الندوة المبكرة والمتأخرة يمثلان عرضين مرضيين يصيبان أغلب الحاصلات الزراعية، مع اختلافهما في الظروف المُناخية والبيئية المُسببة لهما، ومُعدلات ونسب الأضرار الاقتصادية التي يشكلانها، والأمر عينه ينطبق على ضوابط بدء إجراءات المُكافحة الوقائية، التي تستدعيها ظهور مؤشرات الإصابة، ما يُحتم تسليط المزيد من الضوء والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد، مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور نبيل صبحي فرج – أستاذ متفرغ بمعهد بحوث أمراض النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف أمراض البطاطس المتوطنة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز الفوارق ما بين الندوة المبكرة والمتأخرة، وتقييم حد الخسائر الناجمة عنهما، وأثرها على حجم الحصاد والعائد الاقتصادي المُتوقع، ومدى الحاجة لتنفيذ برامج المُكافحة الوقائية، حال توافر الشروط البيئية والمُناخية المُعززة لحدوث الإصابة.
الندوة المبكرة والمتأخرة.. أصل التسمية
في البداية فرق أستاذ معهد بحوث أمراض النبات بين مصطلحي الندوة “المبكرة والمتأخرة”، موضحًا أن أصل التسمية يرتبط إلى حد بعيد بمحصول الطماطم، والذي جرى العرف على حدوث عدوى الإصابة بالعرض المبكر في العروة الزراعية المُصاحبة لارتفاع درجات الحرارة، فيما يرتبط ظهور علامات العرض المتأخر مع الانخفاض النسبي للحرارة وزيادة مُعدلات البرودة.
أبرز الفوارق بين الندوة المبكرة والمتأخرة بمحصولي الطماطم والبطاطس
لفت الدكتور نبيل صبحي فرج إلى إجماع الخبراء والمختصين في ملف أمراض النبات، على تعميم هذا العرف السابق على محصول البطاطس، مع وجود فارق جوهري يفصل بينهما، حيث تحدث الإصابة بـ”الندوة المتأخرة” في العروات الأولى، بعد مرور أسبوعين على بداية موسم الزراعة، فيما تظهر علامات “الندوة المبكرة” مع نهايات الموسم، أي أن المسألة معكوسة، حتى لا يحدث أي خلط بين أمراض كلا الصنفين.
موضوعات قد تهمك:
زراعة الفراولة.. 4 مركبات لعلاج آثار التغيرات المناخية وخطة الري الصحيحة
آفات القطن.. علامات الإصابة ومخاطر زراعة البامية مع الذهب الأبيض
خطورة الندوة المتأخرة على محصول البطاطس
حذر أستاذ أمراض النبات من خطورة الندوة المتأخرة على محصول البطاطس، مؤكدًا أنها تؤدي لنتائج كارثية، وخسائر اقتصادية ضخمة بالنسبة للمُزارعين، نظرًا لحجم الأضرار الذي يؤدي لفقدان كامل المحصول خلال 48 ساعة فقط من بداية حدوث الإصابة.
الظروف المناخية المُسببة لحدوث الندوة المتأخرة
قدم “فرج” شرحًا مُبسطًا للظروف المُناخية المُهيئة لحدوث الإصابة بـ”الندوة المتأخرة”، والتي حصرها في نقطتين أساسيتين:
1. انخفاض الحرارة وعدم تجاوزها لحدود الـ19 درجة مئوية
2. ارتفاع نسبة الرطوبة لما بين 92 إلى 95%
موضحًا أن توافر هذين الشرطين يُعزز من فرص الإصابة بـ”الندوة المتأخرة”، ما يستدعي سرعة اللجوء لتنفيذ الإجراءات الوقائية الواردة بهذا الشأن، والتي من شأنها إنقاذ محصول البطاطس من الدمار، والخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
إقرأ أيضًا:
معاملات ري الموالح.. روشتة الوصايا الـ6 وأبرز الأخطاء الشائعة
محصول الفراولة.. آليات اختيار توقيت الزراعة وموعد جني الحصاد
توصيات خاصة للمهندسين والمرشدين الزراعيين
قدم “فرج” النصح للمهندسين والمرشدين الزراعيين القائمين على ملف “الندوة المتأخرة”، ببدء تنفيذ مُعاملات المُكافحة الوقائية، حال توافر كلا الركنين السابقين، والمرتبطة بعدد من الشواهد التي يُمكن رصدها، مثل وجود “شبورة أو غمامة أو ظلال” فوق حقول زراعة البطاطس، يُصاحبها ارتفاع في نسبة الرطوبة ودرجة التشبع ببخار الماء.
الندوة المبكرة والمتأخرة.. مقارنة اقتصادية على محصول البطاطس
وقلل أستاذ معهد بحوث أمراض النبات من خطورة الندوة المبكرة، مؤكدًا أن الإصابة بها لا يؤثر على حجم الإنتاجية المُتوقع، ولا يرفع هامش نسبة الفقد من المحصول، على العكس من “المتأخرة”، التي تدمر كامل الثمار والنباتات خلال فترة لا تتجاوز الـ48 ساعة.
وأوضح الدكتور نبيل صبحي فرج أن الإصابة بـ”الندوة المبكرة” أو ما يعرف اصطلاحًا لدى جمهور المُتخصصين في أمراض النبات باسم “الشيخوخة المتأخرة”، غالبًا ما ينصب على النباتات المُتخشبة، في آخر مراحل نمو النبات.
شاهد: