تُعد صناعة الدواجن في مصر ركيزة أساسية للأمن الغذائي، ومصدرًا رئيسيًا للبروتين الحيواني للملايين، كما أنها تمثل استثمارًا ضخمًا وتوفر فرص عمل وفيرة. ومع ذلك، لا تخلو هذه الصناعة من التحديات التي تتطلب وقفة تأمل ونقد ذاتي مستمر لضمان استدامتها وتطورها لمواكبة المتغيرات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة لصالح المستهلك والمربي والاقتصاد الوطني.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبدالهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة «مصر المستقبل»، تناول الدكتور أسامة زعتر استاذ نظم اقتصاديات تربية الدواجن، بالتحليل والتقييم الأوضاع الراهنة في قطاع الدواجن المصري، مستعرضًا المشكلات والتحديات وسبل الإصلاح المقترحة.
تحديات صغار مربي الدواجن ونظم الأمان الحيوي
انتقل الدكتور محمد محسن إلى تصنيف المربين داخل مصر، والتي يتسيدها صغار المربين بنسبة تصل إلى 70%، فيما لا تتجاوز الشركات الكبيرة حدود الـ30% فقط.
وتابع أن هذه النسبة المرتفعة لصغار المربين (70%) تمثل تحديًا كبيرًا، حيث أن نسبة النفوق لديهم تكون مرتفعة، نظرًا لعدم تطبيق الغالبية العظمى منهم لنظم “الأمان الحيوي” على الإطلاق، واصفًا الأمر بـ”صفر أمان حيوي”، علاوة على عدم اتباعهم لأي برامج تحصين معتدلة أو منضبطة.
دور الأمان الحيوي وصناعة اللقاحات المحلية
شدد الدكتور محمد محسن على أن الأمان الحيوي يعد أساسيًا وجوهريًا في تربية الدواجن، مؤكدًا أن التحصينات وحدها، حتى لو تمت في مواعيدها المحددة وباستخدام لقاحات موثوق فيها، لا تُغني أبدًا عن تطبيق نظم الأمان الحيوي.
وبرهن على ذلك بأنه حتى مع التحصين السليم، إذا غاب الأمان الحيوي، فكأن المربي لم يقم بالتحصين، مشيدًا بالتطور الملحوظ في قطاع صناعة اللقاحات في مصر، ومقدمًا الشكر لمعهد المصل واللقاح بالعباسية وعلمائه.
وفسر تفضيله لاستخدام تحصينات هذا المعهد، موضحًا أنها مأخوذة من العترات المصرية المحلية، مما يجعلها أكثر فعالية وملائمة لمواجهة الأمراض المنتشرة في البيئة المحلية.
تحذير مسبق من جودة الكتاكيت
أشار الدكتور محمد محسن إلى أنه كان قد حذر من المشكلة الراهنة قبل ما يزيد عن 7 أشهر، لافتًا إلى أنه نبه إلى خطورة وتداعيات بعض المعامل التي تنتج قطعان كتاكيت “لا تصلح لدورة التربية” وغير مؤهلة.
ونصح جموع المربين في ذلك الوقت بضرورة شراء الكتاكيت من مصادر وأماكن موثوق بها لضمان جودتها وسلامتها.
خطوات مقترحة لإصلاح صناعة الدواجن
أوصى الدكتور محمد محسن بمجموعة من الخطوات الجادة والضرورية لإصلاح صناعة الدواجن، تبدأ بوزارة الزراعة، موجزًا إياها في النقاط التالية:
- وضع خطة شاملة لمتابعة صغار المربين
- تنظيم دورات تدريبية مكثفة لهم في جميع المحافظات
- ربط منح تراخيص التشغيل للمزارع بتطويرها بما يعزز قدرتها على مواجهة تحديات التغيرات المناخية، والتي تسبب هدرًا يتراوح بين 30 إلى 40% من مستلزمات الإنتاج المستوردة بالعملة الصعبة
ولفت إلى توفر قروض بفائدة متناقصة تبلغ 5% مخصصة للمربين الذين يقومون بتطوير عنابرهم وتحويلها إلى نظم مغلقة تمامًا، مؤكدًا أن النظم الحالية (شبه المغلقة) تساهم في هذا الهدر الكبير، ما يحتم ضرورة تطوير المزارع كأمر حيوي واجب.
ضرورة تطبيق القانون ومكافحة الممارسات الخاطئة
عبر الدكتور محمد محسن عن معارضته الشديدة للممارسات الخاطئة مثل بيع الدواجن حية أو ذبحها في العراء، سواء كان ذلك في عروض الشارع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، مؤكدًا أن هذه الممارسات تُعد وسيلة رئيسية لنشر الأمراض وتضر بالصحة العامة للمواطنين.
ونادى بضرورة تطبيق القانون رقم (70) الذي ينظم هذه الصناعة ويمنع هذه الممارسات، موضحًا أن تحسين الممارسات وتطبيق المعايير الصحية لن يكون على حساب رزق المربي، بل سيساهم في أن يكسب عيشه بطريقة أفضل وأنظف وآمنة له وللمستهلك وللمجتمع ككل.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
تربية الدواجن.. التعامل مع المخلفات وسبل التعرف على الطيور المريضة وإجراءات العزل
تربية الدواجن.. الرعاية الاحترافية في المزارع التجارية ومزايا العنابر المغلقة