تربية الأرانب.. مزايا ومتوسط الإنتاجية وأبرز التحديات التي تواجه المربين

تربية الأرانب واحدة من مشروعات التربية الحيوانية النموذجية الواعدة، التي يمكن الاعتماد عليها، كأحد المصادر البديلة لتوفير البروتين الحيواني الصحي والآمن، شريطة اتباع التوصيات الفنية والإرشادية، التي تسهل للمربي الوصول لأفضل معدلات الجودة والإنتاجية والربحية الاقتصادية.

في هذا السياق، وإيمانًا منها بدورها في توجيه الدعم الفني والإرشادي والتقني لجموع المربين والمزارعين، استضافت قناة مصر الزراعية عبر شاشتها، الدكتور محمد الصاوي – أستاذ رعاية وتناسل الأرانب، بقسم بحوث الأرانب، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – للحديث عن أهم التوصيات الفنية والإرشادية، وأبرز المشكلات والتحديات، التي تواجه العاملين والمستثمرين في هذا المجال، وذلك في ضيافة الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”.

تربية الأرانب في ظل النظم الحديثة

في البداية تحدث الدكتور محمد الصاوي، عن مشروعات تربية الأرانب، موضحًا أنها حققت طفرة ملموسة في أساليب التربية خلال السنوات الأخيرة، لتستبدل نظم التربية القديمة التي عفا عليها الزمن، وتستعيض عنها بالنظم الحديثة، التي توفر الظروف البيئية والصحية الآمنة لتربية هذه الحيوانات.

وأوضح أن نظم التربية استحدثت سبلًا جديدة، للوصول لأعلى معدلات الأمان والإنتاجية، حيث يتم استخدام “العنابر” في الاستثمارات والمزارع الكبيرة، وفيما يخص المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر يمكن الاستعانة بما يعرف بـ”المساكن”.

مزايا اقتصادية وإنتاجية

ولفت إلى مزايا الأرانب البيولوجية، والتي تتيح لها القدرة على التناسل والتكاثر على مدار المواسم، وإن كان فصل الصيف يمثل أحد المعوقات، التي تحول دون الوصول إلى المعدلات المتعارف عليها، بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة.

معوقات بيئية

وأشار “الصاوي” إلى ارتفاع درجات الحرارة بوصفها أحد أبرز التحديات والمعوقات، التي تواجه جموع مربي الأرانب، موضحًا أنها أحد الأسباب المباشرة لارتفاع معدلات النفوق، والانخفاض الشديد في معدلات الخصوبة، نظرًا لتأثيراتها السلبية على هذه الكائنات وبخاصة الذكور.

القدرة على التناسل

وتابع شرحه لمزايا مشروعات تربية الأرانب، موضحًا أن هذه الكائنات لديها قدرة كبيرة على التوالد والتناسل بأريحية كاملة، حيث يمكن للأنثى أن تضع ما بين 6 إلى 8 مرات على مدار العام، وهي الميزة التي تتفوق بها على أغلب الحيوانات الأخرى.

متوسط عدد الولدات

وسلط أستاذ رعاية وتناسل الأرانب الضوء على متوسط عدد المواليد التي تضعها الإناث في البطن الواحدة، موضحًا أنها تتراوح بين 6 إلى 10 ولدات، فيما قد يتضاعف هذا العدد، وصولًا إلى ما يزيد عن 12 مولودًا في بعض المواسم، وخصوصًا خلال فصل الربيع.

معدلات النمو خلال الـ30 يومًا الأولى

وتطرق “الصاوي” إلى ميزة أخرى تضاف لقائمة مزايا الاستثمار في مشروعات تربية الأرانب، موضحًا أن معدلات النمو، تمثل واحدة من الأشياء الهامة، التي يتوجب الوقوف عندها، بشيء من التدقيق والتحليل.

وكشف أن وزن المولود يتضاعف خلال الثلاثين يومًا الأولى، الخاصة بفترة الرضاعة حوالي 10 أضعاف، حيث يكون وزن المولود ما بين 40 إلى 50 جرام، ويقفز عند نهاية مرحلة الفطام، بعد مرور 30 يومًا فقط، ليصل متوسط وزنه ما بين 400 إلى 500 جرام، وقد تزيد في بعض المزارع والسلالات عن هذا الحد، وصولًا إلى 600 و700 جرام.

مزايا لبن الأرانب

وترجم أستاذ رعاية وتناسل الأرانب سر هذه التسارع في وتيرة النمو، والذي عزاه إلى القيمة الغذائية العالية للبن الأرانب، والذي يتفوق على ماعداه من ألبان، باقي الحيوانات الأخرى المتعارف عليها.

مزايا غذائية

وعدد “الصاوي” مزايا لحوم الأرانب، والتي أوجزها في النقاط التالية:

عالية القيمة الغذائية
منخفضة الدهون
منخفضة الكوليسترول
غنية بالأملاح المعدنية
غنية بالفيتامينات
مناسب لكافة الأعمار السنية

خريطة الإنتاج المحلي

وقسم أستاذ رعاية وتناسل الأرانب بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني خريطة الإنتاج المحلي، موضحًا أن 80% من المطروح بالأسواق أمام جمهور المستهلكين، يأتي من التربية المنزلية وصغار المربين، فيما لا يمثل إنتاج المزارع الكبيرة سوى 20% فقط.

أبرز التحديات

وأكد “الصاوي” أن غياب المعلومة العلمية الموثقة يمثل أحد أبرز الأزمات والإشكاليات والتحديات، التي تواجه ملف مشروعات تربية الأرانب في مصر بوجه عام، بالنظر لأن 80% من جملة الإنتاج، تخرج من تحت مظلة التربية المنزلية وصغار المربين.

وأشار إلى أن الأزمة الكبرى، تتمثل في انتشار كم كبير من المعلومات المغلوطة والخاطئة، التي يتم تناقلها وتداولها عبر كافة وسائل التواصل “المباشرة وغير المباشرة”، والتي يتصدى لها ويقدمها، عدد كبير من غير المؤهلين، لإسداء النصح والمشورة في هذا السياق.

مصادر استقاء المعلومة الفنية والإرشادية الصحيحة

وشدد “الصاوي” على ضرورة استقاء المعلومة الفنية من مصادرها الصحيحة، المتمثلة في معهد بحوث الإنتاج الحيواني، وكليات الزراعة والطب البيطري، بالإضافة للمديريات الزراعية المنتشرة بكافة قرى ومحافظات الجمهورية.