محصول الفول يواجه شبح الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، التي تؤدي لهلاك كامل الإنتاج، ما دعا المراكز البحثية المُتخصصة، لتكثيف جهودها في سبيل الوصول لاستنباط أنماط وأنواع جديدة، لديها القدرة على مقاومة الآفات والأمراض المُتعارف عليها، والتي تُسبب عزوف البعض عن زراعة هذا المحصول الهام والحيوي للبيئة والتربة والإنسان.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج المُرشد الزراعي، المُذاع على قناة مصر الزراعية، تناول عزام عبدالرازق عشري، أستاذ المحاصيل البقولية، بمعهد المحاصيل الحقلية، الملف الخاص بزراعة الفول من كافة جوانبه، بدءًا من وضع روشتة للحفاظ على ثبات أسعاره، مرورًا بأهم الاستراتيجيات التي تتيح زيادة المساحات المزروعة، وانتهاءًا بأبرز وأخطر الآفات التي تهدد زراعته، وكيفية التغلب عليها.
أبرز الحلول للحفاظ على أسعار محصول الفول
طالب عشري بدعم المزارعين أثناء موسم الحصاد، عبر تفعيل بند وقف الاستيراد لثلاثة أشهر على الأقل، بما يتيح للمزراعين تسويق محاصيلهم، وتحقيق هامش أرباح مُرضي، يوازي حجم الجهد المبذول على مدار الموسم.
أبرز استراتيجيات زيادة المساحات المزروعة بـ”الفول”
قدم أستاذ المحاصيل البقولية خطة، تحوي عددًا من الاستراتيجيات التي تؤهل المُزارعين لزراعة محصول الفول، دون الإخلال بخطته الحقلية، وأهمها استراتيجية “التحميل”، والتي تعتمد زراعة الفول بالتوازي مع بعض المزروعات الأخرى مثل البنجر، ما يتيح الحصول على كمية معقولة دون الإضرار بناتج المحصول الأساسي.
الحل السحري لحماية الطماطم
يلجأ بعض المزراعين لتحميل محصول الفول على الطماطم، وبالأخص خلال العروة الشتوية كأحد الحلول الدفاعية، التي تحميها من الصقيع، وتحقق عائدًا إضافيًا معقولًا، علاوة على تسميد الأرض ومدها بالعناصر الضرورية لها، والتي تتوافر بكثافة في العقد الجذرية للبقوليات.
محصول الفول السبيل الأمثل لتعظيم الفائدة
ولفت عشري إلى أن التجارب الحقلية التي يقوم بها المعهد، تساعد المزارعين على ابتكار المزيد من الحلول، التي تيتح لهم تعظيم فائدة وأرباح الأراضي الخاصة بهم، عن طريق الاستفادة من بعض المساحات “الريشة البطالة” في زراعة، محصول الفول كعنصر إضافي يوفر مصدرًا جديدًا لمدخولاتهم المالية، وبما لا يؤثر على إنتاجية المحصول الأساسي للأرض.
استغلال القصب وأشجار الفاكهة في زراع محصول الفول
أوضح عشري أن الاستفادة من المساحات الموجودة بين أشجار الفاكهة في زراعة خطين من الفول، هي من الاستراتيجيات الناجحة، والتي تقلل هامش التكلفة على المزارعين، علاوة على مد التربة بالعناصر الأزوتية اللازمة لتسميدهات وزيادة خصوبتها، دون الإضرار بالمحصول الأساسي.
وبمعادلة بسيطة فإن إنتاج الفدان الواحد من الفول لا يحتاج إلا لشيكارة واحدة من السماد، فيما يوفر للتربة المزروعة “ذاتيًا” ما يوازي ثلاثة شكائر من السوبر فوسفات، بسبب ما تحتويه عقده الجذرية من عنصر الأزوت.
استنباط أنواع جديدة ذات إنتاجية مرتفعة
أكد عشري على نجاح معهد بحوث المحاصيل الحقلية في الوصول إلى استنباط أنواع جديدة ذات إنتاجية مرتفعة، مع توفيرها لعدد من المعاملات الهامة مثل المياه، باكتفائها برية واحدة فقط “رية المحاياة”، ما يتيح توفير 3 ريات على الأقل.
أبرز أنواع الفول التي تم استنباطها
قدم أستاذ معهد بحوث المحاصيل الحقلية عرضًا لأبرز الأنواع التي تم التوصل إليها واستنباطها، وتضم عدة أنواع منها النوبارية 2، 3، 4، 5، والتي تتميز بارتفاع إنتاجيتها التي تصل في بعض الأحيان إلى 15 عشر إدربًا للفدان الواحد، بزيادة تصل لـ50% للناتج النهائي، ما ينعكس على الأرباح التي يتم تحقيقها للمزارعين.
شاهد: الأهمية الاستراتيجية للمحاصيل البقولية
مميزات إضافية للأصناف الجديدة
علاوة على ارتفاع الإنتاجية تتميز الأصناف الجديدة التي تم استنباطها بقدرتها العالية على تحمل زيادة درجات الملوحة، وهي خصائص تم استحداثها في محصول الفول الجديد، دون التأثير على صفاته الأساسية، فيما يمثل توفيرها لمياه الري عامل جذب آخر، يُساهم في ارتفاع هامش الربح وتقليل تكلفة المعاملات الزراعية الأساسية.
وكشف أستاذ المحاصيل البقولية عن ميزات أخرى للأصناف الجديدة، وأهمها ارتفاع درجة مقاومتها للأمراض الورقية، التي تؤدي لانخفاض انتاجية الفدان بنسب تتراواح ما بين 50 إلى 70%، ما يُعزز من أهمية زيادة المساحات المزروعة بهذه الأصناف.
وعرض ضيف البرنامج لأهم هذه الأنواع والتي تضم “جيزة 716″، “سخا 1″، “سخا 4″، وهي من أفضل الأصناف التي تقاوم الأمراض الورقية الشائعة في محصول الفول.
“الهالوك” أخطر آفات محصول الفول وكيف تم التغلب عليه
أوضح الدكتور عزام عبدالرازق عشري، أن المحاصيل الجديدة التي نجح معهد البحوث الحقلية في استنباطها، حققت نتائج مُبهرة في التغلب على حشيشة “الهالوك” الطفيلية، أحد أخطر الآفات التي تصيب محصول الفول، والتي أدت لتراجع معدلات زراعته، وهجرته من محافظات الوجه القبلي، لتتركز زراعته في مناطق الوجه البحري.
وأكد أن المحاصيل الجديدة لديها القدرة على تجاوز الآثار المُدمرة لـ”الهالوك”، بما يمكن المُزارعين من حصاد 80% من الناتج النهائي للأرض المُصابة بهذه الآفة الخطيرة، والتي كانت تُقضي على كامل المحصول في الأنواع التقليدية.
أبرز أنواع المحاصيل التي تتغلب على حشيشة “الهالوك”
وجه أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد البحوث الحقلية الدعوة، لزراعة بعض أنواع المحاصيل التي تتميز بقدرتها العالية على تجاوز الآثار المُدمرة لحشيشة “الهالوك”، والتي تُمكن المُزارعين من حصاد 80% من المحصول الرئيسي للأرض، وأبرز هذه الأنواع “جيزة 843″، “مصر 1″، “مصر 3″، والتي أثبتت كفاءة عالية في مقاومة هذه الآفة الخطيرة.
إقرأ أيضًا:
محصول الفول السحري.. تعرف على أبرز فوائده للتربة والمزارعين
محصول العنب.. أفضل المعاملات المطلوبة وأسباب انخفاض معدل الصادرات
النمل الأبيض الطائر.. ومتى يُهاجم منزلك؟ حقائق مُذهلة
النحالين العرب: تسليط الضوء على صناعة العسل أدى لفتح أسواق جديدة