بيولوجية القوارض والفئران وطريقة تكاثرها ومخاطرها على البيئة والقطاع الزراعي، وقواعد واشتراطات مكافحتها والحد من انتشارها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تناولها الدكتور عبد المقصود محمد أبو هاشم – الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
مخاطر الفئران
في البداية تحدث الدكتور محمد أبو هاشم عن خطورة القوارض بشكل عام والفئران بشكل خاص، موضحًا أن بيولوجية هذه المخلوقات تستدعي ضرورة المواجهة بشكل سريع وعاجل، نظرًا لتداعياتها الوخيمة على البيئة والقطاع الزراعي، نظرًا لقدرتها على التزاوج من بداية الربيع وحتى نهاية فصل الصيف، وهي فترة زمنية تتيح لها القدرة على التكاثر والانتشار بشكل لا يمكن تخيله.
معدلات التزاوج والتكاثر.. “أرقام خطيرة”
فسر “أبو هاشم” مقصده موضحًا أن التزاوج الذي يحدث بين ذكر وأنثى الفئران، يترتب عليه متوالية هندسية رهيبة معقدة، حيث يتراوح عدد الولدات أو “الصغار” الناجمة عنه، بين 6 إلى ما يزيد عن 12 فأرًا في البطن الواحدة.
وأوضح الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات أن فترة حمل الأنثى لا تزيد عن 21 إلى 24 يومًا، فيما تكمن الخطورة الأكبر في قدرتها على تكرار عملية التزواج والتخصيب مرة أخرى بعد الولادة مباشرة، ما يتيح إمكانية حدوث حمل جديد، وهي المسألة التي تعزز فرص زيادة تعداد هذه المخلوقات بشكل كبير خلال فترة زمنية وجيزة.
وتطرق الدكتور محمد أبو هاشم إلى نقطة بالغة الخطورة، توضح حجم المشاكل والتداعيات الناجمة عن عدم القيام بإجراءات مكافحة الفئران في التوقيتات المثلى، مشيرًا إلى مشكلة أخرى تتمثل في فترة النضج الجنسي، التي تسمح للصغار بالتزواج، موضحًا أن هذه الولدات تصبح مهيئة لنجاح عملية التخصيب بعد مرور شهرين فقط.
بيولوجيا وسلوكيات
انتقل الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات بعدها إلى حواس وسلوكيات الفئران، موضحًا أنها كائنات حذرة للغاية، وهي المسألة التي تستدعي أن يكون المتصدي لعملية وإجراءات المكافحة متحليًا بالقدر الكافي من المعلومات عن طبيعتها، مع الالتزام بوضع المصائد في أماكن تحركاتها لفترة لا تقل عن ثلاثة ليال، لضمان تحقيق النتائج المرجوة منها.
حواسها الأساسية واشتراطات نجاح المكافحة
أشار “أبو هاشم” إلى ضعف حاسة البصر عند الفئران، حيث أنها لا تدرك الألوان، وتتعامل مع كافة الأشياء المحيطة بها من خلال اللونين الأبيض والأسود فقط، فيما تتمتع بحاسة شم قوية، تعتمد عليها في أغلب أنشطتها، مثل تحديد أماكن الجحور وطريقة التحرك، علاوة على التعرف على أماكن الطعام ومدى ملائمته له.
وتابع الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النبات شرحه لبيولوجية وسلوكيات الفئران، موضحًا أن حاسة التذوق تحتل المرتبة الثانية بعد الشم، وتمثل أحد الأدوات التي تعتمد عليها هذه الكائنات للتعامل مع الوسط الخارجي والبيئة المحيطة.
وكشف “أبو هاشم” عن واحدة من نقاط الضعف التي يمكن استغلالها، موضحًا أنها تستطيع التحكم في الطعام الذي يدخل إلى فمها، لكن يصعب عليها التخلص من أي طعام تأكله بمجرد بلعه، وهي المسألة التي تفرض ضرورة استخدام طعوم جذابة، لضمان نجاح إجراءات المكافحة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
استراتيجيات مكافحة القوارض والفئران وأنواع المبيدات الشائعة
آفات محصول البطاطس وأنماط المكافحة الزراعية لـ”الحفار والجعال”