برامج التسميد وقواعد واشتراطات استخدام الملقحات البكتيرية والمخصبات الحيوية، بما يضمن الحفاظ على استدامة التربة، والوصول لأفضل معدلات الجودة والإنتاجية، كانت من ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور محمد غريب عشري، الباحث بقسم الزراعات المحمية بمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
برامج التسميد وعلم تغذية النبات
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب عشري عن مراحل تطور علم تغذية النبات، وابذي كانت بداياته في القرن السابع عشر، بعد توصل الباحثين في هذا العصر لقواعد وأساسيات التغذية الكيميائية.
وأوضح أنه ومع بدايات القرن التاسع عشر، سجلت علوم تغذية النبات تطورًا ملحوظًا مع تفعيل قواعد تخليق الأمونيا من الهواء الجوي، ما مهد لوضع اللبنات الأولى لـ«الثورة الخضراء»، والاعتماد بشكل أكبر على برامج التسميد والتغذية الكيميائية.
معادلة التغذية الصحيحة
سلط «عشري» الضوء على المحاور الأساسية التي يستند إليها نجاح برامج التسميد وعلوم التغذية النباتية، موضحًا أن صحة التربة تعتمد بالأساس على الاتزان الكامل بين ثلاثة قوى، وهي القوة «الكيميائية، الفيزيائية، الحيوية».
وأكد أن إغفال وعدم وعي بعض المزارعين بضرورة تحقيق الاتزان الكامل بين الثلاث قوى المشار إليها، واتباع برامج التسميد غير المنضبطة، أدى لتدهور حالة التربة، والتأثير بشكل سلبي على معدلات تواجد البكتيريا النافعة، التي تلعب دورًا فاعلًا في تخليق الغذاء للتربة، بسبب الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية.
أنواع المغذيات
قسم الباحث بقسم الزراعات المحمية برامج التسميد وأنواع المغذيات إلى ثلاثة أقسام، مغذيات «كيميائية وحيوية وعضوية»، موضحًا أن لكل منها استخدامه وفوائده للتربة.
وأوضح أن المغذيات العضوية يتم إضافتها للتربة خلال عمليات الخدمة والتجهيز والإعداد للزراعة، فيما يتم اللجوء إلى المغذيات العضوية مثل الازوتوباكتر، الباسيلس والازبيرلم، وغيرها من الكائنات الحية الدقيقة، التي تعمل على تثبيت النيتروجين من الجو، علاوة على دورها الملموس في إذابة عنصر الفوسفور، بما يقلل مدى الحاجة لاستخدام الأسمدة الكيمائية، ويوفر إجمالي الكميات المستهلكة منها، بنسبة لا تقل عن ٣٠ إلى ٥٠٪.
قواعد عامة للزراعة داخل الصوب والبيوت المحمية
أكد «عشري» أن الزراعة داخل الصوب والبيوت المحمية لها قواعد صارمة، للحفاظ على التوازن الموصى به بين المغذيات الكيميائية والعضوية والحيوية، لافتًا إلى أهمية العنصرين الأخيرين، واللذان يوفران الحماية الكافية للنبات والجذور بما يكفل لها التغلب على أي ضغوط خارجية.
مخاطر وتداعيات الإفراط في برامج التسميد الكيميائية
وحذر من تبعات الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية، موضحًا ان زيادتها عن الحدود المثلى الموصى بها، يؤدي للإضرار بالكائنات النافعة الدقيقة الموجودة بالتربة، ويحد من قدراتها على تثبيت النيتروجين الجوي، وإذابة الفوسفور وتبسيط صورة البوتاسيوم، لتسهيل امتصاصه من قِبل النباتات.
علاج وحلول الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية
وأوضح أن الوقوع في خطأ الإفراط باستخدام الأسمدة الكيميائية، يفرض على المزارعين ضرورة إعادة التوازن المفقود للتربة، باستخدام «الملقحات البكتيرية»، والمتوفرة عبر منافذ «معهد بحوث الأراضي والمياه»، و«مركز بحوث الصحراء»، بالإضافة لمنافذ مركز البحوث الزراعية و«صندوق الموازنة».
معدلات استخدام الملقحات البكتيرية
وأشار إلى إمكانية الاكتفاء بتلقيح التربة بالملقحات البكتيرية، والمخصبات الحيوية السابق ذكرها، مرة واحدة سنويًا، أو إعادة حقن التربة بها بعد الزراعة بخمسة عشر يومًا.
مزايا استخدام الملقحات البكتيرية والمخصبات الحيوية
وعدد الباحث بقسم الزراعات المحمية مزايا الاستعانة بالملقحات البكتيرية واستخدام المخصبات الحيوية، موضحًا أنها تعمل على مضاعفة أعداد الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا النافعة الموجودة في التربة، والتي تقوم بدور فاعل في تدبير احتياجات النبات من العناصر الغذائية، علاوة على مهامها الأساسية كحائط صد يحول دون وصول أي كائن ممرض إلى جذور النبات، لحمايته من الإصابة بأي أمراض كالذبول أو الأعفان.
مكاسب إضافية للمزارعين
وعقد «عشري» مقارنة بسيطة بين الأسمدة الكيميائية والمخصبات البكتيرية، مؤكدًا أن الأخيرة تحقق وفرًا ماليًا كبيرًا للمزارع، بسبب انخفاض أسعارها مقارنة بالأسمدة الكيميائية، بالإضافة لفوائدها الإيجابية التي تعزز مدى استدامة التربة، والحفاظ على خواصها وحيويتها لفترات طويلة، وهي المسألة التي تنتقل بالتبعية للنبات وتعزز معدلات إنتاجيته وقدرته على مقاومة الضغوط الخارجية.
الطريقة المثلى للاستفادة من مزايا المخصبات الحيوية
ونصح الباحث بقسم الزراعات المحمية باتباع الطريقة المثلى للزراعة، والتي يتم فيها الاعتماد على المخصبات الحيوية والملقحات البكتيرية، بالإضافة لنصف الجرعات الكيميائية المعمول بها في نظم الزراعة التقليدية، موضحًا أن اتباع هذه الفلسفة يحقق للمزارع معدلات الربحية المأمولة، ويحافظ على استدامة التربة وحيويتها.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية والحلقة الكاملة..
برامج التسميد الحديثة داخل الصوب
موضوعات ذات صلة..
الأسمدة الحيوية.. اشتراطات نجاحها وفوائد رش “الطحالب الخضراء” و”سيليكات البوتاسيوم”
الأسمدة العضوية.. فوائد إضافة “الروك فوسفات” و”الفلسبار” للتربة
الأسمدة العضوية.. طريقة تحضير أفضل الإضافات الغذائية لمحصولك