تأخر الإنجاب هي مشكلة مؤرقة بالنسبة لعدد كبير من الأُسر في شتى بقاع الأرض، إذ أن الهدف الأسمى لأي علاقة زوجية ناجحة هي أن تُكلل بثمرة مورفة، تجمع وتؤلف بين قلبي شريكي العُمر، بيد أن هذه الأحلام الوردية قد تتحطم تحت وطأة السؤال اللحوح، الذي يضرب هذا الاستقرار العاطفي في مقتل، متى سنحصل على طفل؟.
وفي برنامجه كونسلتو، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور وليد البوشي، نائب مدير القصر العيني الفرنساوي – عضو الجمعية الأوروبية والأمريكية والعربية لجراحة المسالك – ملف تأخر الإنجاب عند الرجال بالشرح والتحليل، لتبيان أسبابه ودور الأسرة في ترسيخ تلك الأزمة أو حلها.
الحالة النفسية وعلاقتها بأزمة تأخر الإنجاب
لا يفوتك.. أمراض البطاطس وكيفية الوقاية منها
أسباب مُتعددة وعرض واحد
في البداية أكد الدكتور وليد البوشي أن أزمة تأخر الإنجاب، لها العديد من الأسباب العضوية، بيد أن المؤشر الرئيسي يبدأ من مدى استقرار الحالة النفسية للشخص المُصاب بذلك العرض، والتي تتأثر سلبًا وإيجابًا بالظروف المحيطة به.
وأوضح أن العوامل النفسية تُشكل نسبة لا يُستهان بها من أسباب الإصابة بأزمة تأخر الإنجاب، حيث تُشكل 30% من دوافعها، مُشيرًا إلى أن أسرة المريض تُعد السبب الرئيسي في الأغلب الأعم من تلك الحالات، بسبب كثرة السؤال والإلحاح، والضغوط التي تُمارس دون وعي بمآلاتها على تفاقم تلك المُشكلة.
التوقيت المُناسب لاستشارة الطبيب المُختص
وأشار الدكتور وليد البوشي إلى أن أغلب حالات تأخر الإنجاب وبخاصة في بلداننا العربية، تبدأ بالسؤال والإلحاح والقلق بمجرد مرور أول شهر من الزواج، موضحًا أنها طريقة غير منطقية في التفكير، وتسبب نتائج عكسية على نفسية الشاب حديث الزواج.
وأوضح أن هرمون الذكورة “التستون” يتأثر ويضرب وتتأرجح قدراته سلبًا، بفعل الضغوط وعدم استقرار الحالة النفسية عند المريض.
وأوضح أن المسألة لا تستدعي استشارة المختص إلا بعد مرور عام كامل من تاريخ الزواج، شريطة الانتظام في الجماع بين الزوجين طوال تلك الفترة، وهنا فإن المسألة تندرج تحت بند المرض الذي يستوجب الخضوع للعلاج.
شاهد.. أهم النصائح لنجاح مشروع تربية الأرانب
الفارق بين القدرة على الجماع وبين تأخر الإنجاب
وفرق الدكتور وليد البوشي بين مسألة القدرة على الجماع والممارسة الجنسية، وبين حالات تأخر الإنجاب، مؤكدًا أنه ليست ثمة علاقة واضحة بين المسألتين.
وأكد أن القدرة على الممارسة الجنسية والجماع، لا تعني بالضرورة القدرة على الإنجاب، فالمسألة تخضع لمعايير علمية مختلفة، خاصة بمعدلات هرمون الذكورة، ومسائل أخرى خاصة بحالة التوافق ما بين الشريكين.
أوضح أن العلم أثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن الانتصاب والقدرة على الجماع، لا ترتبط مُطلقًا بمدى القدرة على الإنجاب.
تأخر الإنجاب مسؤولية مُشتركة بين الزوجين
ونفى البوشي مسؤولية الأنثى وحدها عن تأخر الإنجاب، مؤكدًا أن كلا الشريكين يتحمل نسبة 50% من هذه المُشكلة، موضحًا أنه ينبغي تغيير المعتقدات الشائعة بأن هذه الأزمة ترتبط بشكل مُباشر بالأنثى وحدها، موضحًا أن فحص الرجل في بداية الشعور بالمشكلة، يُعد هو الحل الأيسر والأفضل في كثير من الحالات.
إقرأ أيضًا:
نواتج تقليم الرمان.. أفضل الطرق لإنتاج شتلات جديدة من مخلفات الأشجار
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وسبل العلاج المُتاحة
انخفاض درجات الحرارة.. أهم التوصيات والإرشادات الواجب اتباعها في شهر “طوبة”