الهجن الجديدة للخضر، أحد الملفات التي أولتها الدولة ومؤسساتها المعنية اهتمامًا واضحًا، لتحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية، وفي مُقدمتها الارتقاء بمستوى الكثافة الإنتاجية والجودة، في سبيل مُسايرة التطور العالمي الحادث في هذا المجال.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدثت الدكتورة محاسن عبد الحكيم – أستاذ بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن أهم الهجن الجديدة التي تم إنتاجها، ومزاياها الاقتصادية وأسرار تفوقها على مثيلاتها الأجنبية.
نبذة عامة عن قسم تربية الخضر وإنتاج الهجن الجديدة
في البداية أعطت الدكتورة محاسن عبد الحكيم نبذى تعريفية عن أسباب إنشاء قسم تربية الخضر، موضحةً أنه كان موجودًا بالفعل خلال حقبة الستينيات، قبل أن تطرأ عدة تغيرات أدت لتوزيع مهامه على عدة أقسام أخرى بمسميات جديدة.
وأوضحت أن الفضل في عودة قسم تربية الخضر إلى النور مرة أخرى، يعود للدكتور يوسف والي “وزير الزراعة الأسبق”، والدكتور عاصم شلتوت “مدير معهد البساتين الأسبق”، واللذان عمدا إلى إنشاء قسمي “تربية الخضر والنباتات الطبية والعطرية” و”تربية محاصيل الفاكهة”، بما يتماشى مع التطور الموجود عالميًا في هذا المجال.
وتحدثت “عبد الحكيم” عن أسباب الاتجاه صوب إنتاج واستنباط الهجن الجديدة من محاصيل الخضر، موضحةً أن التطور العالمي في هذا المجال، استلزم تحركًا موازيًا من الجهات البحثية المعنية، للوقوف على قدم المساواة مع ما يحدث حولنا.
الخيار.. مزايا هجين الصفا
ضربت المثل بمحصول خيار “هجين الصفا”، بوصفه أحد أهم الهجن الجديدة التي تم إنتاجها، موضحةً أنه يتميز عن باقي الأصناف المُتعارف عليها بالنسبة للأصناف الأجنبية، من حيث كثافة مُعدلات وحجم الإنتاجية، بوجود أكثر من ثمرة على العقدة الواحدة.
هجين اليسر.. محصول تصديري بالدرجة الأولى
تطرقت “عبد الحكيم” إلى هجين اليسر 2، 3 فيما يخص محصول الفلفل الملون، والمعروفة باسم “البلوكي تايب شيب”، والتي تتميز بتحولاتها اللونية، علاوة على زيادة الطلب التصديري عليها “أوروبيًا وعربيًا”، فيما يوجه الفائض منها إلى السوق المحلي، ما يعني مكاسب اقتصادية كبيرة بالنسبة لمُزارعيها.
أبرز الهجن الجديدة لمحصول البطيخ
تحدثت أستاذ معهد بحوث البساتين على واحد من الهجن الجديدة، التي تم إنتاجها من البطيخ، مُشيرةً إلى وجود نوعين أساسين هما “كنوز”، و”كناري 6” المميز بلون لحمه الأصفر.
وأوضحت أن أهم الأشياء التي يتم التركيز عليها قبل الضلوع في إنتاج أصناف أو هُجن جديدة، هو عدم الابتعاد عن الذوق العام والصفات الأساسية للنبات، وهو ما تمت مراعاته في البطيخ، ومدى توافر صفتي السكرية وحجم وكثافة اللحم، وسمك القشرة الخارجية، لضمان حدوث التجاوب المطلوب مع هذا المُنتج من قِبل جمهور المُستهلكين.
موضوعات قد تهمك:
الدراجون فروت.. شروط الزراعة بالأراضي الرملية وأبرز مساوىء التربة الطينية
عيش الغراب المحاري.. رهان شباب الخريجين “الرابح”
الهجن الجديدة بالنسبة لمحصول الكوسة
تابعت الدكتورة محاسن عبد الحكيم شرحها لأبرز الهجن الجديدة، بالنسبة لمحصول الكوسة، والتي تم إنتاجها في الفترة الأخيرة، ومنها “هجين تبارك”، بوصفه أحد المُنتجات المميزة التي تم طرحها مؤخرًا لجمهور المُستهلكين بالأسواق المحلية.
وأكدت أستاذ معهد بحوث البساتين أن كافة الهجن الجديدة التي يتم إنتاجها، تخضع للعديد من التجارب والأبحاث المُقارنة مع نظيرتها من الهجن الأجنبية، وتنفيذ العديد من الحقول الإرشادية لها، أمام المُزارعين ومندوبي الشركات، للتعريف بمميزاتها الإنتاجية، تمهيدًا لتسجيلها واعتمادها.
إقرأ أيضًا:
اليوريا.. فوائدها وشروط استخدامها في علائق المجترات والحيوانات وحيدة المعدة
المخلفات الزراعية.. ضوابط استخدامها كـ”علف” و(10) شروط تمنع تحولها إلى “سموم”
الهجن الجديدة.. مزايا اقتصادية وإنتاجية
سلطت الدكتورة محاسن عبد الحكيم الضوء على المزايا الاقتصادية التي تتمتع بها الهجن الجديدة، وفي مقدمتها زيادة حجم الإنتاجية عن الأصناف المُتعارف عليها، علاوة على ارتفاع مُعدلات الجودة النوعية للمحصول.
ودللت “عبد الحكيم” على وجهة نظرها بالطفرة التي تم تحقيقها بالنسبة لمحصول الطماطم، والذي تصل إنتاجية الهجن الجديدة منه إلى 40 طن للفدان، بالمقارنة بالأصناف التقليدية التي لا تتخطى الـ7 أطنان، وهو فارق رقمي يكشف حجم الاستفادة والمزايا الاقتصادية لها.
وأوضحت أن جودة محاصيل الخضر طرأ عليها العديد من التحولات، والتي تمت مراعاتها من قبل الباحثين قبل اعتماد الهجن الجديدة، بالشكل الذي يتماشى مع التغيرات المناخية، والسياسة العامة للدولة فيما يخص إنتاج محاصيل وأصناف ترشد معدلات استهلاك المياه.
شاهد: