النباتات الطبية والعطرية وزراعتها واحدة من المجالات الاستراتيجية الهامة، التي تُدر دخلًا كبيرًا وتُتيح رافدًا هامًا من روافد العملة الصعبة، ما يستوجب تسليط الضوء على أهم العقبات التي قد تُعرقل قدرتها على الانطلاق، وتذليل كافة الصعوبات أمام العاملين في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “مصر الخضرا”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث ربيع مصطفى – أحد مُصدري النباتات الطبية والعطرية بمحافظة الفيوم – عن هذا الملف بإسهاب، مُسلطًا الضوء على خطوات تجهيز المُنتج التصديري من الألف إلى الياء، وأبرز المُعوقات التي تواجه جموع المُصدرين، والحلول المُتاحة لها.
مزايا الظهير الصحراوي لـ”النباتات الطبية والعطرية”
في البداية تحدث ربيع مصطفى عن أهم النباتات الطبية والعطرية التي تشتهر بها محافظة الفيوم، وفي مُقدمتها الكالنديولا والكاموميل، بالإضافة إلى “البابونج، الريحان” والنعناع “البلدي، الفلفلي” والبردقوش.
ولفت إلى وجود عدد كبير من المزراع المتخصصة في النباتات الطبية والعطرية، بعضها اختار اتباع طُرق “الزراعة الطبيعية”، فيما اتجه القسم الثاني نحو تقنية “الأورجانيك”، وغالبًا ما تتركز الأخيرة في مناطق الظهير الصحراوي، لسهولة التحكم في التربة ومراقبتها ومُتابعتها كإرشاد زراعي بداية من مرحلة الشتلة وصولًا لقطف المحصول.
وأشار إلى أن بعض مُستلزمات الإنتاج الخاصة بزراعة النباتات الطبية والعطرية تُصنع محليًا، فيما يتم استيراد البعض الآخر من الدول الأوروبية وبالأخص ألمانيا، بعد تجهيز وإعداد التربة بشكل يُسهل استخدام المُعدات والميكنة التي تم جلبها من الخارج.
دور الإرشاد الزراعي
ناشد ربيع مصطفى بتفعيل دور الإرشاد الزراعي مرة أخرى، على اختلاف المساحات المُخصصة لزراعة النباتات الطبية والعطرية، مع إعادة توجية مُهندسي الإرشاد بالمرور والمتابعة الدورية على هذه الكيانات، لضمان عدم حدوث أي مُعوقات تحول دون تحقيق أفضل النتائج المرجوة.
موضوعات قد تهمك
تخطيط التربة.. مزايا الزراعة على “الريشتين” ودورها في مُكافحة الآفات
النباتات الطبية والعطرية.. 11 مرحلة من الإنتاج إلى التصدير
قسم “مصطفى” المرحلة التالية لحصاد المحصول وصولًا إلى تصدير المُنتج النهائي كما يلي:
1. نقل المحصول من المزرعة إلى المصنع
2. إجراء الفحص الظاهري للمُنتَج
3. منح المُنتَج رقم “لوط”
4. تحويله إلى معمل مُتبقيات المبيدات “في حالة المُنتجات الأورجانيك”
5. الدخول إلى ماكينات التجهيز “حال اجتيازه لاختبارات التحليل”
6. الدخول على نقطة المجرشة لتحديد القطعية “النقطة الأولى في خط الغربلة”
7. المرور عبر نقطة الهزاز “لتنقية المُنتج من الأتربة”
8. المرور عبر مرحلة السلندر “لتنقية المُنتج وفصله عن سيقانه”
9. المرور على مرحلة الجريفت
10. قد تحتاج بعض المُنتجات للمرور عبر مرحلة فصل المعادن
11. تعبئة المُنتج برقم اللوط الذي تم تحليله ليكون جاهزًا للتصدير
تكاليف الإنتاج ومزايا العمالة اليدوية
لفت ربيع مصطفى إلى اختلاف تكاليف الإعداد والتجهيز من مُنتج لآخر، بحسب الإجراءات والمراحل التي يمر بها، مُشيرًا لتفوق العمالة اليدوية المصرية المُدربة على الماكينات المُخصصة للقيام ببعض الأدوار، ضاربًا المثل بنبات الكاموميل الذي تفشل الماكينات في فصله عن سيقانه، ما يقلل من قيمة المُنتج التسويقية والتصديرية.
الزراعة التعاقدية ودورها في إنهاء سطوة “السماسرة”
سلط الضوء على أهمية توسيع الظهير الصحراوي، لإتاحة المرونة الكافية لمُضاعفة زراعات النباتات الطبية والعطرية “العضوية”، لاستغلال تزايد الطلب العالمي عليها، وتحقيق أفضل المكاسب الاقتصادية المُمكنة منها.
وشدد على أن التوجه نحو تفعيل “الزراعة التعاقدية” سيكون له دور فاعل في تحجيم دور “السماسرة”، وتخفيف سيطرتهم على حلقة الوصل الوسيطة ما بين المُزارع والمُصدر، ما يُتيح الفُرصة لتحسين أحوال أضلاع منظومة النباتات الطبية والعطرية.
“السجلات الصناعية”.. أبرز مطالب المصدرين
انتقل ربيع مصطفى إلى ثاني العقبات التي تواجه مُصدري النباتات الطبية والعطرية، والخاصة بعدم وجود “سجلات صناعية” لأغلب العاملين في هذا المجال، وهو الشرط الذي يعوق قدرتهم على تصدير المُنتج النهائي في شكل “بودر” أو “مسحوق مطحون”.
وطالب بتحويل منطقة “أبشواي – أبو بنشو” إلى منطقة صناعية، نظرًا لاحتوائها على ما يقرب من 150 مصنعًا، جميعهم يتعرض لذات المُعوقات التي تحول دون قدرتهم على تصدير بعض مُنتجاتهم، لافتًا إلى استعدادهم التام للالتزام بكافة الشروط وتحمل واستيفاء كافة البيانات والمصروفات اللازمة، مؤكدًا أن البديل الأمثل هو نقلهم إلى المنطقة الصناعية.
لا يفوتك
لا يفوتك