحم.
ونبه إلى ضرورة الالتزام بتطبيق معايير التدرج في معدلات التغذية، والانتقال السلس بين “نظام الوجبات” و”الطعام المفتوح”، على مدى زمني مُحدد بعشرة أيام على الأقل، حتى لا تحدث أي اضطرابات تعوق إحراز هذه الطريقة للنتائج المتوقعة منها.
إقرأ أيضًا:
الزراعة على مصاطب.. وأبرز نتائجها الإيجابية على محصول القمح
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة