بلح الصحراء شجرة دائمة الخضرة، تفقد أوراقها فقط عند شدة الجفاف، ولكنها تستعيدها بسرعة فى الظروف الطبيعية، تزهر فى نوفمبر و أبريل و تثمر فى ديسمبر ويناير وايضا فى مارس ويونيو. تنتج الشجرة حوالى 125 كجم تقريبا من الثمار الناضجة والتى تشبه البلح وهى ذات اشكال مختلفة، وتتكاثر بنظام الخلف. تستخدم الأشجاروالأغصان في عمليات التسوير، وكذالك فى مشاريع التشجير لمكافحة التصحر. تعتبر الأوراق والأغصان مرعى مفضل للحيوانات الأليفة والبرية. يمتازالخشب بالقوة والتماسك ويصنع منه الاثاثات.
يعتبر بلح الصحراء من النباتات الطبية لاحتوائه علي العديد من المواد الكيمائية، وتعتبر من أهم الأشجار الصابونية وذلك لاحتوائها علي نسبة كبيره من الصابونيات في الأوراق والثمار والساق واللحاء والجذور. تحتوي الثمار علي زيت وبروتين وسكر وفيتامين وأملاح معدنية وصابونية. كما تعد مصدراً هاماً للاستيرودات وجلوكوميدات ذات رغوة عالية عند إذابتها في الماء وشبيهة بالصابون وتستخدم لأغراض النظافة المختلفة. تعتبر الثمرة مليناً طبيعياً للمعدة وكذالك كمادة طاردة للديدان وتعالج عسر الهضم والأمراض العصبية وكذالك بعض الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي، الكحة والحمي الصفراء. كما تصنع من الثمار مشروبات كحولية وتعد مصدراً للكحول مثل الإيثانول. يستخدم مستحلب الثمار كمادة سامة للعائل الوسيط لديدان البلهارسيا وذلك بإضافته لمصادر المياه. يصنع من البذرة غذاء متكامل عبارة عن حساء يحتوي علي كمية عالية من البروتين. يستخلص من البذور زيت يدخل في صناعة مستحضرات التجميل، وفي علاج الروماتزم والصداع . وايضا الزيت له تأثير مضاد للأورام السرطانية مثل سرطان الرئة والكبد كما ان له تأثيرات على الديدان المعوية وله تأثرات مضادة للفيروسات مثل الهربس البسيط وسلالات من البكتيريا السالبة والموجبة. تحتوى الثمار على نسبة من بروتين تصل الى 32% وزيت ثابت تتراوح نسبته بين 45-46% .
الأسماء العربية (Arabic names):
بلح الصحراء، تمر الصحراء، بلح العبيد، تمر العبيد، الزقوم، اللجليج أو الهجليج
الوصف النباتى لبلح الصحراء (Botanical description)
تنتمي للعائلة الرطراطية، ويعتبر من الأشجار أو الشجيرات متوسطة الطول 3-10 مترا، أشكال، معمرة، دائمة الخضرة، ذات أشواك حادة و كبيرة الجذع قصير يتفرع غالبا من قرب القاعدة، الأغصان اليافعة تعطي أشواكا في آباطها، يصل طول الشوكة 4سم.
اللحاء رمادي إلى بني غامق، عميق التشقق. الفروع والأغصان القديمة تحمل أشواكا صفراء أو خضراء كبيرة تصل بطولها 8 سم، تحمل الأغصان أوراقا تنشطر لوريقتين منفصلتين، الوريقة منها تأخذ شكلا بيضويا غير متناظرة طولها 2.5-6 سم، خضراء فاتحة جلدية الملمس مع أوبار ناعمة عندما تكون حديثة. الأوراق خضراء فاتحة ، بيضاوية الشكل ، كاملة الحواف ، مُنتظمة على مستويات مختلفة حول المحور في مجموعة مؤلفة من ورقتين .
الأزهار صغيرة مكونة من خمس بتلات، مرتبة في نورات مشطية، تظهر الأزهار على الوجه العلوي لمحاور الأوراق لها رائحة عطرية مميزة، خضراء مصفرة، تكون صغيرة الحجم وخنثوية تتلقح بوساطة الحشرات، تعطي عند نضوجها ثمارا طويلة رفيعة طولها حوالي 2.5-7سم قطرها 1.5-4 سم، وحيدة النواة، خضراء متعرجة عندما تكون يافعة تتحول لصفراء ممتلئة عندما تنضج.
الثمرة أحادية النواة كبيرة نسبياً في حجم ثمرة البرقوق أشكال، وتتكون الثمرة من القشرة وهي الطبقة الخارجية، وتليها طبقة اللب التي تحتوى على كميات مقدرة من السكريات ومادة الصابونين، ثم تليها الطبقة الخشبية الصلبة، والتي تكسر لتخرج منها النواة شكل. اللب من الثمار ذو مذاق بين المر والحلو صالحة للأكل، تكون البذور قاسية حجرية، طولها 1.5-3 سم، بنية فاتحة ليفية وقاسية جدا وتشكل حوالي 50-60% من حجم الثمرة،تنتج الشجرة حوالي 125 كجم من الثمار الناضجة والتي تشبه البلح، ولها أشكال مختلفة.
بيئات نمو بلح الصحراء (Growth habitats)
تنمو هذه الشجرة في عدة بلدان أفريقية منها السنغال والسودان و صحراء مصر كما تنمو في المناطق القاحلة وشبة القاحلة، والحارة وشبة الحارة والرطبة وتنمو طبيعيا في مناطق بمركز باريس والقرى التابعة له بمحافظة الوادي الجديد وذلك دون باقي المحافظة حيث تتوافر البيئة المناسبة لنمو الاشجار. كما تنمو مئات الأشجار منها بطريقة طبيعية ودون تدخل بشرى ويقوم عدد من المزارعين بجنى ثمارها وهى عبارة عن ثمرة تشبه التمور ولا يتم قطفها من الشجرة ولكن تجمع بعد سقوطها على الأرض لاكتمال نضجها.
وتنمو الشجرة في المناطق ذات الأمطار التي تتراوح بين 200-800 ملم.، كما تنمو في أنواع عديدة من التربة الرملية والطينية بأنواعها الثقيلة والمتشققة، وكذلك توجد في التربة الجبلية الصخرية. تعتبر شجرة بلح الصحراء شجرة مرنة تتلاءم مع الظروف المناخية المختلفة كما ان لها مجموع جذري عميق يغوص إلى داخل التربة ولها لحاء قوي يحميها من الجفاف وتنتشر الثمار بواسطة الإنسان والحيوان ويمكن زراعتها مباشرة وتتكاثر الشجرة كذلك بنظام الخلف.
التوزيع الجغرافي (Geographical distribution)
تنتشر فى صحاري شمال أفريقيا واليمن والخليج العربي والسودان وفي أفريقيا المدارية والهند وأمريكا اللاتينية. تنتشر الشجرة في معظم أنحاء إفريقيا، من موريتانيا عبر نيجيريا إلى الساحل الغربي، وتوجد في مصر، وفلسطين، والسعودية، والجزائر، وغيرها من البلدان العربية، كما تنتشر في جبل علبة بمصر، والواحات والصحاري، لذا أطلق عليها الباحثون الأجانب بلح الصحراء.
الأجزاء المستخدمة (Parts used)
القلف (اللحاء الداخلي) والأوراق والثمار والبذور والجذور.
التركيب الكيميائي (Chemical composition)
تحتوي نواة الثمار على 40-58 % من وزنها غليسيريدات دهنية، كما يحتوي شحم الثمار على ما نسبته 38% سكريات، 15% حموض عضوية و46% مواد عضوية أخرى، في أوغندة تعطي البذور 48.8% من وزنها زيتا أصفر ذهبيا يستعمل في صناعة الصابون. لحاء الأغصان والجذوع يحتوي صابونين وتحتوي الأوراق والنبات بشكل عام على بالأنيتين 1،2،3 ينجم عنه على سبيل المثال، ياموجينين الأغليكون مع سكريات متشعبة جانبية ورامنوز، كما يحتوي النبات أيضا على ما نسبته 5.6% من مادة ديوسجينين. تحتوي البذور على مادة فيوروكومارين.
الاستعمالات التقليدية لبلح الصحراء (Traditional uses)
استعمل النبات ومكوناته قديما في الطب الشعبي المصري والهندي القديمين لمعالجة العديد من الحالات المرضية، كعلاج للسكر و الصرع وكملين وللعديد من الأمراض العقلية والملاريا وكطارد للديدان وقرحات الحلق والزهري.
الاستخدامات العلاجية التقليدية (Falk medicine uses)
- لمكافحة السكري
- لعلاج المغص
- مقيئ
- الصرع
- القوباء
- المسهلات
- الأمراض العقلية
- الملاريا
- دواء مضاد للدود
- التهاب الحلق
- الزهري
- الجروح والروماتيزم
- الحمى الصفراء
الاستخدامات الاقتصادية (Economic uses)
تمتاز الشجرة بتعدد استخداماتها فجميع أجزاء الشجرة يمكن أن تقدم فائدة فتستخدم الأشجار والأغصان ككتلة متحدة في عمليات التسوير كما تستخدم في مشاريع التشجير لمكافحة التصحر وتستخدم الأغصان والساق كوقود ذي طاقة حرارية عالية وفحم. كما تعتبر الأوراق والأغصان مرعى مفضل للحيوانات الأليفة والبرية.
يمتاز الخشب بالقوة والتماسك يصنع منه الأثاث ويمكن معالجته بسهولة كما انه يقاوم الآفات. أما الثمار فتؤكل بواسطة الإنسان والحيوان ولها فوائد عديدة، ، وتحتوى النواة على زيت تصل نسبته إلى أكثر من 50 % وكذلك كمية عالية من البروتين (50 %) والأحماض الامينية (لايسين).
كما تستخدم الطبقة الخشبية كحطب حريق و جميع أجزاء الشجرة الأوراق، الأغصان، الساق، الجذور والثمرة تحتوى على مادة الصابونين. وتستخدم الثمار، الأوراق، الساق والجذور في صناعة الصابون، كما تستخدم الاوراق والبذور كعلف للماشية. تصنع من الثمار مشروبات كحولية تعد مصدراً للكحول مثل الإيثانول ويصنع من البذرة غذاء متكامل عبارة عن حساء يحتوي علي كمية عالية من البروتين. ويستخلص من بذور الشجرة زيت يدخل في صناعة مستحضرات التجميل وكذلك في صناعة الصابون ويستخلص من البذور زيت طعام.
الاستخدامات الطبية (Medicinal uses)
لها فوائد متعددة وقد لعبت دوراً قديماً في الطب الشعبي عند قدماء المصريين منذ حوالى 4 الاف سنة ، حيث استخدمت البذور في علاج المغص المعوي، والأوراق لعلاج الحمى، والثمار كطارد للديدان و في علاج البلهارسيا. أما الجذور كملين ولعلاج أمراض المعدة والعقم والصرع وعلاج المغص المعوي.
وأثبتت الأبحاث الحديثة أيضاً قدرة بلح الصحراء في علاج أورام الثدي والقولون ، وقتل الديدان وطردها خارج الجهاز الهضمي، ونظراً لاحتواء بلح الصحراء على مادة دي وسجينين، يتم استخدامه في علاج بعض حالات مرضى السكر، ومنع الحمل، ولكن مع الحذر أن خلاصة القلف قد تسبب الإجهاض للحوامل. ويستخدم أيضا كمضاد للالتهابات الجلدية وكمسكن للألآم، وقد أثبتت الأبحاث قدرة الزيت المستخلص من الثمار في قتل أنواع ضارة من البكتريا والفطريات.
وتعتبر الثمرة مليناً طبيعياً للمعدة وتعالج عسر الهضم، وطارده للديدان، كما تستخدم أيضا في علاج بعض الأمراض العصبية وبعض الأمراض التي تصيب الجهاز التناسلي كالعقم، وصناعة الهرمونات الجنسية. كما تستعمل الثمرة اجسأ في إدرار اللبن للمرضعات وعلاج الأمراض الجلدية كالدمامل و البهاق. وتستخدم الثمار و الأوراق و القلف أو البذور كمسهلات قوية طاردة للديان. أما مسحوق البذور فتستعمل كطارد للبلغم و في علاج الكحة و نزلات البرد. كما يستعمل مسحوق الأوراق و القلف أيضاً في تنظيف الجروح وعلاج الحمى.
استعمالات أخرى (Other uses):
كما أن شجرة بلح الصحراء نبات ذو فوائد متعددة، وقد لعبت دوراً كبيراً، قديماً وحديثاً في العلاج والطب الشعبي، منها علاج عسر الهضم والسعال. وفى وقتنا الحاضر يستخدم الهجليج في الصناعات الدوائية بمختلف أنواعها ، سواء في الطب البشري، أو الحيواني، حيث تعتبر مادة سامة للأسماك، والعائل الوسيط لديدان البلهارسيا، وذلك بإضافته لمصادر المياه من أنهار وآبار وغيرها، ويستخد ايضا في علاج الروماتزم، والصفراء عند الإبل، كما أنه يستخدم في الإنفلونزا والصداع، وتستعمل القشرة الخارجية للثمرة في علاج الحمي في الطب الشعبي.
تعتبر الثمار وبذورها مصدرا لكثير من العقاقير الستيروئيدية كموانع الحمل وبعض الهرمونات الجنسية والكورتيزونات النباتي التي يدعى أنها لا تسبب احتباسا للماء كما هو حال الهرمونات القشرية. تستعمل الثمار للأكل، وتحتوي بذورها على نسبة عالية من الزيوت التي تستخدم لصناعة الصابون. كما تستخدم بعض أجزاء النبات كبديل للصابون. أخشابها تستعمل في صناعة فحم جيد النوعية. يستعمل النبات مرعى للمواشي. الأغصان الشائكة تستعمل كسياج.
إعداد
أ.د/صفوت أمين عازر
رئيس بحوث بقسم الفلورة وتصنيف النباتات
معهد بحوث البساتين
المصدر: مجلة الصحيفة الزراعية عدد أبريل 2022
اقرأ أيضا:
اقتصاديات إنتاج الزيتون في مصر.. دراسة علمية توضحها
فهيم يضع روشتة لحماية الزيتون من التقلبات المناخية
لا يفوتك: كيف تحسن إلى محصول زيتون 2022 ؟