نيتودالنيتروجين والنترات وجهان لعملة واحدة، الاختلاف الوحيد بينهما يكمن في طريقة استخدامهما والاستفادة منهما، في معاملات التسميد بالنسبة للزراعة، والعلائق المستخدمة في تسمين وتغذية الحيوانات، وهي المسألة التي تحتاج لتسليط المزيد من الضوء، للتوعية والتعريف بها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور فوزي أبو دنيا – الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، رئيس قسم المخلفات الزراعية السابق، مدير معهد الإنتاج الحيواني السابق – ملف أبرز الفوارق بين النيتروجين والنترات بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على إيجابيات وسلبيات استخدامهما في برامج التسميد والتسمين.
استخدام النيتروجين
قواعد ومحاذير
في البداية تحدث الدكتور فوزي أبو دنيا عن مخاطر استخدام النيتروجين دون وجود الوعي والدراية الكافية، لتحقيق أقصى استفادة من هذا العنصر، والحيلولة دون مخاطره وانعكاساته السلبية.
وأوضح أن اللجوء إلى النيتروجين في معاملات التسميد الآزوتي، دون الالتزام بالحدود المأمونة والمقننات المسموحة، يؤدي للعديد من التداعيات السلبية على النباتات والمحاصيل الزراعية، ليكون الضرر الناجم عنه أكبر من مستوى الاستفادة الممكنة.
وسلط “أبو دنيا” الضوء على تداعيات الإفراط في معاملات التسميد الآزوتي، والتي تؤدي لزيادة تركيز عنصر النيتروجين في النبات، ما يهدد بانتقال هذا الخطر إلى الحيوانات والماشية التي تتغذى عليها.
فوائد ومكتسبات إضافية
تطرق مدير معهد الإنتاج الحيواني السابق إلى استخدامات اليوريا في رفع فوائد العلائق، وزيادة نسبة استفادة الماشية والمجترات منها، شريطة الالتزام بالحدود المسموحة.
وأكد “أبو دنيا” أن إضافة اليوريا كأحد مصادر “النيتروجين” يكون بمثابة “الحافز” الذي يعزز نشاط وعمل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة داخل الكرش، ما يسهم في مضاعفة قدرتها على إطلاق البروتينات، وبالتبعية زيادة معدلات التحويل والإنتاجية.
أبرز الفوارق
فرق بين استخدام اليوريا “النيتروجين” في معاملات التسميد، وبين الاعتماد عليها في نظم التغذية الخاصة بمشروعات الإنتاج الحيواني، بهدف زيادة نسبة الاستفادة من العلائق المقدمة للماشية.
وفسر هذه المسألة بشكل أكثر تبسيطًا، موضحًا أن النبات يقوم بتحويل وتمثيل عنصر النيتروجين الذي يصل إليه عن طريق معاملات التسميد باليوريا إلى نترات، ما يؤدي للعديد الإشكاليات حال تجاو الحدود المقررة.
وأكد أن “أبو دنيا” أن المسألة تختلف، حال إضافة اليوريا إلى العلائق، موضحًا أن الحيوانات لا تستطيع تحويل النيتروجين إلى نترات، حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في منطقة الكرش، بتمثيلها وتحويلها إلى بروتينات، وإن كانت القاعدة الحاكمة في كلتا الحالتين، هي الالتزام بالحدود الآمنة المسموحة، لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
وحذر مدير معهد الإنتاج الحيواني السابق من تجاوز الحدود الموصى بها عند إضافة اليوريا إلى العلائق، لافتًا إلى مخاطرها وانعكاساتها السلبية على صحة الماشية والمجترات، ونشاط الكائنات الحية الدقيقة في منطقة الكرش.