النحالة السورية واحدة من الدول التي تنصوي تحت مظلة اتحاد النحالين العرب، كأحد الأفرع الهامة والأصيلة ذات الطبيعة الخاصة، والتي تنعكس على جودة إنتاجها من نحل العسل، وتفتح أمامها أبواب التصدير للخارج ولدول الجوار.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي مُقدم برنامج “الصندوق الأخضر”، والمُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث المهندس إياد زعبول رئيس الفرع السوري لاتحاد النحالين العرب، عن نشاط النحالة السورية، وأهم مميزاتها وكيفية الحفاظ على تفوقها وجودة إنتاجها.
مراحل تطور النحالة السورية خلال العقد الأخير
في البداية تحدث المهندس إياد زعبول عن النحالة السورية، وأهم الركائز التي تعتمد عليها هذه الصناعة الهامة، مُقسمًا تاريخها ومراحل تطورها خلال السنوات العشر الأخيرة إلى ثلاث مراحل، الأولى ما قبل عام 2010، والثانية تمتد من 2017 حتى 2021، والثالثة ما بعد 2021.
النحالة السورية ما قبل عام 2010
حجم إنتاج قطاع النحالة السورية قبل عام 2010
وأوضح أن النحالة السورية كانت تملك قُرابة الـ632 ألف خلية نحل ما قبل عام 2010، يصل إجمالي حجم إنتاجها إلى 3200 طن، مُشيرًا إلى أنها حققت الاكتفاء الذاتي الذي يغطي احتياجاتها، مُشيرًا إلى أن حجم الاستهلاك المحلي يتراوح ما بين 700 إلى 800 طن، ويُخصص ما يوازي الـ1000 طن للتصدير إلى خارج البلاد، فيما يتم تدوير فارق الإنتاج للعام الذي يليه.
ولفت إلى أن مستوى ثقافة المُستهلك العربي تجاه عسل النحل، واعتماده ضمن قائمة المواد الغذائية والدوائية والعلاجية، لازال متراجعًا ولا يرقى للطموح المطلوب، والأمر عينه بالنسبة لباقي مُنتجات النحل التي لا زالت خارج حساباته.
إقرأ أيضًا:
المضادات الحيوية.. آثارها على خلية النحل وإنتاج العسل وعلاقتها بالتقلبات المناخية
وانتقل المهندس إياد زعبول إلى المرحلة التالية “2017 – 2021″، مؤكدًا أن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على أنشطة وإنتاج النحالة السورية، بالشكل الذي مثل تهديدًا كبيرًا لبقائها وقدرتها على الصمود، ما دعا لإطلاق العديد من المبادرات للحفاظ عليها من الزوال والتلاشي، وهو الأمر الذي لاقى تجاوبًا كبيرًا من
اتحاد النحالين العرب، والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال الحيوي.
وأوضح أن هذه المبادرات التي استهدفت الحفاظ على كيان وأنشطة النحالة، لاقت تجاوبًا كبيرًا من وزارة الزراعة السورية والمنظمات الدولية، بشكل حرك المياه الراكدة في هذا الملف.
وأكد أن التحركات النشطة للحفاظ على النحالة السورية استدعى اللجوء لبعض الحلول من خارج الصندوق، موضحًا أن السلالة السائدة في البلاد هي “السلالة السورية”، والتي تمتد على نطاق هلالي يجمع بين بلدان الشام “الأردن، لبنان، فلسطين، سوريا، وجزء من العراق”.
وأشار إلى أن الخسائر الكبيرة الناجمة عن الحرب، والتي أدت لفقد نسبة كبيرة من منظومة النحالة السورية، استدعت اللجوء لاستيراد سلالات وأصناف من الخارج، لترميم القطاع وإعادة إحياؤه من جديد، وكانت النافذة الأوكرانية هي أقرب الحلول المُتاحة في هذا التوقيت، بيد أن العقوبات الاقتصادية الموقعة البلاد حالت دون تنفيذ هذا المُقترح، ليبرز دور اتحاد النحالين العرب الإيجابي، في مد يد العون والدعم والمؤازرة.
موضوعات ذات صلة:
أخطاء تغذية النحل.. شروط التركيبة المثلى لعجينة “الكاندي”
أكد المهندس إياد زعبول على الدور الإيجابي والفاعل الذي قدمه اتحاد النحالين العرب، ووزارة الزراعة وهيئة بحوث النحل المصرية، لإنقاذ وترميم القطاع السوري، مُثمنًا الجهود المبذولة في هذا الشأن، ما ساعد في الحفاظ على الثروة النحلية من الضياع والاندثار.
معبر جوي مصري لإنقاذ النحالة السورية
كشف المهندس إياد زعبول عن الدور الإيجابي الذي قامت به وزارة الزراعة وهيئة بحوث النحل المصرية، واتحاد النحالين العرب للمساهمة في إنقاذ وترميم قطاع النحالة السوري، عن طريق فتح معبر جوي لشحن قطعان النحل المصري إلى دمشق.
ولفت إلى أن شحنات النحل المصري انطلقت جوًا من القاهرة إلى بيروت ومنها إلى العاصمة دمشق برًا، في ظاهر تحدث لأول مرة بمرور طرود النحل عبر ثلاث دول، مُثمنًا الجهود المصرية الحثيثة لإنقاذ هذا القطاع الحيوي، والتي لم تتوقف عند حدود إرسال القطعان إلى سوريا، وإنما امتدت لتقديم الدعم الفني عن طريق الخبراء والمختصين، الذين رافقوا هذه الشحنات لداخل العمق السوري.
لا يفوتك.. إدارة عمليتي التزهير والعقد في الزيتون
النحل المصري.. القاهرة تمنح النحالة السورية “قُبلة الحياة”
تابع المهندس إياد زعبول شرحه للدور الهام الذي لعبته القاهرة في إنقاذ وترميم قطاع النحالة السورية، عبر شحن عدة طرود للقطعان المصرية، والتي كانت بمثابة قُبلة الحياة التي أنقذت هذا النشاط من الضياع والاندثار.
وأوضح أن قطعان النحل المصري التي كانت تصل للعمق السوري، كانت تخضع للفحص والاختبار والحجر، لثلاثة أيام، قبل الإفراج عنها لتواصل رحلتها ويتم توزيعها على سبع محافظات سورية هي “اللاذقية، طرطوس، حمص، حماة، درعا، لقنيط، راس ويدا”.
النحالة السورية تعود للتصدير من جديد
وأكد أن هذا الجهد الإسعافي المبذول لإنقاذ نشاط النحالة السورية، أسفر عن توزيع ما يقرب من 21 ألف خلية نحل، على كامل المحافظات السورية، ما فتح الباب أمام ضخ دماء جديدة، ساهمت في تعافى هذا القطاع مرة أخرى، ليصل حجم الإنتاج بعام 2021 إلى 4 آلاف طن من العسل.
ووجه زعبول الشكر لجميع النحالين السوريين على حجم الجهد المبذول لتعافي القطاع واستعادته لكامل نشاطه، ما فتح الباب أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوفير الفائض للتصدير مرة أخرى للخارج.