الهياج الخضري واحد من الإشكاليات المزعجة لمزارعي محصول القطن، نظرًا لضررها البالغ والمباشر على حجم الإنتاجية، وإجمالي العوائد الاقتصادية المتوقعة بعد الحصاد، وهي المسألة التي تستدعي إنصاتًا واهتمامًا أكبر بتطبيق نصائح وتوصيات الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي إيهاب العدوي، وكاميرا برنامج “حلقة وصل”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عطية عمارة – رئيس بحوث المعاملات الزراعية بمعهد بحوث القطن، بمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
محصول القطن
تعديل الممارسات الزراعية
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عطية عمارة عن ضرورة تعديل الممارسات الزراعية، بما يتناسب مع الظروف البيئية الحالية، والتي تأثرت بفعل التغيرات المناخية، وفي مقدمتها معاملات الري والتسميد.
وحذر “عمارة” من مغبة وتبعات اتباع ذات المعتقدات المتوارثة بشأن طرق وتقنيات الري المستخدمة في زراعة محصول القطن، دون النظر للمعطيات البيئية والمناخية السائدة حاليًا، مؤكدًا على مخاطر “التصويم” و”الفطام المبكر”، ومآلاتهما على إنتاجية المحصول.
ظاهرة الهياج الخضري
معاملات الري وأبرز الأخطاء الشائعة
سلط رئيس بحوث المعاملات الزراعية الضوء على تداعيات “التصويم” موضحًا أنه يعزز فرص حدوث ظاهرة “الهياج الخضري”، لافتًا إلى يضر بعمليات التزهير، وينعكس بالتبعية على حجم الحصاد المتوقع.
وانتقل “عمارة” إلى مشاكل “التصويم المتأخر” المعروف بـ”الفطام المبكر”، لما له من تداعيات مباشرة على انخفاض وزن “اللوزة”، وزيادة معدلات تساقطها، وهي المسألة التي تنعكس بالسلب على معدلات الإنتاجية.
معاملات التسميد
أفضل البدائل المتاحة خلال ارتفاع درجات الحرارة
قدم رئيس بحوث المعاملات الزراعية عددًا من التوصيات الفنية فيما يخص معاملات التسميد، محذرًا من الاستعانة بالأسمدة الآزوتية خلال فترات الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، مفضلًا الاستعانة بمنظمات النمو، مع إمكانية استخدام سترات البوتاسيوم أو سيليكات البوتاسيوم بوصفها الخيار الأمثل.
ونصح “عمارة” المسمدات التي تضم العناصر الصغرى ضمن تركيبتها، مؤكدًا أنها تعزز معدلات نمو “اللوزة”، وتساهم في نقل العناصر الغذائية من الأوراق إلى “اللوزات”، بالإضافة لتعزيز قدرة النبات على مواجهة ارتفاع في درجات الحرارة.
مكافحة الحشائش
تناول رئيس بحوث المعاملات الزراعية ملف مكافحة الحشائش مؤكدًا على ضرورة التزام المزارعين بتطبيق كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنه، مؤكدًا أنها تمثل أحد أهم عوائل انتشار الأمراض والآفات، التي تهدد المحصول على مدار الموسم، علاوة على دورها الفاعل في الإصابة بـ”ديدان اللوز” أو “ديدان اللوز الشوكية” بمختلف أنواعها.
وشدد “عمارة” على ضرورة الالتزام بالمقننات المثلى الموصى بها، خلال تطبيق معاملات مكافحة حشائش القطن، لتحقيق عدة أهداف، في مقدمتها تقليل حدود الضرر والإصابة، بالإضافة للحفاظ على البيئة، والوصول لمنتج عال الجودة وخال من المتبقيات.
محاذير واشتراطات استخدام منظمات النمو
حذر من استخدام بعض منظمات النمو، التي تسرع من وتيرة تفتيح الأوراق أو التفتيح الإجباري لـ”اللوز”، وهي المعاملة المرهونة بوجود ظروف بعينها، مثل الارتفاع الشديد في معدلات الرطوبة، والتي تعوق إتمام عملية التفتح على النحو المطلوب والمتعارف عليه.
ظاهرة الهياج الخضري
3 حلول لتقليل تداعياتها والخسائر المترتبة عليها
تطرق “عمارة” إلى بعض المشاكل التي تطرأ على الزراعات المتأخرة، وأبرزها “الهياج الخضري”، موضحًا أنها غالبًا ما تنجم عن ارتكاب بعض الممارسات الخاطئة مثل الإفراط في معاملات التسميد أو إغراق النباتات أثناء عملية الري.
ونصح بضرورة تطبيق بعض المعاملات للحد من ظاهرة الهياج الخضري، والتي تؤثر بالسلب على النموات الثمرية، مشددًا على ضرورة تنفيذ عملية “التطويش”، عن طريق قطع القمة النامية للنباتات في عموم الحقل أو على مستوى النباتات التي تظهر فيها هذه المشكلة بشكل واضح.
وأوصى بتطبيق معاملة بديلة في المساحات الكبيرة، عن طريق خلط منقوع 5 كجم من “سلفات البوتاسيوم”، ومنقوع 5 كجم من “سوبر فوسفات الكالسيوم”، ورشها على النباتات مرتين إلى ثلاث مرات في الفاصل الزمني ما بين “الريات” والذي يقدر بأسبوعين.
وأشار “عمارة” إلى ثالث البدائل المتاحة، والتي أعتبرها الأوقع والأفضل بينها، موضحًا أنه يتم رش مركب “البليندر” أو “البيكس”، على كامل المحصول، لاستغلال دوره كأحد منظمات النمو، في تثبيط ظاهرة الهياج الخضري، والحفاظ على اللوزات من التساقط، علاوة على فوائده الغذائية للنبات.
لا تفوت مشاهدة هذه الحلقة..