حشرة التربس أو تربس الأزهار الغربي، وتأثيرها على المحاصيل الزراعية المختلفة وطرق التعامل معها والحد من أضرارها الاقتصادية، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور إبراهيم السيد – أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة الأزهر – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج العيادة النباتية، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
نبذة عامة عن تربس الأزهار الغربي
في البداية تحدث الدكتور إبراهيم السيد، موضحًا أن هناك أنواعًا مختلفة من حشرة التربس، منها الذي يختص بالموالح، أو الفول، أو القطن، ويختلف كل نوع منها في سلوكه الغذائي والتزاوجي، وكذلك في مواسم ظهوره وتاريخه الحيوي، مشيرًا إلى أن تربس الأزهار الغربي له عوائل متعددة تشمل “الفلفل والخيار والقطن”، وهو ما يجعله من الآفات التي تؤثر على مجموعة كبيرة من المحاصيل.
دخولها إلى مصر وعدد عوائلها
أضاف أن تربس الأزهار الغربي ظهر في مصر مع استيراد الأزهار من الخارج، والتي تكثر في المناسبات الخاصة، حيث يتم استيراد الأزهار بسرعة دون إتمام إجراءات الفحص داخل الحجر الزراعي بشكل كافٍ، لافتًا إلى أنه أصبح يمثل تهديدًا كبيرًا، بسبب التغيرات المناخية، التي حولته من حشرة ثانوية إلى آفة أساسية، تؤثر بشكل كبير على المحاصيل، وأبرزها القطن، الذي شهد انخفاضًا في معدلات الإنتاجية هذا العام، جراء الأضرار التي لحقت بأزهاره على مدار الموسم.
وأشار “السيد” إلى أن هذه الحشرة انتشرت بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة، كأحد التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي منحت هذه الآفة قدرة أكبر على التكيف مع درجات الحرارة العالية، وهي الميزة التي عززت قدرتها على الانتشار، وضاعفت من أضرارها وتأثيرها على المحاصيل الزراعية المختلفة.
ولفت أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إلى نتائج الأبحاث العلمية الأخيرة، والتي أثبتت أن تربس الأزهار الغربي لديه القدرة على إصابة 240 نوعًا من النباتات، تم تحديد 130 نوعًا منها في مصر من خلال الدراسات البحثية، مشيرًا إلى أن هذا الرقم قد يتزايد مع استمرار الأبحاث.
تطور تربس الأزهار الغربي في مصر وعلاقته بالتغيرات المناخية
تطرق “السيد” إلى آلية تغذية تريبس الأزهار الغربي، موضحًا أن هذه الحشرة تمتلك أجزاء فم “خادشة ماصة” تعمل على خدش الخلايا النباتية، لتمتص العصارة الغذائية منها، موضحًا أن هذه العصارة تحتوي على البروتينات والأحماض الأمينية والدهون، التي تحتاجها لنموها وتكاثرها، مسلطًا الضوء على أوجه الشبه الموجودة بين أنواع الحشرات الثاقبة المصابة، والتي تشترك فيما بينها بقدرتها على امتصاص العصارة، سواء باستخدام أجزاء فم خادشة أو ماصة.
نقل الفيروسات وأجيال الحشرة
وأكد أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة الأزهر على الدور الذي تلعبه حشرة “تربس الأزهار الغربي” في مسألة نقل الفيروسات، موضحًا أنها قادرة على نقل الفيروسات في بعض الحالات وليس كلها، من خلال العصارة التي يمتصها، إذ قد يتواجد الفيروس فيها والذي يتحول داخل الحشرة إلى “الطور المعدي”، ليتم نقله بعدها إلى النباتات السليمة عندما تتغذى الحشرة مرة أخرى.
وأشار إلى مرور الحشرة بثلاثة أجيال على مدار العام، “جيل الربيع، جيل الصيف”، بالإضافة إلى الجيل الأخير، الذي يُطلق عليه “الجيل الهادئ”، مؤكدًا أن قدرة الحشرة على نقل الفيروسات تختلف بحسب الجيل الذي تنتمي إليه، حيث يعد جيل الربيع هو الأكثر قدرة على نقل الفيروسات مقارنة بالجيل الأخير.
تأثير التغيرات المناخية على انتشار الحشرة
تناول الدكتور إبراهيم السيد تأثير التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، مؤكدًا أنه يؤثر بشكل كبير على سلوك الحشرة ومعدلات تكاثرها، حيث تسهم الحرارة المرتفعة في زيادة نشاط الحشرة ومضاعفة عدد الأجيال التي تمر بها، ما يؤدي إلى زيادة الأضرار التي تلحق بالنباتات، خصوصًا النباتات “الغضة” منها، والتي تكون أكثر عرضة للإصابة.
وأضاف أستاذ الحشرات الاقتصادية بكلية الزراعة جامعة الأزهر أن المزارعين عادة ما يزدادون في استخدام المياه والأسمدة النيتروجينية (الأزوت)، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل الأوراق أكثر غضاضة، ويعزز من معدلات انتشار “تربس الأزهار الغربي” بشكل أكبر.
تأثير الحشرات المصابة على النباتات الغضة
لفت “السيد” إلى أن الحشرات الماصة للعصارة، مثل تريبس الأزهار الغربي، تفضل النباتات الغضة التي تكون متوفرة طوال العام، في ظل الظروف المناخية المتغيرة، ومع ازدياد أعداد هذه الحشرات، تصبح النباتات الغضة معرضة للإصابة بشكل متزايد، مما يؤدي إلى تفاقم حجم الأضرار الاقتصادية الواقعة على المحاصيل الزراعية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
الترايكوجراما.. طرق تربيتها واستراتيجيات إطلاقها للمكافحة
اشتراطات مكافحة “التربس” على محصول المانجو والتوقيت الأمثل لرش المبيدات
التربس على الفلفل.. 4 مظاهر للإصابة و3 توصيات لنجاح إجراءات المكافحة