تربية الأبقار والماشية لها قواعد وأصول يتوجب مراعاتها، بالإضافة لبعض التفصيلات الدقيقة، التي تحتاج لأن يكون المربي على دراية بها وبتقنيات تطبيقها، للوصول لأفضل وأعلى معدلات الإنتاجية، وهي الملفات التي تناولتها الدكتورة صفاء سند – أستاذ وراثة وتربية الحيوان ورئيس بحوث بقسم تربية الأبقار، بمعهد الإنتاج الحيواني – بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مزايا مشروعات تربية الأبقار
في البداية تحدثت الدكتورة صفاء سند عن الأهمية الاقتصادية لمشروع تربية الأبقار، موضحةً أنها تمثل أحد ركائز الثروة الحيوانية القومية، بالنظر لتعدادها الذي يصل حاليًا إلى 5.2 مليون رأس، علاوة على تميزها وارتفاع مستوى إنتاجيتها على مستوى اللحم والألبان.
الرعاية الصحية والغذائية.. مفتاح النجاح
ولفتت إلى أن المعيار الأساسي لتعظيم معدلات الربحية والإنتاجية، يتمثل في توفير الرعاية الصحية المتكاملة، والبرنامج الغذائي المنضبط والمتكامل، بغض النظر عن تعداد القطيع، مؤكدةً أن بدء المشروع بعدد محدود، مع تلبية كافة متطلباته، وتطبيق كافة التوصيات الفنية المعتمدة، هو السبيل الوحيد للوصول للأهداف المرجوة من المشروع.
في المقابل أكدت أستاذ وراثة وتربية الحيوان أن توفير الأبقار المستوردة عالية الإنتاجية، لا يعد مقياسًا أساسيًا لتحقيق معدلات الربحية المتوقعة، حال عدم توفير البيئة الملائمة وتقنيات الرعاية الصحية والبيطرية والغذائية الموصى بها.
وأشارت إلى تداعيات عدم الالتزام بكافة الاشتراطات السابقة، المتمثلة في توفير المأوى المناسب والبيئة الصحية، وتلبية احتياجات الأبقار الغذائية بشكل مثالي، مؤكدةً أن المردود السلبي الناجم عنها، لا يتوقف عند مسألة عدم تحقيق الربحية المأمولة، وإنما يمتد وصولًا لمضاعفة احتمالات الإصابة بالأمراض.
اشتراطات خاصة لبدء مشروع تربية الأبقار
وضعت أستاذ وراثة وتربية الحيوان عددًا من الاشتراطات والمعايير الواجب توافرها في المكان الذي سيتم اختياره لإنشاء مزرعة تربية الأبقار، وفي مقدمتها توافر رأس المال الكافي لشراء المزرعة بدلًا من تأجيرها، مع الابتعاد قدر الإمكان عن المناطق مرتفعة الثمن، لتقليل تكلفة الركن الأساسي في مدخلات المشروع.
موقع المزرعة
وأوضحت أن الشرط الثاني الذي يعزز فرص نجاح مشروع تربية الأبقار، هو أن يكون موقع المزرعة قريبًا من الطرق الرئيسية، لتعزيز الفرص التسويقية للمشروع، وتسهيل مهمة نقل الأبقار من المزرعة إلى الأسواق والمجازر والمنافذ التي يقصدها جمهور المستهلكين.
وانتقلت “سند” بعدها إلى الركن الثالث، الذي يتوجب الانتباه إليه عند اختيار موقع إنشاء مزرعة تربية الأبقار، موضحةً أنه يتحتم وجودها بالقرب من مصانع إعادة تدوير المخلفات الزراعية، والتي تمثل أحد البدائل الهامة وغير التقليدية، التي يتم الاعتماد عليها في برامج التغذية، بالتوازي مع العلائق المركزة الأساسية، لتحقيق التوازن المأمول بينهما، بما يقلل من تكاليف مدخلات الإنتاج، ويضاعف من معدلات الربحية المتوقعة.
ونصحت أستاذ وراثة وتربية الحيوان بضرورة أن يكون موقع مزرعة تربية الأبقار، قريبًا من المزارع الأخرى، لتسهيل التعاون المشترك بينهم، علاوة على ضرورة توافر الإضاءة المناسبة ومصادر المياه والصرف الصحي بشكل منضبط، لضمان نجاح المشروع.
واشترطت “سند” ألا تكون المزرعة ملاصقة لمزارع تربية الماشية والأبقار الأخرى، للحيلولة دون انتقال الأمراض بينها بسهولة، بما يعزز من معايير الصحة والسلامة، ويضاعف من فرص الربحية والإنتاجية المأمولة، بحلول نهاية كل دورة.
المعايير الفيزيائية للعنابر
وتطرقت إلى بعض الاشتراطات والمعايير الخاصة بقواعد البناء والإنشاءات الخاصة بمزرعة تربية الأبقار، موضحةً أن ميزة مشروعات التسمين، تتمثل في عدم ارتفاع تكاليفها، حيث تكون أسقفها نصف مظللة، على أن تكون المباني في اتجاه عمودي على الاتجاه البحري، لضمان تقليل نفاذية أشعة الشمس، مع توفير مصادر تهوية جيدة للعنابر، خلال فصل الصيف، مع ضمان توافر التدفئة الملائمة خلال فصل الشتاء.
نظافة العنابر ودرجة الحرارة الملائمة
وشددت على ضرورة الاهتمام بالنظافة والتطهير الدوري للعنابر والمزرعة بشكل كامل، مع الالتزام بأن تكون أرضية العنابر جافة، للحيلولة دون انتشار وانتقال المسببات المرضية إلى الحيوانات من خلالها، مع التحكم بشكل منضبط في درجات حرارة العنابر والمأوى، بما لا يقل عن 20 درجة مئوية.
درجة حرارة العانبر والمأوى
وأكدت “سند” أن عدم انضباط درجة حرارة العنابر، تأتي بنتائج عكسية على الأبقار، وتدفعها لعدم الالتزام ببرنامجها الغذائي، وعدم الإقبال على الطعام بالشكل المطلوب، نتيجة الإجهاد الحراري الواقع عليه، وهي المسألة التي تترجم إلى خسارة اقتصادية، نتيجة عدم الوصول للوزن المثالي.
المساحة المخصصة لكل حيوان
وتابعت أستاذ وراثة وتربية الحيوان شرحها لأهم المعايير والعوامل الواجب مراعاتها، عند تأسيس عنابر تربية الأبقار، موضحةً أنه يتوجب أن تكون المساحة المتاحة للحيوان محدودة، وألا تزيد عن 5 أمتار لكل حيوان، لتقليل معدلات حركته، ما يعزز فرص مضاعفة تكوين اللحم.
الإضاءة ومياه الشرب.. “قواعد ومعايير”
وأشارت إلى ملف الإضاءة موضحةً أنه يتوجب ألا تكون الإضاءة منخفضة بما يوفر البيئة الملائمة للحيوان، للشعور بمزيد من الراحة وعدم الانزعاج، مع مراعاة أن تكون مياه الشرب المقدمة للحيوان نظيفة ومعتدلة الحرارة، حتى يتناولها بالجرعات المطلوبة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
تربية الأبقار.. الأهمية الاقتصادية وأبرز التحديات وقواعد الانتخاب والخلط
الخمائر.. 3 فوائد مباشرة من اضافتها لعلائق “أمهات” الماشية
تربية الماعز.. 11 ميزة اقتصادية تدعوك للاستثمار فيها “تعرف عليها”