محصول القطن وسبل التعامل مع التداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخيّة، ومقاومة الآفات وتحسين معدلات الإنتاجية، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور مصطفى عطية عمارة – أستاذ بحوث القطن بمعهد القطن التابع لمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي محمود البرغوثي، مقدم برنامج «الأرض»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
محصول القطن.. تحديات وجهود بحثية
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عطية عمارة، عن عودة المزارعين إلى محصول القطن، موضحا أنها واجهت بعض التحديات التي ظهرت مؤخرًا، بسبب موجات الحرارة العالية والرطوبة الزائدة، التي خلقت عدة تداعيات، وادت لتحوّل بعض الآفات الثانوية إلى آفات رئيسية تؤثر بشكل كبير على المحصول، مثل الذبابة البيضاء والعنكبوت الأحمر.
تداعيات التغيرات المناخية
أوضح «عمارة» أن هذه الآفات لم تكن تشكل أدنى مشكلة في الظروف الطبيعية، التي اعتاد عليها النبات، لافتا إلى التأثيرات السلبية التي خلفتها التغيرات المناخية، والتي هيأت البيئة الملائمة لتكاثر وانتشار مثل هذه الآفات.
ولفت إلى الاستجابة السريعة التي أبدتها وزارة الزراعة ومراكزها البحثية المختصة، عبر إصدار حزمة من التوصيات الفنية والإرشادية الواجبة، للتعامل مع هذه التغيرات المناخية، والتي شملت عدة ملفات أبرزها تحسين إدارة المياه والري، المعاملات الزراعية، بالإضافة لإجراءات المكافحة وتطبيق المبيدات، والتي تم توجيهها إلى المهندسين الزراعيين والمزارعين عبر ورش عمل وبرامج إرشادية.
اشتراطات مضاعفة إنتاجية محصول القطن
أشار أستاذ بحوث القطن إلى أن بعض المزارعين قد تمكنوا من تحقيق إنتاجيات عالية بالرغم من الظروف المناخية الصعبة، إذ تجاوزت إنتاجية البعض 12 إلى 15 قنطارًا في وجه قبلي باستخدام أصناف معينة مثل “جيزة 95” و”جيزة 98″، لافتًا إلى أن النجاح يعتمد على اتباع الإرشادات بدقة، وخاصة فيما يتعلق بمصدر المبيدات وطريقة الرش.
أبرز أخطاء مزارعي محصول القطن
نوه «عمارة» إلى الأخطاء التي يرتكبها بعض المزارعين في توقيت وطريقة الرش، حيث يُفضَّل الرش في الصباح الباكر أو في نهاية النهار لضمان زيادة درجة فعالية المبيد، وعدم تكسر المادة الفعالة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
تطرق الدكتور مصطفى عطية عمارة، أستاذ بحوث القطن بمعهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية، إلى المشاكل التي يواجهها المزارعون عند التعامل مع المبيدات.
تطبيق المبيدات وإجراءات المكافحة
أوضح أن بعض الفلاحين يستخدمون تركيزًا مفرطًا من المبيدات، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإجهاد الكيميائي الواقع على النبات، بالإضافة إلى الإجهاد الحراري الناتج عن موجات الحر، وهو ما يسبب احتراق النباتات، موضحًا أن استخدام تركيز أقل من اللازم لا يحقق الفعالية المطلوبة، بل يؤدي إلى تعزيز مناعة الآفات الحشرية، ما يزيد من صعوبة مكافحتها.
أشار «عمارة» إلى بعض الممارسات الخاطئة التي يقع فيها مزارعي محصول القطن عند تطبيق إجراءات المكافحة، وفي مقدمتها عدم قلب النباتات أثناء الرش، ما يحول دون وصول المبيد إلى الحشرات الموجودة في الجزء السفلي من الأوراق.
وأضاف أن الممارسات الزراعية القديمة كانت تعتمد على قلب النبات لضمان توزيع المبيد بشكل فعال، وهو ما يجب أن يعود المزارعون للاهتمام به.
الكثافة النباتية وعملية الخف
من جهة أخرى، أشار الدكتور مصطفى عمارة إلى مشكلة الكثافة النباتية، والتي تحدث بسبب عدم التزام المزارعين بتنفيذ عملية الخف بالشكل المناسب، مما يؤدي إلى زيادة حدة تنافس النباتات على الغذاء، ويؤدي لضعف المحصول بالتبعية، بالإضافة إلى التأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الآفات، يؤدي إلى خسائر كبيرة.
زيادة المساحات المنزرعة بـ«محصول القطن»
كشف أستاذ بحوث القطن إلى زيادة المساحات المزروعة بـ« محصول القطن» هذا العام بنسبة 29%، موضحًا أن بعض المزارعين قد عادوا لزراعة الذهب الأبيض بعد انقطاع طويل، ما أدى إلى نسيان بعض المعاملات الزراعية الأساسية، وهي المسألة التي تستدعي ضرورة التدخل العاجل لتصحيح هذه الأخطاء، خاصة مع استمرار موجات الحرارة وفقًا للتوقعات الجوية.
تفاؤل وأمل بمستقبل القطاع الزراعي
واختتم «عمارة» حديثه معربًا عن تفاؤله بمستقبل القطاع الزراعي في مصر، مشيرًا إلى التعاون بين الجهات المعنية بالزراعة تحت قيادة وزير الزراعة علاء فاروق والدكتور عادل عبد العظيم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول القطن ..أهم التوصيات الفنية خلال شهر يوليو
زراعات القطن المتأخرة.. مخاطر “التعطيش” وتوقيت “الخف” واشتراطات علاج التحورات بـ”اليوريا”
إقرأ أيضًا..
ثاقبات ساق الأرز.. الأراضي المعرضة للإصابة وسبل المكافحة المثلى
أعفان الجذور ونيماتودا الموالح.. اشتراطات نجاح برامج المكافحة عبر التربة
محصول المانجو.. ٤ فوائد لاستخدام «الجير المطفي» ومخاطر مكافحة لسعة الشمس بـ«الكاولينا»