بنجر السكر هو أحد المحاصيل الهامة التي تمثل ضلعًا أساسيًا في صناعة السكر، كأبرز السلع الاستراتيجية التي تسعى الدولة لسد العجز فيها، عبر عدة استراتيجيات تهدف لرفع الانتاجية، وزيادة المساحة المزروعة به.
بيد أن هذه المحاولات قد تصطدم بعدد من المشاكل التي تعوق الوصول للنتائج المأمولة، وعلى رأسها الإصابة بالأمراض والآفات الزراعية، التي تؤثر على الناتج النهائي لمحصول بنجر السكر.
مساحة بنجر السكر في مصر
خلال حلوله ضيفًا على برنامج المرشد الزراعي، الذي تقدمه الإعلامية آيه طارق، والمذاع عبر قناة مصر الزراعية، أكد الدكتور أيمن محمد حسني عش، مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية، أن إجمالي المساحة المزروعة بمحصول بنجر السكر تصل إلى 600 ألف فدان، في عموم محافظات الجمهورية.
إنتاج محصول بنجر السكر
كشف الدكتور أيمن عش أن إجمالي المساحة المزروعة بمحصول بنجر السكر، ينتج عنها 1.8 مليون طن من السكر، مؤكدًا أن احتياجاتنا السنوية تصل إلى 3.2 مليون طن سنويًا، ما يعني وجود فجوة كبيرة في هذه السلعة الاستراتيجية، والتي ترتفع بسبب الزيادة السكانية بمقدار 50 ألف طن سنويًا.
أبرز الأمراض المؤثرة على محصول بنجر السكر
من المعروف أن نبات البنجر يُعد أحد المحاصيل الجذرية، بمعنى أن الاستفادة الحقيقية منه مرتبطة بالجزء المدفون في باطن الأرض، وبالتالي فإن الأمراض متوزعة على المجموع الخضري والجذري.
هناك العديد من الأمراض التي تصيب النبات، ولكنها تختلف في درجة الإصابة، فمنها ما يُمثل خسارة اقتصادية معنوية للمزارع، فيما لا يشكل النوع الآخر أي نسبة ضرر في إنتاجية المحصول، ويكون شكلًا عرضيًا من أشكال الإصابة للمزروعات.
التبقع السلكسفوري.. أشهر أمراض بنجر السكر
أكد الدكتور أيمن عش أن مرض تبقع الأوراق يمثل أحد أشكال إصابة المجموع الخضري لنبات بنجر السكر، والتي تتعدد صورها، فيما يمثل التبقع السلكسفوري، أشهرها وهو المصطلح الدارج لوصف كافة صور الإصابة بهذا المرض.
وأوضح مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية أن طرق المكافحة واحدة بالنسبة لكافة أشكال إصابة محصول بنجر السكر بمرض التبقع السلكسفوري.
وقدم شرحًا مُبسطًا لآليات وطريقة عمل أوراق بنجر السكر، مؤكدًا أن استراتيجية هذا النبات تقوم على استخلاص أوراق النبات للطاقة الشمسية، قبل إدخالها في عدة معاملات فسيولوجية وعقدية، ينتج عنها صناعة السكر، والذي يتم تخزينه بالنهاية في جذور النبات.
أضرار إصابة محصول بنجر السكر بمرض التبقع
استند الدكتور أيمن عش إلى الشرح السابق والخاص باستراتيجيات إنتاج السكر في نبات البنجر، مؤكدًا أن الأضرار الناجمة عن الإصابة بكافة أشكال وصور مرض التبقع السلكسفوري، تؤثر بالتبعية على مساحة الأوراق السليمة التي يمكنها القيام بعملية التمثيل الضوئي.
وأوضح أن عملية إنتاج السكر في محصول البنجر تتأثر بالسلب، بسبب تقلص مساحة الأوراق السليمة، التي يمكنها إجراء المعاملات الكيميائية، اللازمة لإتمام هذه العملية الحيوية، ما يحول دون الوصول للنتائج المرجوة، وينعكس على نسبة إنتاجية المحصول في نهاية الموسم، ما يسبب خسائر اقتصادية كبيرة للمُزارعين، ويزيد من حجم الإضرار بهذا السلعة الاستراتيجية.
المكافحة المتكاملة لإنقاذ محصول بنجر السكر
لفت الدكتور أيمن عش إلى أن الشيء الإيجابي الوحيد في هذا المرض أن أعراضه تظهر على أوراق النبات، ما يتيح الفرصة للمزارعين للتحرك بشكل سريع وعاجل، عبر استخدام طرق المكافحة المتكاملة، في سبيل إنقاذ المحصول من الهلاك، وتقليل نسبة الخسائر الاقتصادية الناجمة عنه.
شاهد: استراتيجية الدولة للنهوض بالمحاصيل السكرية
إصابات المجموع الجذري لنبات بنجر السكر
شدد مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية على أن إصابة المجموع الجذري للمحصول تُعد من أبرز الإشكاليات التي تواجه المزارعين، نظرًا لصعوبة اكتشافها بسبب أنها تتركز على الجزء المدفون في باطن الأرض، ومن ثم فإن أفضل سُبل مكافحته تكون عبر استراتيجيات الدفاع الوقائية، التي تستهدف منع الإصابة من الأساس.
وأكد أن أسباب الإصابة بأمراض الجذور مُتعددة ولا يمكن حصرها، ولكن يمكن تسميتها ووضعها إجمالًا تحت بند أمراض أعفان الجذور، مُشيرًا إلى أنها تؤثر على الإنتاج الكمي والنوعي لمحصول السكر النهائي.
إقرأ أيضًا:
«فهيم» يقدم 9 توصيات فنية لمزارعي المحاصيل الشتوية لمواجهة التغيرات المناخية
دودة التمر.. سلوكيات تلك الآفة وأفضل طرق المكافحة والعلاج
صناعة تُدر ملايين الجنيهات.. عميدة طب بيطري تنصح الشباب بهذا المشروع