القمح واحد من أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته ونظامه الغذائي اليومي، ما يضعه في صدارة اهتماماته، ويفرض تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، وهي المسألة التي تستدعي تضافر جهود كافة المؤسسات المعنية بتحقيق هذا الهدف.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعى”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد القط – الأستاذ المساعد بقسم بحوث القمح، بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
الأهمية الاقتصادية والتاريخية لمحصول القمح
في البداية تحدث الدكتور أحمد القط عن الأهمية التاريخية لـ”محصول القمح”، موضحًا أن الحضارة الفرعونية تزخر بالعديد من النقوش والكتابات التي تؤرخ لمكانته في حياة المصريين منذ فجر التاريخ.
وأوضح أنه يُعد أحد الركائز الغذائية الأساسية للإنسان نظرًا لكونه أحد أهم مصادر الكربوهيدات، ما يضعه في قائمة خيارات المستهلك على مدار اليوم.
ولفت إلى القيمة الاقتصادية التي يتمتع بها محصول القمح، والتي جعلته يمثل أحد مصادر الدخل الاقتصادي المباشر للمزارع، سواء عن طريق المبادلة أو البيع للغير أو التصدير للخارج.
توقف سلاسل الإمداد
تطرق “القط” إلى الأزمة العالمية التي تسببت فيها الحرب “الروسية – الأوكرانية”، والتي ألقت بتداعياتها السلبية على توقف سلاسل الإمداد العالمية لهذا المحصول الاستراتيجي الهام، وأدت لارتفاع أسعاره بشكل مبالغ فيه.
وأكد أن توقف سلاسل إمداد محصول القمح، وارتفاع كلفة استيراده بالعملة الصعبة، فرض على كافة دول العالم، ضرورة البحث عن بدائل وحلول، تقلل من فاتورة استيراده.
جهود الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي
أشاد “القط” بجهود القيادة السياسية وسعيها الدؤوب لتوفير كامل الدعم للقطاع الزراعي، والتوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية كـ”القمح”، بما يسهم في تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، علاوة على المضي قُدمًا باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وسلط الضوء على المشروعات الزراعية العملاقة، التي تم افتتاحها خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أنها وضعتنا على الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف، وأهمها:
- مشروع مستقبل مصر – الدلتا الجديدة – ويستهدف زراعة واستصلاح 2.2 مليون فدان
- مشروع الـ1.5 مليون فدان
- مشروع توشكى
- مشروع شرق العوينات
دور المراكز البحثية وأهم أهدافها
أشار “القط” إلى دور مركز البحوث الزراعية والشركات العاملة في المجال الزراعي، موضحًا أن دورها الأساسي يتمثل في تغطية احتياجات هذه المشروعات القومية التنموية العملاقة من التقاوي المعتمدة عالية الانتاجية، والمقاومة للظروف غير المواتية للزراعة.
وكشف عن تفاصيل الخطة الموضوعة لمضاعفة المساحات المنزرعة بـ”محصول القمح”، والتي ترتكز على التوسع الأفقي بالمشروعات المشار إليها، وزراعة 4 مليون فدان.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن التوسع الأفقي، ووصول المساحات المنزرعة بالذهب الأصفر إلى 4 مليون فدان، يصل متوسط إنتاجيتنا إلى حوالي 12 مليون طن سنويًا – تعادل 60% من إجمالي احتياجاتنا – ما يقلل من الفاتورة الاستيرادية ويحصرها في حدود الـ8 مليون طن فقط، وهو مؤشر رقمي يكشف أننا نمضي على الطريق الصحيح تجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي.
شاهد..
موضوعات ذات صلة..
الأعلاف الخضراء.. البديل الأنسب لـ”الصويا والذرة” ودوره في مضاعفة إنتاجية القمح
الذرة الشامية.. “الانعزالات” ومخاطر استخدام حصاد الموسم السابق كـ”تقاوي”