إنتاج التقاوي واحدة من الملفات الهامة، التي أولتها الدولة ووزارة الزراعة اهتمامًا خاصًا، لكونها واحدة من ركائز سد الفجوة الغذائية، ولتقليل حجم الإنفاق على استيراد السلع الغذائية من الخارج بالعملة الصعبة، وهي المسألة التي تناولتها الدكتورة الدكتورة عبير عبد العاطي أحمد – الأستاذ المساعد بقسم تكنولوجيا البذور في معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية – بالشرح والتحليل، خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تحسين الجودة واختبارات الإنبات
في البداية تحدثت الدكتورة عبير عبدالعاطي عن أهمية إجراء اختبار النقاوة، لاختيار البذور المناسبة للزراعة، موضحةًَ أهمية إتمام اختبار الإنبات، الذي يتم من خلال زراعة البذور بأسلوب معين، لرصد نسبة الإنبات وتحديد مدى صلاحيتها، مشيرة إلى أحد الأخطاء التي ارتكبها واحد من المستثمرين، بسبب زراعته للتقاوي دون إجراء هذا الاختبار المُلزم، ما كلفه خسارة 25% من إجمالي البذور، والتي ترجمت إلى خسائر ملموسة في المحصول النهائي، كان من الوارد تلافيها حال الالتزام بإجراء “اختبار الإنبات” في وقت مبكر، والتي كان من الممكن أن يتم تداركها ببعض الإجراءات التصحيحية المبكرة، مثل زيادة كمية البذور المستخدمة أو تغيير مصدرها.
وأكدت أن هذا الاختبار يمكن تطبيقه على جميع الأنواع دون استثناء، على أن يتم أخذ عينة عشوائية من كل دفعة، وإخضاعها للفحص لمعرفة مدى نقاوتها، على أن تُزرع لاحقَا مع مراقبة نسبة الإنبات، واستنادًا إلى نتائج الاختبار، يمكن للمزارع تعديل كمية التقاوي، لضمان تغطية كاملة للمساحات المزروعة، مشيرةً إلى أن إجراء الاختبارات يوفر جهدًا كبيرًا في معالجة عيوب الزراعة، مثل الترقيع، حيث تنمو النباتات بمعدلات مختلفة في الحقول، ما يؤدي إلى تعقيد عملية الحصاد.
العناية بالتقاوي قبل الزراعة
فيما يتعلق بمعاملات التقاوي، أوضحت “عبدالعاطي” أن الشركات المتخصصة في إنتاج التقاوي تقوم بإجراء معالجات وقائية للبذور، مثل مكافحة الحشرات والفطريات باستخدام المبيدات، مشيرةً إلى أن هناك أبحاثًا جديدة قيد التطوير، تهدف إلى تحسين هذه المعاملات بما يضمن تحقيق أفضل النتائج، ضاربة المثل بتقنية “العُقَّدين”، التي تُستخدم في المحاصيل البقولية، لتنشيط البكتيريا المسؤولة عن تثبيت النيتروجين في التربة، في علاقة تكافلية بين النبات والبكتيريا، تساعد في تقليل الاعتماد على الأسمدة النيتروجينية، وبالتالي تقليل التكاليف وتحسين صحة التربة.
وتطرقت إلى استخدام الطحالب والبكتيريا في معالجة التقاوي، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأساليب، التي لا تزال قيد البحث والدراسة، لتحسين صحة البذور، مؤكدةً أن معاملة البذور ليست جديدة، حيث كان المزارعون في الماضي ينقعون البذور في الماء، لفترات معينة قبل زراعتها لتحسين جودتها، ومع تطور البحث العلمي، أصبحت التقاوي المعالجة جاهزة للاستخدام على نطاق أوسع وبطرق أكثر تطورًا.
تطور صناعة التقاوي في مصر
أشادت “عبدالعاطي” بالتطور الكبير الذي شهدته صناعة التقاوي في مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الزراعة والحكومة المصرية، لتشجيع القطاع الخاص ودعمه، وكذلك إصدار تشريعات وقوانين لتسهيل تداول وإنتاج التقاوي، وهو الدعم الحكومي الذي ساهم في تحسين جودة التقاوي المحلية والمستوردة، وكذلك حماية هذه الصناعة الحيوية.
وأضافت أن هناك نقلة نوعية في زراعة المحاصيل في مصر، مشيرة إلى أنه في الموسم الماضي، تم تغطية كامل المساحة المستهدفة للتقاوي المعتمدة، وهو إنجاز لم يكن يتحقق من قبل، مشيرةً إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعم هذه الصناعة، وتحفيز مصر على أن تصبح دولة مصدرة للتقاوي، نظرًا لقيمتها الاقتصادية العالية وسعرها المرتفع، وهو التحرك الذي يمثل قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، خاصة مع التركيز على محاصيل رئيسية مثل القمح والقطن، بجانب البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضروات، الذي يُعتبر خطوة هامة لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
أمراض فول الصويا.. أبرز الفوارق بين «أعفان الجذور» و«الذبول» ومشاكل التقاوي غير المعتمدة
توصيات زراعات القمح المتأخرة وفوائد نقع التقاوي في محلول نترات البوتاسيوم