نحل العسل هو كائن حي استثنائي يلعب دورًا حاسمًا في البيئة والزراعة، إذ يقوم بتلقيح النباتات وتأمين إنتاج العسل اللذيذ والعديد من المنتجات الزراعية الأخرى. تتنوع السلالات حول العالم والتي منها البري ومنها المستأنس.
حول هذا الموضوع، قال الدكتور محمد فتح الله رئيس قسم بحوث النحل بمعهد وقاية النباتات، إن المصري القديم أول من استأنس النحل، ولذا تُعد السلالة البلدي المعروفة مجازا باسم “الفرعونية” هي أصل السلالات العالمية التي تصل إلى 22 ألف نوع ما بين السلالات البرية والسلالات المستأنسة.
وأضاف فتح الله خلال لقائه في برنامج “مصر كل يوم” المذاع على شاشة قناة “مصر الزراعية”، أن هناك مجموعة من السلالات المنتشرة والمعروفة منها العملاق والقزم، أما المستأنس منها فهي السلالات الهندي والغربي.
لا يفوتك: تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل
حجم الصادرات المصرية من نحل العسل
وأشار فتح الله إلى أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا في تصدير طرود النحل الحية، حيث أن 25% من حجم الصادرات على مستوى تكون من مصر، إضافة إلى ثلث غذاء العالم يعتمد بشكل أساسي على نحل العسل وما يقوم به من عمليات تلقيح الثمار للحصول على جودة عالية متطابقة في الشكل والجودة.
أهم التحديات التي تواجه نحل العسل
على الرغم من أهمية نحل العسل، إلا أنه يواجه العديد من التحديات والمشكلات في جميع أنحاء العالم. من بين هذه التحديات:
- تدهور البيئة الطبيعية: تقلص مساحة الأراضي الطبيعية وتدهور النباتات البرية وتلوث البيئة يؤثر سلبًا على توافر مصادر الغذاء الطبيعية لنحل العسل.
- الآفات والأمرادات المرضية: يتعرض نحل العسل للعديد من الآفات والأمراض المهددة للبقاء، مثل العث الفارروا الشمالي والفطريات القاتلة مثل الكوليرا.
- تأثيرات المبيدات الحشرية: استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة قد يؤثر سلبًا على صحة نحل العسل ويتسبب في وفيات جماعية.
تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل
التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على نحل العسل وتعتبر تهديدًا كبيرًا لبقاء هذا الكائن الحي الهام. إليك بعض التأثيرات الرئيسية للتغيرات المناخية على نحل العسل:
- توافر الغذاء: تعتمد نحلة العسل على مصادر الغذاء الطبيعية مثل الرحيق واللقاح من النباتات المزهرة. يؤثر التغير المناخي على توافر هذه المصادر، حيث يمكن أن يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة والجفاف إلى تقلص نطاق المزارع الزهرية وتقليل توافر الغذاء للنحل.
- التوقيت والتنسيق: يتطلب نشاط النحل توقيتًا دقيقًا وتنسيقًا بين النحل والنباتات المزهرة، حيث يجب أن يكون النبات في مرحلة الإزهار عندما يكون النحل مستعدًا لجمع الرحيق واللقاح. تتغير التوقيتات الطبيعية للزهور ونشاط النحل بسبب التغيرات المناخية، مما يصعب على النحل تلبية احتياجاته الغذائية بشكل فعال.
- الاضطراب الحراري: يعتبر الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة والتقلبات المناخية الشديدة تحديًا كبيرًا للنحل. قد يؤدي الاضطراب الحراري إلى تغير في سلوك النحل وقدرته على التنقل وجمع الطعام، كما يزيد من تعرض النحل للإجهاد ويجعله أكثر عرضة للأمراض والآفات.
- النقل والهجرة: تؤثر التغيرات المناخية أيضًا على نمط الهجرة ونقل النحل. قد يؤدي اضطراب المواسم والتغيرات في نمط الطقس إلى تغير في الأماكن التي يتم نقل النحل إليها أو يتم هجرتها، مما يعرض النحل لمزيد من التوتر والتعب.
لمواجهة هذه التحديات، يجب على المجتمع العالمي والمزارعين والباحثين العمل سويًا لحماية النحل والحفاظ على تنوع السلالات. ينبغي تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة التي تحمي البيئة وتوفر مصادر غذائية صحية للنحل . يجب أيضًا الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير سلالات مقاومة وتعزيز صحة النحل .
اقرأ أيضا
وزير الزراعة يشارك في توزيع العقود المؤمنة للمنتفعين بالأراضي في شبة جزيرة
مديرية الزراعة ببورسعيد.. حصاد البرامج والأنشطة الإرشادية
ختام برنامج تدريب قسم النبات الزراعي بمحطة البحوث الزراعية بسخا
البحوث الزراعية ينظم ورشة عمل للشبكة الدولية للمياه والنظم البيئية بحقول الأرز
لا يفوتك