تحميل المحاصيل الزراعية على محصول الطماطم في العروة الخريفية”، واحدة من التقنيات الزراعية الواعدة، التي تستهدف مساعدة المزراعين على مضاعفة معدلات الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة، وهي المسألة التي تحتاج فهمًا عميقًا ووعيًا تامًا بمبادئها وقواعد تطبيقها على النحو الصحيح، وهي واحدة من أبرز الملفات التي تطرقت إليها الدكتورة سحر طلعت عزمي – الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مفهوم تحميل المحاصيل الزراعية
في البداية أوضحت الدكتورة سحر طلعت عزمي عن مفهوم تحميل المحاصيل، موضحةً أنها تعني زراعة محصولين معاً في نفس الحقل، وفق شروط محددة، مشيرةً إلى أن هناك عدة أنظمة منها، مثل الزراعة على خطوط أو مصاطب، وهي المسألة التي تتيح الفرصة للفلاح لزراعة محاصيل مختلفة، مثل القطن والبصل معًا، أو القمح والفول البلدي مع الطماطم، موضحةً أن الهدف من تقنية التحميل هو توزيع المخاطر الزراعية، بحيث إذا تعرض محصول لمشكلة ما، يمكن الاعتماد على المحصول الآخر لتعويض الخسائر.
وتطرقت “عزمي” إلى أهمية التوازن بين المحاصيل عند استخدام نظام التحميل، مشيرةً إلى فوائد هذه التقنية في مواجهة تحديات المناخ وظروف السوق، موضحةً أن تحميل المحاصيل يساعد المزارعين على الاستفادة من الرقعة الزراعية ووحدة المساحة بشكل أفضل.
وركزت الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بشكل خاص على مشكلة الطماطم في العروتين الصيفية والخريفية، موضحةً أن أبرز التحديات التي تواجه الطماطم، تكون خلال فترات الحرارة العالية أو السقيع، ضاربةً المثل بتجارب زراعة محصول الطماطم مع محاصيل أخرى، مثل الذرة ودوار الشمس في العروة الصيفية، والقمح والفول البلدي في العروة الخريفية، وهو النظام الذي يساعد في حماية محصول الطماطم من الظروف المناخية القاسية.
تابعت الدكتورة “عزمي” شرح الشروط اللازمة لتحميل المحاصيل الزراعية على محصول الطماطم، موضحةً أنه يجب أن يكون هناك توافق بين المحاصيل من حيث احتياجات التسميد والري واختلاف طول النباتات، مشيرةً إلى أن هذا التوافق يساعد على توفير السماد والمياه، مما يضمن تحقيق أقصى وأفضل استفادة ممكنة من الموارد المتاحة.
أوضحت الدكتورة سحر أن تحميل المحاصيل يمكن أن يكون له فوائد بيئية وزراعية، حيث أن بعض المحاصيل مثل دوار الشمس يمكن أن تكون بمثابة مصيدة للحشرات التي قد تؤثر على الطماطم. أما في حالة تحميل القمح أو الفول مع الطماطم، فإنه يتم تحقيق أقصى استفادة من الموارد دون الحاجة إلى تسميد أو ري إضافي لهذه المحاصيل. كما أوضحت أن تحميل المحاصيل يساعد المزارع على تقليل الخسائر الاقتصادية في حالة انخفاض أسعار الطماطم، حيث يمكنه الاعتماد على المحصول الآخر لتعويض التكاليف.
وانتقلت الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية إلى كيفية استفادة المزارع من تحميل المحاصيل، مؤكدةً أن هذه التقنية تتطلب توافر مهارات زراعية عالية، حيث يتم زراعة محصول الطماطم على مصاطب بعرض يتراوح بين 90 و120 سنتيمترًا، وفقًا لنوع الطماطم، مستخدمةً صورًا توضيحية للأنظمة المختلفة للتحميل مع الفول والقمح، مؤكدةً أن هذا النظام يساهم في تدفئة الطماطم خلال الشتاء، مما يحسن جودة الثمار ويضاعف معدلات الإنتاجية المتوقعة.
وشرحت “عزمي” تطبيقات عملية تحميل الطماطم مع الفول والقمح في مزارع الفيوم، مشيرةً إلى أن النظام أثبت فعاليته في تقليل مشاكل الحشرات مثل المن، كما أنه ساعد في تحسين جودة المحاصيل دون الحاجة إلى مكافحة إضافية، واختتمت حديثها بالتطرق إلى نظام تحميل القطن مع القمح أو الفول، موضحةً أن هذا النظام يوفر الوقت والجهد للمزارعين، حيث يتم زراعة القطن بعد إزالة عروش الطماطم واستغلال السماد المتبقي، ما يساهم في زيادة الإنتاجية ويحسن من كفاءة استغلال الموارد مع تحقق عوائد اقتصادية وفوائد بيئية للمزارعين.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول الطماطم.. فوائد تحميل “الفول والقمح” ومكاسب اقتصادية بالجملة
محصول الطماطم.. “التعاقب المحصولي” وطرق التغلب على مشاكل “العروة الصيفية”