نحل العسل وسبل الحفاظ على أسرابه، وحمايتها من الآفات والأعداء الطبيعية التي تهددها، والاستراتيجيات التي يتوجب اتباعها لتجاوز فصل الشتاء بسلام، وهي المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمد فتح الله – رئيس قسم بحوث النحل السابق بمركز البحوث الزراعية بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية بالشرح والتحليل.
مزايا مشروعات النحالة وتربية نحل العسل
في البداية عدد الدكتور محمد فتح الله المزايا الاقتصادية التي تختص بها مشاريع النحالة وتربية نحل العسل، موضحًا أن دورة رأس المال فيها سريعة، حيث يمكن جني أول عائد منها بعد مرور شهرين فقط، وهي المسألة التي توضح مدى جدواها الاقتصادية.
وأكد أن مشاريع النحالة وتربية النحل لا تتطلب تفرغًا تامًا من المربي، حيث يمكن الاكتفاء بتخصيص يوم واحد أسبوعيًا لمتابعة الخلايا، وهي المسألة التي تجعلها خيارًا ممتازًا، لتكون مصدرًا لدخل إضافي للموظفين وأصحاب المهن الأخرى بالإضافة لكونها حلًا مميزًا لمحاربة البطالة وإيجاد متنفس اقتصادي لشباب الخريجين والمرأة المعيلة والمناطق الأكثر احتياجًا.
تحديات صناعة تربية نحل العسل
وتطرق إلى أبرز التحديات التي تواجه النحالين ومربي نحل العسل، وفي مقدمتها التغيرات المناخية، مؤكدًا أنها فرضت واقعًا جديدًا على القطاع الزراعي والمملكة النباتية والحيوانية، وجميع المخلوقات بما فيها البشر، وهي المسألة التي ألقت بظلالها وتبعاتها السلبية على هذا النشاط الاقتصادي الهام.
وأكد “فتح الله” أن الاهتمام بتطبيق التوصيات الفنية ورعاية نحل العسل بالشكل الصحيح، تنعكس بشكل إيجابي على باقي مناحي الحياة والقطاع الزراعي، نظرًا لإسهاماتها على زيادة مساحة الغطاء النباتي، والتي تؤثر بالتبعية على تقليص معدلات الاحترار والتصحر والتغيرات المناخية.
وأشار رئيس بحوث قسم النحل بمركز البحوث الزراعية إلى دور نحل العسل في عملية التلقيح الخلطي للنباتات، موضحًا أنها تعزز من جودة المحاصيل الزراعية، وبخاصة بالنسبة للبذور التي يعاد استخدامها وزراعتها مرة أخرى، بما يعزز قدرتها على مجابهة وتحمل التغيرات المناخية وتقلبات الطقس.
الممارسات الزراعية الخاطئة
سلط “فتح الله” الضوء على أبرز الممارسات الزراعية التي تؤثر بالسلب على قطاع النحالة ومشروعات تربية نحل العسل، والتي تمثل تحديًا كبيرًا لجموع النحالين، وفي مقدمتها الإفراط في استخدام المركبات والمبيدات الكيميائية، والذي يؤدي لظهور العديد من المشاكل.
وأوضح أن الممارسات الخاطئة لا تتوقف عن تجاوز المزارعين للحدود الآمنة في استخدام المركبات والمبيدات الكيميائية، وهو الخطأ ذاته الذي يقع فيه بعض النحالين ممن لا تتوافر لديهم الخبرة والوعي الكافي بأبجديات وقواعد هذه الصناعة، بسبب استخدامهم غير المنضبط للمركبات الكيميائية.
الاستخدام غير المنضبط للمركبات الكيميائية داخل الخلية
وأكد أن الاستخدام غير المنضبط للمركبات الكيميائية داخل الخلية، يؤثر بالسلب على الطائفة، ويقلص من معدلات مناعتها، ما ينعكس بالتبعية على زيادة نسبة التلوث في المنتجات التي يتم التحصل عليها من النحل كـ”العسل، حبوب اللقاح، غذاء ملكات النحل، شمع العسل”، بما يقلل من قيمتها التسويقية ويقلص فرصها التسويقية للخارج.
ووضع “فتح الله” الأمراض في قائمة أبرز التحديات التي تواجه قطاع النحالة، موضحًا أن مركز البحوث الزراعية أولى هذا الملف كامل اهتمامه، عبر إصدار حزمة من التوصيات الدورية، لتعزيز خبرة النحالين بكيفية حماية الطائفة، ووقايتها من شبح الإصابة، وسبل رفع مناعة الطائفة، عبر الاهتمام بتطبيق محاور التغذية البروتينية الجيدة، وعدم استخدام الملوثات الكيميائية.
التعامل مع مصادر غير موثوقة
وأشار إلى انخفاض معدلات الإنتاجية، والتي عزاها إلى التعامل مع مصادر غير موثوقة، بما يؤدي لوقوع المربي في شراك خداع بعض الشركات، والتي تقدم له ملكات غير مطابقة للمواصفات، ولم تتم تربيتها بشكل علمي صحيح. لارأبرز