النخيل وفرص استثماره وكيفية الوصول لأفضل معدلات الإنتاجية المأمولة، وملف الصادرات الزراعية ودور ومساهمة التمور فيها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمد كمال عباس، أستاذ وقاية النباتات بمعهد بحوث وقاية النباتات والخبير الوطني لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
اشتراطات التصدير وتأثير الآفات على جودة الثمار
في البداية أكد الدكتور محمد كمال عباس، أستاذ وقاية النباتات بمعهد بحوث وقاية النباتات والخبير الوطني بمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أن عمليات تصدير التمور تخضع لمعايير صارمة تختلف من دولة إلى أخرى، موضحًا أن بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، تشترط عدم وجود أي نسبة من الآفات الحية في الشحنات المستوردة، بينما تقبل دول أخرى نسبة تتراوح بين 5% و7% من الآفات الميتة. وأشار إلى أن وجود آفة حية واحدة فقط في الشحنة قد يؤدي إلى رفضها بالكامل، مما يعكس أهمية تطبيق إجراءات المكافحة المتكاملة والتأكد من خلو الثمار من أي إصابات قبل التصدير.
وأضاف “عباس” أن عملية تكييس العذوق تلعب دورًا جوهريًا في تقليل استخدام المبيدات، حيث تساهم في منع وصول الآفات إلى الثمار، وبالتالي تقليل الحاجة إلى عمليات الرش الكيميائي. كما أوصى المزارعين بتطبيق هذه الممارسة لضمان إنتاج تمور ذات جودة عالية وخالية من المتبقيات الكيميائية، مما يعزز من فرص قبولها في الأسواق العالمية.
التوقيت الأمثل لعمليات التقليم وأثره على مكافحة الآفات
وفيما يتعلق بعمليات التقليم، شدد أستاذ وقاية النباتات على ضرورة تجنب إجرائها مباشرة بعد جمع المحصول، حيث يؤدي ذلك إلى تعريض النخيل للإصابة بسوسة النخيل الحمراء في فترة نشاطها المرتفع، مما يزيد من مخاطر انتشارها ويؤدي إلى ارتفاع تكلفة المكافحة لاحقًا. وأوضح أن بعض المزارعين يلجؤون إلى التقليم بعد الحصاد لتوفير تكاليف العمالة، إلا أن هذا الإجراء يعرض الأشجار للإصابة نتيجة إحداث جروح في أنسجتها في وقت تكون فيه الآفة في ذروة نشاطها.
الميكنة الزراعية ومستقبل زراعة النخيل
وحول دور الميكنة في زراعة النخيل، أشار “عباس” إلى أن استخدامها في مصر لا يزال محدودًا، حيث لا تتجاوز نسبة الاعتماد عليها 10% إلى 12%. وأوضح أن هناك بعض التقنيات الحديثة التي بدأت تدخل المجال، مثل استخدام الطائرات بدون طيار (الدرون) في عمليات التلقيح والرش، لافتًا إلى أن تجارب سيتم تنفيذها هذا العام لاختبار فعالية هذه التقنية في تحسين كفاءة العمليات الزراعية. كما أشار إلى وجود معدات كهربائية وبطاريات تُستخدم في تسهيل عمليات الصعود إلى النخيل المرتفع، إلا أن الاعتماد على هذه الأدوات لا يزال قيد التطوير.
التقليم وتأثيره على نمو النخيل
وفي سياق متصل، كشف أستاذ وقاية النباتات أن طريقة التقليم تؤثر بشكل مباشر على ارتفاع النخيل، حيث يؤدي التقليم الجائر إلى تسريع نمو الأشجار وزيادة ارتفاعها، مما يجعل عمليات الصيانة والحصاد أكثر تعقيدًا. وأوضح أن بعض الأصناف المميزة، مثل “المجدول”، يمكن التحكم في ارتفاعها من خلال اتباع أساليب تقليم مناسبة، مشيرًا إلى أن زراعة النخيل في مصر، لا سيما في مناطق مثل توشكى، أظهرت أن ارتفاع الأشجار يمكن أن يصل إلى 6-7 أمتار خلال فترة تقارب 20 عامًا، وهو ما يستدعي التخطيط الدقيق لعمليات التقليم للحفاظ على سهولة إدارة المزارع.
ظاهرة التهدل وزيادة معدلات الإصابة بالآفات
كما سلط “عباس” الضوء على ظاهرة التهدل في الجريد، موضحًا أنها من العوامل التي تزيد من معدلات الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، خصوصًا في مناطق مثل الوادي الجديد والواحات البحرية. وأوضح أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة تقليم الجريد بطريقة غير صحيحة، مما يسمح بدخول الحشرات إلى أنسجة النخيل بسهولة. وأكد أن معظم إصابات سوسة النخيل تحدث في الجزء السفلي من الشجرة، حتى ارتفاع متر ونصف، إلا أن الوضع في الوادي الجديد يختلف، حيث تكون الإصابات أكثر انتشارًا وصعوبة في المكافحة بسبب الممارسات الزراعية غير السليمة.
استفسارات المزارعين والتحديات التي يواجهونها
وفي ختام حديثه، استقبل أستاذ وقاية النباتات عدة استفسارات من المزارعين، من بينها سؤال من أحد المزارعين في أسيوط حول ضعف عقد الثمار في بعض أصناف النخيل، وأوضح أن المشكلة قد تعود إلى ضعف كفاءة الكيزان المذكرة المستخدمة في التلقيح، موجهًا النصح بضرورة تجربة حبوب لقاح من مصادر مختلفة لتحسين معدل التلقيح وضمان نجاح عملية الإخصاب، مشيرًا إلى أهمية الدور الذي يقوم به معهد بحوث النخيل في متابعة المشكلات الميدانية التي يواجهها المزارعون، من خلال الزيارات الميدانية التي يجريها الخبراء لتقديم الدعم الفني اللازم.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة مطروح تطلق طفيل الترايكوجراما بواحة سيوة لمكافحة آفات التمور
آفات النخيل والتمور.. خطط وبرامج المكافحة من “الألف” إلى “الياء”