بنجر السكر واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي تعتمد عليها صناعة السكر، وهي المسألة التي تفرض التزامًا واعيًا وإدراكًا تامًا لكافة معاملاتها، نظرًا لانعكاساتها المباشرة على حجم الإنتاجية والجودة، والتي تؤثر بالتبعية على إجمالي المكاسب الاقتصادية المتوقعة من قِبل المزارعين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عادل عبد العال – رئيس قسم الفسيولوجي بمعهد بحوث المحاصيل السكرية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف ملامح الاستعداد لزراعة محصول البنجر بالشرح والتوضيح.
بنجر السكر
الجواد الرابح في صناعة السكر
في البداية أعطى الدكتور عادل عبد العال نبذة بسيطة عن تطور زراعة محصول البنجر، كأحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي تعد ضمن الركائز الأساسية لصناعة السكر في غالبية دول العالم، موضحًا أنه أدرج ضمن منظومة الزراعة المصرية في ثمانينيات القرن الماضي.
وأوضح “عبد العال” حجم الطفرة والاهتمام الحكومي الذي طرأ على محصول بنجر السكر، مشيرًا إلى أن إجمالي حجم المساحة المنزرعة به توقف عند حدود الـ30 ألف فدان، وهي الرقعة التي تمت مضاعفتها حاليًا، لتصل إلى 650 ألف فدان، طبقًا للإحصاءات الرسمية، الصادرة بشأن حصاد الموسم الماضي.
ودلل رئيس قسم الفسيولوجي على نجاح الاستراتيجيات الموضوعة لـ”البنجر”، ودخوله ضمن دائرة اهتمامات المزارعين، بحجم مساهمة هذا المحصول في صناعة السكر، والتي تتجاوز حدود الثلثين حاليًا، متفوقة على القصب، الذي كان يمثل سابقًا عماد هذه الصناعة.
وأكد “عبد العال” على انتشار زراعة محصول بنجر السكر في العديد من المحافظات المصرية، وتضاعف إجمالي المساحات المنزرعة به، بداية من الدلتا، ومرورًا بمحافظات الوجه القبلي كـ”المنيا” وشمال أسيوط.
الميكنة الزراعية وانعكاساتها على متوسطات إنتاجية الفدان
تطرق رئيس قسم الفسيولوجي بمعهد بحوث المحاصيل السكرية، إلى التوسعات الجديدة في زراعة محصول بنجر السكر، وأبرزها مشروع مستقبل مصر بمنطقة الضبعة، بالإضافة لمشروعات الساحل الشمالي الغربي، والتي تعتمد على نظم الميكنة من الزراعة إلى الحصاد.
ولفت “عبد العال” أن اتباع النظم التكنولوجية الحديثة والميكنة الزراعية، في التوسعات والمناطق الجديدة، ساهم إلى حد كبير في تعظيم حجم إنتاجيتها، وتقليل معدلات الهدر والفاقد منها، مؤكدًا أن بعض الأراضي سجلت إنتاجية تتخطى حدود الـ50 والـ60 طنًا للفدان.
وأكد رئيس قسم الفسيولوجي أن متوسطات إنتاجية البنجر في المناطق الجديدة التي تدار وفق أنظمة الميكنة الزراعية والاستراتيجيات التكنولوجية الحديثة، باتت تمثل ضعف مثيلتها المتحققة من محصول القصب، وفقًا لأحدث الإحصائيات الخاصة بتوريدات مصانع السكر، والتي تقف عند حدود 33 طن للفدان.
مشاكل توريد بنجر السكر
سلط “عبد العال” الضوء على أبرز الأخطاء، التي تحدث خلال مرحلة التوريد، موضحًا أن أغلبها يعود للمزارع نفسه، نظرًا لرغبته في الانتهاء من مرحلة التقليع والحصاد في وقت مبكر، ما ينعكس بالسلب على معدلات الجودة وإجمالي الوزن النهائي للمحصول.
وأوضح رئيس قسم الفسيولوجي بمعهد المحاصيل السكرية، أن أغلب هذه الأخطاء يعود لعدم اهتمام المزاراعين بالتنسيق مع المصنع الذي تم التعاقد معه، وعدم الالتزام بالتوقيت الذي تم الاتفاق عليه، لتنفيذ معاملات الجمع والحصاد.
وأكد “عبد العال” أن التبكير في تنفيذ معاملات جمع محصول البنجر، يؤدي لخسارة نسبة كبيرة من تركيز السكر الموجود بالثمار، علاوة على انخفاض وخسارة نسبة كبيرة من وزن المحصول النهائي، لافتًا إلى أن تأخير موعد الحصاد له مساوئ مساوية للتبكير.
واختتم رئيس قسم الفسيولوجي حديثه بالتأكيد على أن زيادة حجم التنافس بين مصانع إنتاج السكر أدى لحدوث نسبة من الخلل بمنظومة وخطة جمع المحصول من المزارعين، وهي المسألة التي قد تنعكس بالسلب على حجم الإنتاجية ومعدلات الجودة التقييم النهائية للمحصول.
موضوعات قد تهمك..
“العلاج التجفيفي” وأضرار ري “البطاطس والبصل والثوم” قبل الحصاد
الإجهاد البيئي وعلاقته بـ”معاملات التسميد”.. حقائق ومعلومات
إقرأ أيضًا..
معهد المحاصيل السكرية.. “أمهات التقاوي” و”محطات الشتل” وأسباب استيراد بذور البنجر
محصول بنجر السكر .. أبرز 13 توصية فنية خلال شهر أغسطس
محصول قصب السكر .. أبرز 9 توصيات فنية خلال أغسطس