النفاخ عند المجترات واحد من الأعراض الشائعة الحدوث، والتي تُمثل أحد أبرز شكاوى جموع المُربين والمُزارعين، نظرًا لما يترتب عليها من مُضاعفات، تؤدي لضعف إنتاجية الأبقار والماشية والأغنام والماعز، ما يستدعي الإنصاب لرأي الخبراء والمُتخصصين، لمعرفة سُبل تلافيها والتعامل معها.
تناول الدكتور حامد موسى الأقنص ملف النفاخ عند المجترات بالشرح والتحليل، وذلك عبر نافذة برنامجه العيادة البيطرية”، المُذاع على شاشة قناة مصر الزراعية، للتوعية بسُبل تجنب وتلافي حدوثها.
تعريف ظاهرة النفاخ عند المجترات
في البداية عرف الدكتور حامد موسى الأقنص ظاهرة النفاخ عند المجترات بأنها تجمع شديد وغير عادي للغازات الناتجة عن عمليات التخمر داخل منطقة الكرش والشبكية، بالخاصرة اليسرى للحيوان.
ونبه “الأقنص” إلى خطورة حدوث ظاهرة النفاخ عند المجترات، مُشددًا على ضرورة الإسراع في علاجها بمجرد اكتشاف الأعراض الدالة عليها، نظرًا لخطورتها الشديدة، والتي قد تصل لنفوق الحيوان خلال عدة ساعات، حال عدم التداوي الفوري، ما يؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة للثروة الحيوانية ولجموع المُربين.
أنواع النفاخ عند المجترات
قسم “الأقنص” أنواع النفاخ عند المجترات إلى ثلاثة أنواع:
1. النفاخ الرغوي
وهو من أخطر أنواع النفاخ، ويحتبس فيه الغاز داخل الرغاوي ويختلط بالطعام داخل منطقة المعدة، ما يُشكل صعوبة في إمكانية التخلص منها، وزيادة واتساع منطقة الكرش بشكل غير طبيعي، علاوة على زيادة الضغط الناتج عن هذه الغازات على منطقة القلب، والذي يؤدي لنفوق الحيوان.
2. النفاخ الغازي
ويترتب عليه تحرر الغازات خارج الطعام المُتخمر بمعدة الحيوان، ويطلق عليه النفاخ الثانوي
3. النفاخ الحميد
موضوعات قد تهمك
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وأفضل المُعاملات اللازمة لنجاح تكرار زراعة الغلة
تخزين محصول الثوم.. 15 خطوة ضرورية لنجاح “العلاج التجفيفي” ومزايا “الثلاجات”
طبيعة عملية الاجترار عند الحيوانات
سلط الدكتور حامد موسى الأقنص الضوء على عملية الاجترار عند الحيوانات، والتي تأتي في مرحلة لاحقة لتناول الطعام، وعادة ما تستغرق قرابة الثمانية ساعات، حيث يستعيد الحيوان كمية بسيطة من الطعام الذي سبق تناوله ليقوم باستكمال المضغ والطحن بالفم مع خلطه باللعاب لتسهيل باقي مراحل عملية الهضم.
مراحل عملية اجترار الطعام
أوضح “الأقنص” أن عملية الاجترار تمر بعدة مراحل كالتالي:
1. استعادة الطعام لمنطقة الفم:
تحدث نتيجة حدوث مجموعة من التقلصات بمنطقة الكرش والشبكية، لسحب كميات متوسطة من الطعام إلى المنطقة الفؤادية الواصلة بين فتحة المريء والمعدة، مع وجود الضغط السلب من الرئتين، ما يؤدي لغلق لسان المزمار، وانبساط عضلات المريء وتمدد المنطقة الفؤادية ما يؤدي لسهولة دفع الطعام لفم الحيوان مرة أخرى.
2. إعادة المضغ:
تستغرق وقتًا أطول لإتاحة الوقت الكافي لطحن الطعام وخلطه باللعاب الذي تتراوح كميته ما بين 100 إلى 150 لتر يوميًا، لتوفير الوسط المائي اللازم للتخمر الميكروبي، ومُعادلة الحموضة.
3. إعادة البلع: لنقل الطعام مرة أخرى لقاع الكرش بسبب زيادة كثافتها.
4. التجشؤ
المرحلة الناتجة عن تكون الغازات الخاصة بالتخمر بسبب الكائنات الدقيقة الموجودة داخل منطقة الكرش، بمعدل 30 لتر كل ساعة، للتخلص من غازات النيتروجين وثاني أكسيد الكربون والميثان وكبريتات الهيدروجين.
إقرأ أيضًا
تقاوي القمح.. شروط التخزين الصحيحة وسلبياتها ومزايا البذور المُعتمدة
فطام الثوم.. أخر مُعاملة ري قبل الحصاد ودرجات الملوحة المسموحة للزراعة
مخاطر عدم التجشؤ
لفت “الأقنص” إلى أن عدم قدرة الحيوان على التجشؤ، وعجزه عن التخلص من هذه الغازات الناتجة عن التخمر، يؤدي لتمدد جدار الكرش، كسبب رئيسي لظاهرة النفاخ عند المجترات، والتي تظهر على هيئة انتفاخ شديد بالناحية اليسرى لكرش الحيوان.
وكشف أن الحالات المُتقدمة يظهر فيها الانتفاخ على جانبي الحيوان على السواء، لافتًا إلى أن زيادة النفاخ يترتب عليه العديد من الإشكاليات المُتمثلة في زيادة نسبة الحامضية والكيتان داخل الكرش، ما يؤدي لاحتجاز الغازات وصعوبة التخلص منها.
علاقة العلائق بظاهرة النفاخ عند المجترات
ربط الدكتور حامد موسى الأقنص بين نوع العليقة المُستخدمة في نظام التغذية، وحدوث ظاهرة النفاخ عند المُجترات، مؤكدًا أن مُعدلاتها تشهد تزايدًا كبيرًا في العلائق ذات البروتين العالي “من 14 إلى 18%”.
وأشار إلى أن 65% من البروتين الزائد يخرج إلى السيتوبلازم وأحماض “الفولاتيل فاتي أسيد” لتصل إلى سوائل الكرش، ما يؤدي لزيادة ضغط الكرش ونفوق الحيوان.
أسباب حدوث النفاخ الرغوي
حصر “الأقنص” أسباب حدوث ظاهرة النفاخ الرغوي، في عدة أخطاء يقع فيها المُربي أثناء تنفيذ مُعاملات التغذية الخاصة بالحيوان في النقاط التالية:
1. تغذية الحيوان على حشائش صغيرة وغضة
2. التغذية على حشائش غير مكتملة النمو
3. الاعتماد على حشائش يتجمع عليها الندى
نصائح خاصة بالعلائق الخضراء كـ”البرسيم”
أكد أن تغذية الحيوان على برسيم أو أي حشائش مُبللة بمياه مُعاملات الري، يُسهم في زيادة فُرص تكون الفقاقيع داخل كرش الحيوان,
وحذر من استخدام البرسيم الذي يتم قطعه من الغيط مُباشرةً، لكونه أحد أسباب تكون الرغاوي والفقاعات داخل كرش الحيوان، ما يُؤدي لسرعة التخمر، وحدوث ظاهرة النفاخ.
ونصح بضرورة تهوية البرسيم أو الأعلاف الخضراء لمدة لا تقل عن 48 ساعة، قبل تقديمها كغذاء للحيوان، للحيلولة دون تكون الفقاقيع الغازية داخل كرش الحيوان.
التغذية على الأعلاف عالية النشا
واصل “الأقنص” شرحه لأسباب حدوث ظاهرة النفاخ عند المجترات “النفاخ الرغوي”، مُشيرًا إلى أن الاعتماد على الأعلاف التي تتزايد فيها نسبة النشا، أو الأعلاف الناعمة المُركزة، هي واحدة من الأسباب المُباشرة لهذا العرض الخطير.
التغذية على بواقي الطعام والكرنب والقرنبيط واللفت
حذر الدكتور حامد موسى الأقنص من استخدام قائمة أخرى من الأعلاف، وفي مُقدمتها “بواقي أطعمة المنزل، الكرنب، القرنبيط، اللفت”، لافتًا إلى كونها واحدة من أهم مُسببات ظاهرة النفاخ لدى المجترات.
أسباب حدوث النفاخ الغازي
فسر “الأقنص” أسباب حدوث ظاهرة النفاخ الغازي عند المجترات، بأنها تأتي نتيجة عدم حدوث عملية “التجشؤ”، والتي يترتب عليها المُضاعفات التالية:
1. احتجاز الغازات
2. تمدد الحجاب الحاجز
3. توقف انقباضات الكرش
4. ضعف عام في جدار الكرش والشبكية
5. نفوق الحيوان
شاهد أيضًا