الهجن الجديدة وعملية إنتاجها أحد التحديات التي تواجه الدولة وجموع المُربين، بسبب الفترة الزمنية التي يستغرقها الوصول لأهداف المرجوة منها، والمراحل والخطوات التي يمر بها، وحجم التحديات التي تواجهه، ما يستدعي تسليط الضوء عليه، لتوفير أفضل الطرق والتوصيات المُتاحة، لخدمة ونجاح هذا الملف على الاستراتيجي الهام.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة محاسن عبد الحكيم – أستاذ بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن خطوات ومراحل إنتاج الهجن الجديدة، ومزاياها الاقتصادية وأسرار تفوقها على مثيلاتها الأجنبية.
خطوات إنتاج الهجن الجديدة
في البداية أكدت الدكتورة محاسن عبد الحكيم على حجم التحديات التي تمر بها صناعة وإنتاج الهجن الجديدة، لافتة إلى أن الفترة الزمنية اللازمة للوصول لهذه المرحلة لا تقل عن عشرة أعوام بأي حال من الأحوال، ما يُحتم ضرورة أن يكون المُربي مُلمًا وواعيًا بكافة تفاصيلها، للوصول لأفضل النتائج المرجوة.
وقدمت أستاذ معهد بحوث البساتين شرحًا مُبسطًا لخطوات إنتاج الهجن الجديدة، الواجب اتباعها من قِبل جموع المُربين، لافتة إلى ضرورة تحليهم بالصبر والوعي اللازمين لنجاح هذه المرحلة، وعبور منطقة عُنق الزجاجة بسلام، والتي يمكن حصرها في النقاط التالية:
1. تنويع المصادر الوراثية وأبرز المحاذير
أوضحت أن أولى هذه الخطوات هي تنويع المصادر الوراثية التي سيعتمد عليها في إتمام عملية الإنتاج من عدة دول مُختلفة، بالإضافة للتواصل مع بنك الجينات، ومحطات البحوث.
وحذرت “عبد الحكيم” من التعامل مع الشركات الخاصة، نظرًا لاعتمادها على سلالات غير نقية، ما يؤدي للحصول على عدة أجيال مُختلفة وغير مُتجانسة، ما يُمثل مصدر إجهاد وضغط على المُربين.
موضوعات قد تهمك:
بورصة السلع.. استلام المستحقات وآليات تسويق القطن “بشرى سارة للمزارعين”
المبيدات.. قواعد الاستخدام الآمن وأبرز الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين
2. قواعد انتخاب الهجن الجديدة
لفتت الدكتورة محاسن عبد الحكيم إلى أن المعيار الأساسي في عملية إنتاج الهجن الجديدة، هو تحديد المُربي للهدف من هذه العملية، والتي يترتب عليها آليات الاختيار وانتخاب الصفة التي سيتم التركيز عليها، والاهتمام بها.
وأشارت إلى أن الهجن الجديدة تمر بعمليات مراقبة ومُتابعة دؤوبة على مدار عدة أجيال، قبل الوصول لمرحلة ثبات الصفة المقصودة، سواء ارتفاع درجة المُقاومة، أو إنتاجية المحصول، أو غيرها، وهي المرحلة التي يُطلق عليها “الأب”.
3. مرحلة التهجين
سلطت “عبد الحكيم” الضوء على هذه المرحلة، والتي تخضع فيها “الأباء”، التي يتم الحصول عليها في المرحلة السابقة، لعمليات التهجين، وإحداث مجموعة من التباديل والتوافيق بينها، للحصول على عدة هُجن.
إقرأ أيضًا:
محصول القطن.. “التعطيش” و”التسميد البوتاسي” وأبرز (6) معاملات لحصاد ناجح
أرز سخا سوبر 300.. “المركزية للإرشاد”: يُحقق (10) مكاسب اقتصادية للمُزارعين
4. اختبار الهجن الجديدة
أكدت أستاذ معهد بحوث البساتين على عدم جواز الاعتماد على ناتج عمليات التهجين، بوصفه مُنتج صالح للاعتماد، حيث تخضع كافة الهجن التي يتم التحصل عليها للعديد من الاختبارات، مع مُقارنتها بالأصناف الاجنبية الأساسية الـ”standard”.
وأشارت إلى أن الهُجن الجديدة غالبًا ما كان يتم استخدامها في الحقول الإرشادية، للتأكد من ثبات صفاتها الوراثية على أرض الواقع، مع توفير المُتابعة الدورية الدقيقة لها على مدار الموسم.
5. تسجيل الأصناف والهجن الجديدة
تحدثت الدكتورة محاسن عبد الحكيم عن المرحلة الأخيرة من عملية إنتاج الهجن الجديدة، والتي يتم فيها اعتماد وتسجيل الصنف، بعد اجتيازه كافة الاختبارات والمراحل السابقة بنجاح، ما يُدعم فُرص نشره واستثماره على نطاق أوسع، وإقرار صحة تداوله بين عموم المُزارعين والشركات.
شاهد: