تحسين الجاموس المصري واحد من الأهداف التي فرضت نفسها، لتكون موضع اهتمام وزارة الزراعة ومراكزها البحثية المتخصصة، وأحد الملفات الهامة، التي سعت الدولة وقيادتها السياسية، لتأمين منظومة الأمن الغذائي فيها، عبر إطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الرؤوف الجوهري – دكتوراة في تقييم السلالات وخبير الثروة الحيوانية في مصر – ملف استيراد اللحوم ووسائل تحسين الجاموس المصري بالشرح والتحليل.
تحسين الجاموس المصري
فوارق إنتاجية
في البداية تحدث الدكتور عبد الروؤف الجوهري عن الجاموس المصري، موضحًا أنه يحتاج للتحسين والتطوير، لرفع كفاءة ومعدلات الإنتاجية المتوقعة منه على مدار الموسم، والاقتراب بشكل أكبر من المقاييس العالمية المتعارف عليها.
وأوضح أن هناك بعض التجارب التي تمت عن طريق بعض المربين في مشروع مصر الخير، والتي تم فيها الاستعانة بالسلالات الإيطالية، التي تم استيرادها من الخارج، مشيرًا إلى أنها حققت نتائج باهرة.
وأشار “الجوهري” إلى أن تجارب تحسين الجاموس المصري، تحتاج لقرابة الخمس سنوات، للحصول على سلالة جديدة، قادرة على مضاعفة حجم الإنتاجية المتوقع، والذي ينقلها من حيز الـ5 لترات إلى ما يفوق الـ25 لترًا، وهو فارق رقمي واضح يستدعي خوض التجربة.
التجربة الهندية
أضاف خبير الثروة الحيوانية أنه سافر بنفسه إلى الهند، لمعاينة السلالات المحلية الموجودة هناك على الطبيعة، قبل الشروع في تجارب تحسين الجاموس المصري.
وأكد أن لب تجارب تحسين وتطوير الجاموس المصري، تعتمد على استخلاص واستغلال “جين” محدد، لمضاعفة معدلات الإنتاجية المتوقعة للحيوان، شريطة اتباع النظم الغذائية المنضبطة الموصى بها.
البدائل الغذائية المتاحة
أوضح “الجوهري” أن الميزة النسبية التي تتمتع بها الهند في مشروعات الإنتاج الحيواني، هو توافر المراعي الطبيعية والأعشاب الخضراء، التي يتم الاعتماد عليها في معاملات التغذية اليومية لقطعان الماشية.
ولفت “الجوهري” إلى البدائل المتاحة لدينا، للتغلب على إشكالية عدم توافر المراعي الطبيعية الخضراء، موضحًا أنه يمكن الاستعاضة بالمركزات العلفية لتحقيق هذا الغرض.
وقدم خبير الثروة الحيوانية كسر الفول البلدي وعباد الشمس بوصفهما أحد أبرز البدائل التي يمكن الاعتماد عليها، لتخفيف كلفة مدخلات الإنتاج، بسبب ارتفاع أسعار فول الصويا والذرة.