النيماتودا واحدة من الآفات المزعجة التي تشكل تحديًا خاصًا لقطاع عريض من المزارعين حول العالم، بسبب حجم الخسائر الاقتصادية المترتبة عليها، والتي تتضاعف حال عدم التعامل معها بشكل علمي، وفقً للتوصيات الفنية الواردة بشأنها، وهي المسألة التي تستدعي تسليط الضوء عليها بشكل أكبر، للتوعية بسبل التعامل معها وتجاوز أضرارها.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة انتصار حلمي – أستاذ النيماتودا بكلية الزراعة جامعة عين شمس – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
سحب عينات النيماتودا
أبرز الأخطاء الشائعة
في البداية شددت الدكتورة انتصار حلمي على ضرورة الالتزام بتطبيق القواعد العلمية الواردة بشأن إجراء فحوصات النيماتودا، للوصول لأدق البيانات والنتائج حولها، والتي يتم الاستناد إليها في تحديد طرق المكافحة والعلاج المثلى الملائمة لكل حالة.
ولفتت إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها قطاع عريض من مزارعينا، وفي مقدمتها تكرار نفس معاملات المكافحة سنويًا دون الرجوع إلى المراكز المتخصصة، مؤكدةً أن استخدام ذات المبيد لعدة أعوام، لن يحقق النتائج المرجوة، وقد يؤدي لتفاقم شدة الإصابة، ومضاعفة حجم الخسائر الاقتصادية المتوقعة.
ونصحت جموع المزارعين بإجراء التحاليل لعينات التربة سنويًا، للتأكد من نوع الإصابة، ومدى انتشار النيماتودا في التربة من عدمه، موضحةً أن هذا الإجراء يكفل للمزارعين تحقيق عدة أهداف، وفي مقدمتها ترشيد أوجه الإنفاق، والتعامل بشكل واقعي مع الآفة الموجودة فعليًا.
وكشفت “حلمي” عن بعض المزايا التي تتيحها نتائج تحليل عينات التربة، والتي يتم الاستناد إليها في تحديد نوع المحصول المناسب للزراعة، مؤكدةً أن الاختيار العشوائي للمحاصيل يهدد بمضاعفة حجم الخسائر الاقتصادية المتوقعة، نظرًا لكونه أحد الأسباب التي قد توفر البيئة الخصبة والعائل البديل لـ”النيماتودا”.
عمق العينة
تطرقت الأستاذ بكلية زراعة جامعة عين شمس إلى بعض القواعد التي يتم الاحتكام إليها عند سحب عينات التحليل من التربة، والتي تختلف باختلاف نوع المحصول، ضاربة المثل بمحاصيل الخضر التي يتوجب سحب العينة فيها على أعماق تتراوح بين 20 إلى 30 سم، فيما يتوجب زيادة هذا العمق بالنسبة لمحاصيل الفاكهة.
وفسرت “حلمي” اختلاف العمق الموصى به لسحب العينات من محصول لآخر، موضحةً أن مرجوع هذا الاختلاف يعود لشكل النمو الخاص بالجموع الجذري ومستوى انتشاره سواء “أفقيًا أو رأسيًا”.
قواعد سحب عينات مزارع “الخضر” و”الفاكهة”
فرقت الأستاذ بكلية زراعة عين شمس بين الطريقة المتبعة لسحب العينات الأراضي المنزرعة بـ”محاصيل الخضر” و”أشجار الفاكهة”، موضحةً أن الأسلوب المتبع في الأولى يتم فيه سحب العينة على بُعد 5 سنتيمترات من النبات، فيما يختلف هذا النهج مع أشجار الفاكهة، والتي يتم فيها سحب العينة من محيط ظلال الشجرة.
وبررت “حلمي” اختلاف القواعد الحاكمة لسحب العينات من الأراضي المنزرعة بأشجار الفاكهة، موضحةً أن سحب العينة من مسافات قريبة للمجموع الجذري للأشجار لا يعبر عن الواقع الحقيقي، لأن أغلب هذه العينات تشير إلى إصابات قديمة، فيما تنتشر الإصابات الجديدة الفعلية في ظل الأشجار فقط بعيدًا عن منطقة الجذور.
وتناولت مبدأً آخر فيما يخص قواعد وأساسيات سحب العينات من مزارع الفاكهة، موضحةً أنه يتوجب على من يتصدى لهذه المهمة، سحب 7 عينات من الشعيرات الجذرية للشجرة الواحدة، وخلطها جيدًا لسحب عينة تعبر بدقة عن حالة الإصابة.
وأوضحت أنه يتوجب على من يقوم بسحب عينات تحليل النيماتودا من مزارع الفاكهة، أن يلتزم بالقاعدة السابقة، على أن يقدم للمعمل المختص 10 عينات نهائية لكل فدان، للوصول لأدق النتائج التي تعبر عن شدة الإصابة ومدى انتشارها في التربة.
شاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
النيماتودا.. علامات الإصابة وظاهرة “المدادات العمياء” في الفراولة
أنواع النيماتودا ومتى يمكن للمزارع الاستفادة منها؟.. “باحث يجيب”
النيماتودا.. روشتة علاج “الصوب الزراعية” المصابة في 8 خطوات