بنجر السكر أحد المحاصيل الاستراتيجية من الدرجة الأولى، والتي دخلت حيز اهتمام الدولة والجهات المعنية، نظرًا لمميزاتها التي منحتها التفوق على حساب قصب السكر، علاوة على الصناعات التكميلية القائمة عليه، ما يستدعي توفير كامل العناية له، والالتزام بتنفيذ كامل التوصيات الفنية الواردة بشأنه بالشكل الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسين السيد – أستاذ المحاصيل السكرية، بمركز البحوث الزراعية – ملف محصول بنجر السكر بالشرح والتحليل، لبيان أهم التوصيات الواجب اتباعها، والمُعاملات المطلوب تنفيذها خلال فترة ما قبل الحصاد.
بنجر السكر.. جهود واهتمام غير عادي من الدولة والأجهزة المعنية
في البداية ثمن الدكتور حسين السيد الجهود التي تبذلها كافة الأجهزة المعنية، لزيادة المساحة المُنزرعة بمحصول بنجر السكر، بوصفه أحد الأصناف الاستراتيجية، التي تُسهم في تقليل الفجوة الإنتاجية، والهبوط بمعدلات ونسب استيراد السكر من الخارج.
وأوضح أن وزارة الزراعة تقوم بجهود جبارة، من أجل زيادة الرقعة الزراعية المُخصصة لمحصول بنجر السكر، في المناطق الجديدة ضاربًا المثل بمشروع الـ2 مليون فدان، علاوة على المُساندة المُشرفة وغير العادية التي تُقدمها القوات الجوية، لتحقيق الغرض ذاته، بمشروع مستقبل مصر.
الكفاية الإنتاجية وفُرص التصدير
أشار أستاذ المحاصيل السكرية إلى أن النقلة النوعية والطفرة الكبيرة والواعدة التي حققتها الدولة في ملف زراعة بنجر السكر، ستؤتي ثمارها خلال فترة زمنية وجيزة، متوقعًا وصول مصر لتأمين حدود الكفاية الإنتاجية، في غضون عامين أو ثلاثة على أقصى تقدير، لننطلق بعدها صوب طرق أبواب التصدير للخارج.
ولفت الدكتور حسين السيد إلى أن الوصول لمرحلة الحصاد بنجاح، يتطلب تنفيذ كافة المُعاملات السابقة لهذه المرحلة، وفقًا للتوصيات الفنية الواردة بشأنها، بدءًا من مرحلة ما قبل وضع البذور، وانتهاءًا باستخراج السكر من الجذور.
حصاد بنجر السكر.. قواعد النجاح الـ5
قدم الدكتور حسين السيد مُلخصًا موجزًا لأهم التوصيات الفنية الواجب اتباعها، للوصول للنتائج المرجوة بحلول نهاية الموسم، وحصاد بنجر السكر، كما يلي:
1. انتقاء الأصناف
شدد الدكتور حسين السيد على وجوب انتقاء الأصناف، واستخدام التقاوي المُناسبة لنوع التربة، مُشيرًا لوجود صنفين أساسيين، “وحيدة الأجنة” ويتم الاعتماد عليها بشكل أساسي في الأراضي الحديثة والرملية التي تُشكل القوام الأساسي لمشروع مستقبل مصر، و”مُتعددة الأجنة” ويفضل استخدامه بالنسبة للأراضي والحيازات الصغيرة، التي تترواح ما بين 1 إلى 5 أفدنة، والتي يصعب إدخال معدات وأدوات الري الحديث إليها.
وفسر “السيد” الأسباب الداعمة لاستخدام كل صنف من الصنفين المُشار إليهما آنفًا، موضحًا أن السلالات “وحيدة الأجنة” لا تُعطي إلا نبات واحد، وقيمتها المالية أكبر من قدرات صغار المُزارعين، علاوة على أن كافة مُعاملاتها تتم عن طريق الميكنة والمعدات الحديثة، وهو الأمر غير المتوافر في الحيازات الصغيرة، التي تُفضل اللجوء إلى الأصناف “متعددة الأجنة”، لتوفير قيمة المُدخلات، مع الاستعاضة بالأيدي العاملة عن الآلات والمعدات، لإتمام باقي مراحل الزراعة.
موضوعات قد تهمك:
أضحية العيد.. شروط الذبح الصحيح وقواعد التخزين والتجميد الـ15
فساد لحوم الأضاحي.. (5) علامات مؤكدة وأبرز طرق الحفظ الصحيحة
2. تمهيد الأرض والتربة لزراعة بنجر السكر
أكد الدكتور حسين السيد على ضرورة تمهيد الأرض وتهيئة التربة لعملية زراعة بنجر السكر، والالتزام بتنفيذ بعض المُعاملات الهامة والأساسية كالتالي:
– حرث الأرض ثلاث مرات على الأقل بشكل مُتعامد
– إتمام عملية التزحيف لتنعيم التربة بشكل جيد
– التأكد من عدم وجود كتل رملية أو طينية “قلاقيل” نظرًا لكونها أحد أسباب عرقلة نمو البذور
– فرم التربة “حرثها وتنعيمها” في الأراضي الجديدة للحصول على سطح أمس وناعم لا يقل عن 2 سم لإتاحة الفرصة المناسبة لـ”تنبيت البذور”
– تسوية كامل مسطح التربة بشكل تام للحفاظ على مُعدلات السيمترية والتجانس المُنضبطة بالنسبة للمحصول
3. معاملات الري
أوصى الدكتور حسين السيد بتنفيذ معاملات الري وفقًا لطبيعة الأرض، ويفضل استخدام الري المحوري في الأراضي الحديثة
إقرأ أيضًا:
أضحية العيد.. شروطها ومواصفاتها الشكلية وأبرز (6) قواعد لكشف التلاعب والغش
الدراجون فروت.. “سلاح الطبيعة” ضد الأورام السرطانية والسكتة الدماغية
4. التسميد
أكد أستاذ المحاصيل السكرية أن إتمام معاملات التسميد الواردة بالتوصيات الفنية الخاصة بمحصول بنجر السكر، تصل بمتوسط إنتاجية الفدان إلى 35 طن، مُشيرًا إلى أن الأراضي الموجودة داخل نطاق مشروع مستقبل مصر تخطت هذه الأرقام ليتراوح حجم الحصاد الناتج عنها ما بين 50 إلى 60 طن للفدان.
وأوصى بتنويع مصادر التسميد والحفاظ على التوازن المطلوب فيما بينها، لافتًا إلى أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض فيما يخص الاعتماد على اليوريا وحدها أو استخدام النترات فقط.
ونصح الدكتور حسين السيد بضرورة استخدام الـNBK، والذي يوفر للنبات كافة الاحتياجات الغذائية اللازمة للنمو للوصول لمرحلة النمو الخضري الطبيعي خلال الثلاث شهور الأولى، مُشددًا على ضرورة إيقاف عمليات التسميد النيتروجيني بعد الـ90 يوم.
وأوضح أن مرحلة النضج التي يتم فيها تحويل السكر من الأوراق لمنطقة الجذور، تستدعي استخدام ورش عنصر البورون، بمعدل 2 لتر للفدان، قبل الحصاد بشهرين على الأقل، لإتمام هذه العملية على أفضل ما يكون، وزيادة نسبة السكر ورفع مُعدلاتها إلى الدرجة القصوى.
وربط بين استخدام البورون وظهور بعد العلامات الدالة على الوصول لمرحلة النضج، والمتمثلة في التحولات اللونية التي تطرأ على النبات وظهور بوادر اصفرار أوراق بنجر السكر.
شاهد:
5. التنسيق مع المصنع
أكد الدكتور حسين السيد على ضرورة وجود تنسيق كامل بين المُزارعين والمصانع المُتعاقدة على محصول بنجر السكر، نظرًا للآثار السلبية الناجمة عن تخزينه بعد تنفيذ عملية الحصاد، والتي قد تؤدي لإصابة الجذور بالعفن حال ارتفاع درجات الحرارة، ما يستدعي نقل المحصول في نفس اليوم أو صبيحة اليوم التالي على أقصى تقدير.