الهندسة الزراعية تتخطى فوائدها الحدود المعروفة والشائعة بين عموم المُزارعين، حيث تتجسد أبرز إسهاماتها في تعظيم مردود المحاصيل الزراعية المُختلفة، وبخاصة الاستراتيجية منها، عبر تطبيق حزمة من التوصيات الفنية المُثلى لكل صنف، علاوة على إجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لتطوير وزيادة إنتاجية الفدان، وفق تقنيات التوسع الرأسي.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور سمير حافظ – عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر – عن الدور البارز الذي تلعبه الهندسة الزراعية، لسد الفجوة الغذائية من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، عبر زيادة ومُضاعفة إنتاجية الفدان، وتحسين جودة التقاوي والتقنيات المُستخدمة في المُعاملات المُختلفة، لتحقيق أقصى استفادة من وحدة المياه والأسمدة، وترشيد مُدخلات النشاط الزراعي إلى حدودها الدُنيا، في سبيل الوصول للهدف الأسمى، بحماية الأمن القومي الغذائي والمائي.
الهندسة الزراعية ودورها في تعظيم عوائد النشاط الزراعي
في البداية أكد الدكتور سمير حافظ على أهمية الدور الذي تلعبه الهندسة الزراعية، في تعظيم الناتج القومي من أغلب المحاصيل الاستراتيجية، ضمن الخطة التي تبنتها القيادة السياسية، لسد الفجوة الغذائية، وتلبية كافة احتياجات المواطنين، وتوفير أوجه الحياة الكريمة لهم.
وأوضح أن الهندسة الزراعية ساهمت في تأكيد أهمية المردود الاقتصادي لتطبيق المُعاملات السليمة وفقًا للتوصيات الفنية لكل محصول، ما يُقلل نسبة الفاقد والهدر، ويضاعف سقف وقيمة مخرجات وعوائد النشاط بنهاية الموسم.
الهندسة الزراعية ونظام الأرض المستحرثة
قدم “حافظ” نموذجًا بسيطًا لإسهامات الهندسة الزراعية، في تقليل الفجوة الخاصة بمحصول القمح، ضاربَا المثل بأسلوب الأرض المستحرثة أو ما يُطلق عليه اصطلاحًا “التخضير”، مُشيرًا إلى أن تطبيق التوصيات الفنية الخاصة بهذه التقنية، واختيار العُمق المناسب للزراعة، وإتمام إجراءات تنعيم التربة بالدرجة المطلوبة، يُؤدي لزيادة إنتاجية المحصول بمتوسط 88 كجم للفدان – يتخطى النصف إردب – ما يوضح حجم المكاسب الاقتصادية المُتوقعة، حال الالتزام بتنفيذ كافة النصائح الإرشادية الأخرى مع باقي المُعاملات.
وشرح عميد كلية الهندسة الزراعية أساسيات تنفيذ عملية الحرث الصحيحة بالنسبة لأراضي الدلتا القديمة، والتي تعتمد على حرث الأرض وتزحيفها، قبل إتمام عملية التسوية بالليزر، ثم إتمام مُعاملة الري الأولى، والانتظار لمدة سبعة أيام، حتى تماسك التُربة ووصول نسبة الرطوبة فيها إلى40%، والتي يعقبها تنفيذ الحرثة التالية، ثم بدر بذور القمح.
مزايا زراعة القمح في الأرض المستحرثة
عدد الدكتور سمير حافظ فوائد تطبيقات الهندسة الزراعية، ومزايا زراعة القمح في الأرض المستحرثة، والتي لخصها في مجموعة من النقاط كالتالي:
1. الوصول لأعلى إنتاجية من الفدان
2. وقاية المحصول وسنابل القمح من خطر الإصابة بالرقاد
3. وقاية التُربة من الإصابة بأي أمراض تعوق الزراعة فيها وترفع مُعدلات الهدر
4. وصول السنابل لأكبر حجم مُمكن
موضوعات قد تهمك:
الاتصالات اللاسلكية.. اختراع مصري يُنتج 2مليار متر من المياه شهريًا
الهندسة الزراعية وإجمالي الوفر في مُعاملات الري
تطرق الدكتور سمير حافظ إلى فوائد تطبيقات التوصيات الفنية التي قدمتها الهندسة الزراعية، ومنها تطبيقات وتقنية الأرض المستحرثة، وتسوية التربة بالليزر، موضحًا أن هذه الخطوة الأخيرة تُتيح وفرًا مائيًا يُقارب الـ20% من حجم الاحتياجات الفعلية للفدان الواحد، ما يعني أن كل 5 أفدنة، تُحقق فائض يصلح لإعادة استخدامه في زراعة فدان إضافي.
التسوية بالليزر.. 16 كجم تقاوي أقل للفدان الواحد
سلط عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر الضوء على المزايا الإضافية لتطبيق المُعاملات السليمة الخاصة بـ”تخضير” التربة، وتسويتها بالليزر، موضحًا أنها تسبب وفرًا إضافيًا بالنسبة لكمية التقاوي المُستخدمة، يصل إلى قُرابة الـ16 كجم.
ولفت إلى أن كمية التقاوي الفعلية اللازمة لزراعة الفدان تتراوح ما بين 60 إلى 66 كجم، فيما ينخفض هذا الرقم ليصل إلى 50 كجم فقط، حال تنفيذ تقنية الأرض المستحرثة وتسوية الأرض بالليزر.
وأكد أن هذا الرقم لا يُمكن الاستهانة به بالقياس إلى إجمالي المساحة المُنزرعة بالذهب الأصفر والتي تصل إلى 3.65 مليون فدان، ما يعني وفرًا اقتصاديًا يُقارب 59 مليون كجم من تقاوي القمح.
إقرأ أيضًا:
تقنية الاستمطار بالتأين.. تعريفها وآليات تنفيذها وأسباب الإحجام عنها
الهندسة الزراعية ومزايا التسميد الآلي وعلاقته بظاهرة رقاد القمح
تابع الدكتور سمير حافظ شرح مزايا تطبيقات الهندسة الزراعية مع محصول القمح، لينتقل إلى عمليات التسميد، موضحًا أن اللجوء إلى التقنيات الحديثة، يُحقق أعلى درجات الأمان ضد خطر الإصابة بظاهرة الرقاد.
وأشار إلى أن عدم انتظامية التسميد يؤدي لـ”هيجان” السنابل وزيادة وزنها بشكل غير مُنضبط، ما يؤدي لحدوث ظاهرة الرقاد، والتي يترتب عليها خسائر اقتصادية ضخمة على مستوى محصول القمح، والتبن الناتج عنه، والذي ترتفع نسب إصابته بأعفان الجذور، ما يعني ضياع الموسم دون تحقيق النتائج المأمولة.
ونصح عميد كلية الهندسة الزراعية بضرورة اتباع نظام التسميد الآلي لضمان تحقيق أعلى إنتاجية مُمكنة، والحد من نسب الإصابة بالرقاد، سواء تم التنفيذ عبر السمادات الحديثة كـ”البيفوت” أو بتقنية الرش بالمواتير سعة 600 لتر، أو عن طريق السمادات المُعلقة على الجرارات.
حصاد القمح والميكنة الزراعية
ثمن الدكتور سمير حافظ الاستعانة بالميكنة الزراعية مثل “الكومباين”، في إجراء مُعاملات حصاد محصول القمح، لتقليل نسب الهدر والفاقد، نظرًا لإمكاناته الهائلة والتي تتيح له إتمام عدة عمليات في ذات الوقت حيث يحصد ويدرس ويفصل الحبوب عن التبن، ما يوفر النفقات على المُزارعين حال الاشتراك في قيمتها.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
فوائد منظومة التكويد وخطوات الانضمام إليها