تخزين تقاوي القمح أحد الإجراءات التي يلجأ إليها بعض مُزارعينا، للاحتفاظ بما تبقى لديهم من بذور، للاعتماد عليها في زراعة الموسم الجديد ترشيدًا للنفقات، إيمانًا منهم بعدم تسببها بأي أضرار مُحتملة، وهو الأمر الذي يحتاج لاستطلاع رأي المُتخصصين من ذوي العلم والخبرة، لإلقاء الضوء على مدى صحة هذا الاعتقاد من عدمه.
وفي معرض إجابته على أسئلة مُزارعينا، تحدث المهندس السيد عبد المجيد السيد – مدير عام الإرشاد بمحافظة سوهاج – عن عادة تخزين تقاوي القمح التي تتبقى من المواسم السابقة، ومدى تأثيرها على حجم الحصاد المُتوقع في الموسم التالي، وذلك خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تخزين تقاوي القمح.. مُغامرة مضمونة أم مُقامرة؟
في البداية تحدث المهندس السيد عبد المجيد السيد عن ظاهرة تخزين تقاوي القمح، بوصفها أحد الظواهر الشائعة لدى قطاع عريض من مُزارعينا، والتي يلجأون إليها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من “مُتبقيات” البذور، لإعادة استخدامها في المواسم التالية، كنوع من أنواع ترشيد نفقات وتكاليف مُدخلات النشاط، أملًا في توسيع هامش الربحية بنهاية الموسم الزراعي.
ولفت مدير عام الإرشاد بمحافظة سوهاج إلى أن اللجوء إلى هذا الإجراء يُعد مُغامرة “غير مأمونة العواقب”، قد يترتب عليها خسائر اقتصادية كبيرة، وتقليل حجم الإنتاجية المُتوقعة، بما يمثل هدرًا للجهد الذي تم بذله على مدار الموسم.
موضوعات ذات صلة:
حصاد القمح.. أفضل 6 نصائح لتقليل مُعدل فاقد “الذهب الأصفر
فسر المهندس السيد عبد المجيد السيد وجهة نظره حول عدم تفضيله للقيام بـ “تخزين تقاوي القمح”، مُشيرًا إلى أن التقلبات المُناخية والتذبذب الحراري الذي تتعرض له البلاد حاليًا، قد يتسبب في إصابة هذه البذور بالعديد من الفطريات والأمراض، ما يترتب عليه محصول منخفض الجودة والإنتاجية، علاوة على ضياع الجهد المبذول في رعايته طوال الموسم.
وأوضح أن أغلب المُزارعين يفتقدون الدراية اللازمة، بآليات وخطوات تخزين تقاوي القمح الصحيحة، علاوة على انتشار العديد من المُسببات المرضية بالبيئة المُحيطة، ما يرفع من مُعدلات وفُرص الإصابة، وينذر بفقد نسبة كبيرة من المحصول إذا ما استخدمت هذه البذور المُصابة.
إقرأ أيضًا:
الندوة العسلية.. أفضل التوصيات للقضاء على “حشرة المن” قبل الحصاد
نصح المهندس السيد عبد المجيد السيد المُزارعين بشراء تقاوي الأصناف الحديثة عالية الإنتاجية والمُقاومة، موضحًا أن استخدامها يضمن موسمًا ناجحًا وحصادًا وفيرًا، شريطة الالتزام بتنفيذ التوصيات الفنية والإرشادات والمُعاملات الزراعية بالشكل الصحيح.
واختتم نصائحة بالتأكيد على أن التقاوي الحديثة مأمونة بنسبة 100%، نظرًا لخضوعها للعديد من الاختبارات، علاوة على مرورها بالعديد من المُعاملات التي تضمن التخلص ارتفاع درجة نقائها، والتي تبدأ بعملية النخالة لإزالة بذور الحشائش، ثم الغربلة للتخلص من الشوائب والعوالق، بالإضافة لاحتوائها على مطهر فطري ضد المُسببات المرضية.
وثمن السيد جهود الشركة العامة لإنتاج التقاوي، والتي تبذل أقصى جهدها لضمان جودة البذور وخولها من كافة المُسببات المرضية، عبر سلسلة طويلة من الاختبارات، بدءًا من المُتابعة الدورية الأسبوعية، على الحقول المُنتجة للتقاوي، عن طريق مُهندسي الاعتماد والفحص، مرورًا بمرحلة النخالة والغربلة والتطهير.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
تعرف على أبرز المعاملات الزراعية خلال الأسبوع الأخير من شهر برمهات