اليوريا واحدة من المواد المُخلقة “غير العضوية”، التي تم اكتشافها عام 1773، قبل تصنيعها للمرة الأولى على يد العالم فريدريش فوولر عام 1828 ، ليكون ذلك التاريخ إيذانًا بظهور علم الكيمياء الحيوية إلى النور، ليتوالى استخدامها في العديد من المُنتجات الشائعة، وأشهرها الأسمدة والميلانين والراتنجات، علاوة على المستحضرات الطبية لعلاج الأكزيما وجفاف الجلد والصدفية.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، سلط الدكتور حسن فؤاد جلال – أستاذ تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – الضوء على ملف شروط وآليات استخدام اليوريا في تغذية الماشية والأغنام، كأحد البدائل المُستحدثة التي يُمكن الاعتماد عليها لتحقيق عدة أهداف،في مقدمتها الحفاظ على مُعدلات النمو وجودة الإنتاج، وزيادة هامش ربحية المُربين.
تعريف اليوريا.. ومحاذير استخدامها مع الحيوانات وحيدة المعدة
في البداية عرف الدكتور حسن فؤاد جلال اليوريا بأنها آزوت غير بروتيني، لافتًا إلى مدى أهمية الالتزام بالضوابط والمعايير الحاكمة لاستخدامه ضمن تركيبة العلائق والأعلاف المُستخدمة في تغذية الرؤوس والقطعان التي يتم الاستثمار فيها ضمن مشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة.
وقدم “جلال” تفسيرًا علميًا لشروط استخدام اليوريا، مُحذرًا من خطورة استخدامه مع الحيوانات وحيدة المعدة، مثل “الدواجن، الأرانب، الخنازير، الخيل، الحمير”، نظرًا لاختلاف طبيعة هضمها التي تعتمد على النظام “الإنزيمي”، ما يجعلها لا تتحمل هذه المادة المخلقة، التي تؤدي لتسممها ونفوقها خلال فترة وجيزة.
التفسير العلمي لجواز استخدام اليوريا مع المُجترات
أوضح أستاذ معهد الإنتاج الحيواني جواز استخدام اليوريا ضمن مركبات “العلائق البديلة”، التي يتم تقديمها للمجترات والحيوانات “مُتعددة المعدات”، نظرًا لاحتواء “الكرش” الخاص بها على عدة أنواع من الميكروبات – أبرزها الميكروفلورا والبروتوزوا – والبكتيريا، وهي بيئة صالحة للتعامل بسهولة مع هذه المادة “غير العضوية”، شريطة الاحتكام إلى القواعد والشروط المُنظمة لهذه العملية.
موضوعات قد تهمك:
عليقة الجاموس الحلاب.. بـ”الأرقام” طريقة تحضير أول طن من العليقة
بالأرقام.. جدول الفترة الزمنية الصحيحة لحفظ اللحوم داخل الفريزر والثلاجة
شروط استخدام اليوريا مع المُجترات والحيوانات ذوات المعدات المُتعددة
أكد الدكتور حسن فؤاد جلال على عدم جواز استخدام اليوريا ضمن مركبات العلف والعلائق المُقدمة للمُجترات والحيوانات ذوات “المعدات المُتعددة”، دون الالتزام بالشروط المُنظمة لهذا الإجراء، وفي مُقدمتها أن يتجاوز سن الحيوان الستة أشهر، لضمان اكتمال نمو منطقة الكرش، واحتوائها على العدد الكافي من البكتيريا والميكروبات، التي تستطيع التعامل والاستفادة من هذه المادة المُخلقة بسهولة.
ولفت أن الأمر عينه ينطبق على المجترات الكبيرة، أو الغنم الأقل من عمر شهرين، وخاصة أن الأخيرة لم يكتمل نمو منطقة الكرش فيها بالشكل الذي يسمح بالاستفادة من اليوريا وتحويلها إلى بروتين ميكروبي، قبل نفاذها إلى منطقة المعدة الرابعة، بشكل يُعادل قيمة التغذي على العلف الطبيعي مثل الصوياوكُسب “السمسم والذرة”.
إقرأ أيضًَا:
بنجر السكر.. تخطيط الأرض وعلاقة وزن الثمار بنجاح تسويق المحصول
محصول المانجو.. أبرز مشاكله وأسباب تفوق منطقة النوبارية
تركيب “الكرش” وشرح استراتيجيات الهضم في المُجترات
سلط الدكتور حسن فؤاد جلال الضوء على تركيب منطقة الكرش، الذي تتميز به المُجترة، ذوات المعدات المُتعددة، موضحًا أنها تتكون من أربعة غُرف رئيسية هي “الكرش، الشبكية، الورقية، الأنفحة”، لافتًا إلى أن الأخيرة تحديدًا، تُمثل المعدة الحقيقة والرئيسية لهذه الحيوانات، والتي تتم فيها عمليات الهضم الإنزيمي، فيما تُمثل المعدات الثلاث السابقة مراحل الهضم الميكروبي.
وأشار “جلال” إلى أن الميكروبات الموجودة في منطقة الكرش – الثلاث معدات الأولى – تقوم بتحويل اليوريا إلى بروتين بكتيري، قبل تمريره إلى المعدة الرابعة، لامتصاصه والاستفادة منه، على هيئة تتشابه مع مصادر العلف البروتيني التقليدية المعروفة، كالصويا وكُسب “السمسم والذرة”.
شاهد: