بيض المائدة وارتفاع أسعار التداول واحدة من الأزمات التي طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة، والتي انقسمت حولها الأراء إلى مُعسكرين، كلٍ منهما يروج لفكرته ويدافع عنها، ما دعا لتسليط الضوء عليها ومُناقشتها بشكل أكاديمي وعلمي، استنادًا لرأي الخبراء والمُتخصصين في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور حسام سلام – عضو لجنة الدعم الفني والمتابعة الميدانية بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة – ملف أسعار تداول بيض المائدة بالشرح والتحليل، موضحًا الأسباب الحقيقة لهذه الأزمة، وتداعياتها على السوق المحلي والمُستهلكين.
بيض المائدة والدواجن.. حجم الإنتاج ونسبة الاكتفاء الذاتي
في البداية تحدث الدكتور حسام سلام عن حجم الإنتاج ومدى وصولنا إلى نقطة الاكتفاء الذاتي من عدمه، موضحًا أننا ننتج 1.4 مليار طائر سنويًا بما يعادل 98% من احتياجاتنا الفعلية، في تتجاوز إنتاجيتنا حدود الـ14 مليار بيضة سنويًا، تغطي احتياجاتنا بنسبة 100%، بالإضافة لوجود فائض كافي يوجه للتصدير.
وانتقل عضو لجنة الدعم الفني والمتابعة الميدانية إلى نقطة بالغة الأهمية وهي المُتعلقة بأسعار التداول في السوق المحلية، والتي كانت محور العديد من السجالات والمناوشات على منصات السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة.
أسباب ارتفاع أسعار تداول بيض المائدة
أوضح “سلام” أن بيض المائدة واحد من أهم السلع الأساسية، لافتًا إلى أن أسعار التداول بالأسواق المحلية تتأثر صعودًا وهبوطًا وتتحكم فيها العديد من العوامل، وفي مقدمتها مكونات العلف التي تمثل وحدها 70% من القيمة الفعلية لمُدخلات الإنتاج.
وأكد أن العالمين ببواطن الأمور في هذا المجال يُدركون حجم الضغوط المُلقاه على عاتق مُنتجي بيض المائدة، حيث تتأثر عملية تحديد أسعار التداول بالسوق المحلي، بالمتغيرات العالمية الخاصة بأسعار العلف الذي يتم استيراد غالبية خاماتها من الخارج بالعملة الصعبة.
المتغيرات السياسية والأزمات العالمية
لفت إلى أن الظروف العالمية والمشاكل الاقتصادية المُتلاحقة التي تأثرت بها غالبية دول العالم، مثل الجائحة والحرب “الروسية – الأوكرانية” وغيرها من الأزمات التي لا تخفى على أحد، أثرت على أسعار خامات الأعلاف، وبالتبعية على القيمة الكلية لمُدخلات الإنتاج، التي تتحكم إلى حد كبير في تحديد أسعار تداول بيض المائدة بالأسواق المحلية.
موضوعات قد تهمك:
فيروس الحمى القلاعية.. 6 أخطاء “بشرية” تؤدي لانتقال العدوى بين الحيوانات
دودة الحشد الخريفية.. “بشرة خير” 7 مبيدات جديدة تدخل الخدمة
قواعد السوق ومبادىء العرض والطلب
فسر الدكتور حسام سلام أزمة ارتفاع أسعار تداول بيض المائدة التي طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة، بأنها نتاج طبيعي لزيادة حجم الطلب عن إجمالي المنتج المعروض بالأسواق، والتي عزاها إلى خروج الكثير من المُنتجين، نتيجة الخسائر التي لحقت بهم جراء الارتفاع القياسي في أسعار خامات الأعلاف ومُدخلات الإنتاج، التي تُشكل 70% من أساسيات تحديد قيمة التداول الفعلية.
إقرأ أيضًا:
الحمى القلاعية.. أسباب نفوق الحيوانات المُصابة وخطوات تسجيل اللقاحات
تسميد الموالح.. محاذير وتوصيات خاصىة بالزراعة في الأراضي الجيرية
جشع التجار
اتهم عضو لجنة الدعم الفني بقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة جشع بعض التجار ورغبتهم في تحقيق أرباح قياسية استغلالًا لأزمة قلة المعروض من بيض المائدة، وكونه واحدًا من السلع الأساسية، في رفع أسعار التداول التي تجاوزت الحدود القياسية المقبولة، لغالبية جمهور المُستهلكين.
التغيرات المناخية وأثرها على حجم الإنتاج
قدم “سلام” تبريرًا منطقيًا مُغايرًا، موضحًا أن التغيرات المناخية ساهمت بشكل كبير في تبلور أزمة ارتفاع أسعار تداول بيض المائدة، بالاحتكام لقواعد السوق، نتيجة تأثيرها المُباشر في انتشار الأمراض بين القطعان، وحجم الإنتاجية وجودة المعروض النهائي، ما أدى في النهاية إلى زيادة الطلب عن حجم المعروض الفعلي.
شاهد:
الأسباب الـ6 لأزمة أسعار بيض المائدة
وحصر أسباب ارتفاع أسعار تداول بيض المائدة، في عدة نقاط كالتالي:.
1. ارتفاع أسعار خامات الأعلاف
2. استيراد غالبية مكونات وخامات الأعلاف من الخارج
3. الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية المتتالية التي أثرت على أسعار الأعلاف
4. التغيرات المناخية التي أثرت بشكل مباشر على حجم الإنتاج وجودة المعروض
5. خروج عدد كبير من المُنتجين نتيجة الخسائر التي لحقت بهم نتيجة ارتفاع قيمة المُدخلات عن أسعار البيع
6. جشع بعض التجار استغلالًا لقلة المعروض وزيادة الطلب